همسات ذ. هدى بركات تحت عنوان ابدأ الآن -7 و 8 – : بناء العادات

فبراير 26, 2023

0 694 2 دقائق

عادة جديدة - الامتنان - الدعاء- همسات هدى بركات

الهمسة السابعة

و أنت تمر في الأزقة هذه الايام، تسمع حديث الصغار و هم يلعبون كرة القدم “سر، سير، سييير” يتوهج القلب فرحا و تطرب النفس سعادة، فتية التقطوا لازمة المدرب الوطني وليد الركراكي في المونديال الاخير، و جعلوها وقود حماسهم، و منبع نشاطهم و سر يقظتهم لهزم الخصم و تسجيل هدف.
و انت تتدرب على اكتساب عادة جديدة، اجعلها كلمات تهمس بها في اذن نفسك، لتوقظ بها همتك متى ما فترت، او تواسي بها قلبك ان احسست به منكسرا، او تمني نفسك بقرب الوصول ان تاه منك الافق.
اجعلها بسيطة و واضحة و قوية، تفهمها انت فقط، او قل هي كلمة السر بينك و بين مغالق نفسك.
قلها مرارا و تكرارا بلسانك، بل قلها بكل جوارحك، استشعرها بكل ذرة فيك.
قد تكون أية أو دعاءا أو بيتا من الشعر …..
نعم قوتها من قوة عزمك
فاخترها بعناية.

الهمسة الثامنة

وأنت تسير في دروب الحياة ،قد تتباطؤ خطواتك، وقد تتعثر، أو ربما قد تسقط…
قم و خفف حمل ظهرك ما استطعت الى ذلك سبيلا، و لا تدع القلق يلتهم يومك و غذك. ابدأ نهارك بالاعمال التي تقلقك، أنجزها، و ستشعر بخفة طيلة اليوم او ربما لبقية الاسبوع. ثم مرن عقلك على غلق الملفات واحدا تلو الاخر باتخاذ قرار، قد تستصعب أمرا ما، او قد تتوه في الاختيار….

ولا عليك خض التجربة و لا تخف من المحاولة… تذكر انك في النهاية مجموع تجاربك و اختياراتك .
حتى اذا أنهيت الوسع، سلم الامر لصاحب الامر و قل “يا الله“.

كنت محظوظة جدا، تعرفت على أناس كثر و من طبقات متباينة، و في القلب شوق لا يعلمه الا الله لزيارة بلدان شتى و معرفة اجناس و الوان من خلق الله.

و قد علمني هذا أن أقدر كل من يحيا على وجه هذه الارض، و أن أعتبر كل يوم هو بمثابة هدية ثمينة أعتز بها، و ألا اعتبر ما عندي أمرا مسلما به.
أتقلب بين الفرح و الحزن، بين الصحة و المرض، بين التعاسة و الامل، لكنني في كل احوالي هذه، أحس بالامتنان.

تدرب معي على عادة جديدة،
انها عادة الإمتنان، سفر جديد في ما بقي من العمر، لكنه سفر بالقلب و العقل فقط إلى وجهة اكثر انفتاحا و اتساعا و عمقا إلى وجهة جديدة فاجتهد.
“وجهة المرء ليست مكانا يذهب اليه، بل طريقة جديدة لرؤية الاشياء ” هنري ميلر.