همسات ذ. هدى بركات تحت عنوان ابدأ الآن -52- و -53- و -54- : بناء العادات

أغسطس 11, 2023

0 668 4 دقائق

قلل الأوقات التي تقضيها لتتبع وسائل التواصل الاجتماعي، او في الحديث على الهاتف، او متابعة ما فاتك من حلقات مسلسلك المفضل، و خصص هذه الاوقات لهواية جديدة تحبها كالمشي و القراءة..

ذ. هدى بركات

الهمسة الثانية و الخمسون

خلصنا في الهمسة السابقة إلى توليد العديد من الأسئلة أجملها في السؤالين التاليين:
كيف نتحرر من فشلنا المتكرر في القيام بما نريده في العطلة؟
و كيف نقضي وقتنا الحر و نستفيد و نستمتع بالعطلة ؟
إليك بعض الحلول التي أتقاسمها معك٫ انت فقط جرب..
أولا :أدر توقعاتك و خطط بواقعية دون المبالغة في وضع مهام كثيرة تريد إنجازها خلال هذه العطلة و هذا يعني خيارات قليلة وقرارات أقل و بالتالي رضى و قناعة اكثر٫ ضع لكل يوم مهمة واحدة أو قرار واحد فقط.
ثانيا: ابدأ يومك الأول بالمهمة الأصعب، أي تلك التي تستثقلها، و عندها ستحس بخفة أكبر و قدرة على الإنجاز أكثر.
ثالثا : قلل الأوقات التي تقضيها لتتبع وسائل التواصل الاجتماعي، او في الحديث على الهاتف، او متابعة ما فاتك من حلقات مسلسلك المفضل، و خصص هذه الاوقات لهواية جديدة تحبها كالمشي او القراءة أو تعلم الخط و الصباغة أو تعلم لغة جديدة عبر التطبيقات الحديثة المتاحة.
رابعا: الاتفاق مع شخص آخر و الاستعانة به لكي تتبادلا معا أدوار الرقابة و المتابعة لتحقيق روتين منتج لأيام عطلتك.
خامسا: كافىء نفسك على إنجازاتك و اعلم بأن دماغنا يشتغل بفعالية اكبر عند المكافأة.
و تذكر يا صديقي أن الإنجاز هو ما تعتبره أنت إنجازا، و أن مشاعر الرضا عن النفس أصيلة فيك و لا ترتبط بعدد المهام التي ستنجزها.
و تأكد أن تستعمل وقت العطلة لإعادة شحن طاقتك؛ بالطريقة التي ترضيك.
عطلة ممتعة لكم.

___________________________

دعني أعلمك يا صديقي مهارة الوعي لفهم هذه الأنماط و اهديك مناعة ذاتية تنير مسارك و مسيرك، مع نفسك اولا ثم مع احبائك و معارفك ثانيا. ذ. هدى بركات

الهمسة الثالثة و الخمسون

يعيش الواحد منا مخاضا عسيرا في مسيرته في هذه الحياة، مسارا يحمل فيه زادا قليلا أو كثيرا، حسب بيئة و ثقافة كل منا و بحسب استعداده الإدراكي و السلوكي. و المبتغى علاقات إنسانية هنيئة، و تواد و رحمة، لكنها رحلة فيها الكثير من الهنات و المطبات، و الناس فيها أنماط وأصناف.

دعني أعلمك يا صديقي مهارة الوعي لفهم هذه الأنماط و اهديك مناعة ذاتية تنير مسارك و مسيرك، مع نفسك اولا ثم مع احبائك و معارفك ثانيا.

فاصغ إلي بأذن قلبك و عقلك و تعلم و جرب، فالعلم قوة، و التجربة برهان.

مهارة اليوم هي التعلق العاطفي٫ و يقصد بالتعلق العاطفي علاقتنا بالشخص الذي يمنحنا وجوده الأمان، و يتسبب غيابه لنا بالخوف و القلق و الإرباك، سواء كانت طبيعة العلاقة أبوة او أمومة او زوجية او بنوة او صداقة.لكن دعنا نفرق بين مرحلتين في حياتنا:

التعلق عند الطفل:

الطفل في حاجة إلى تكوين علاقة مع شخص واحد على الأقل، الأم أو من يقوم مقامها، كي يحصل على نمو عاطفي و اجتماعي بطريقة طبيعية.

يقول الدكتور هاري هارلو :”لا يعيش الإنسان بالحليب وحده، فالحب عاطفة لا تمنحها زجاجة حليب مجردة من العواطف“

و بالمقابل فإن غياب الرعاية و الاهتمام عند الطفل بدءا من الرضاعة و مرورا بمرحلة الطفولة الأولى يتسبب في اختلالات عاطفية و سلوكية و اجتماعية. و هكذا قد يصاب الاطفال بعدم القدرة على بناء و تطوير علاقات اجتماعية بصيغ سليمة و آمنة، و هذا ما يعرف في علم النفس باضطراب التعلق الانفعالي. أو يسقط بعض الأطفال في ألفة غريبة و بشكل مفرط مع الغرباء، و يبحث الطفل عن إنشاء علاقة عائلية حميمية مع مماثل الأم أو الأب المفقود٫ و هذا ما يعرف باضطراب الانخراط الاجتماعي غير المنضبط. و كلها اضطرابات لنمط غير آمن، تنشأ بسبب العديد من السلوكيات التربوية الخاطئة للوالدين و كذا الكثير من الإهمال والحرمان العاطفي.

التعلق عند الكبار:

اما التعلق عند الكبار، فينقسم الاشخاص فيه إلى أنماط، النمط الآمن، النمط غير الآمن٫ و نجد فيه القلق المشغول و الرافض المتجنب و الخائف المتجنب. و لئن كان مطلب الأمان وراء كل علاقة، فإن العقل قد يبدع استراتيجيات كثيرة لتدبير القلق الناتج عن العلاقات، و هنا تظهر معاني من مثل التاثير على تدبير المشاعر و الدعم و العلاقة الحميمية و الغيرة. و كما لكل شيء بداية فله نهاية لا محالة، و نهاية العلاقات تتخذ تجليات مثل الطلاق و الموت و الهجران تتبعها مشاعر حزن.

و الحزن عملية هامة تعلم الإنسان معنى قبول الخسارة و تجعله يمضي قدما في الحياة و يبحث عن الدعم، و هذه هي اكثر الاستراتيجيات فعالية، أو يختار الانسحاب، أو يتمركز حول نفسه و يدخل في جحيم التوتر. أما الأشخاص ذوو النمط الآمن فيسعون إلى تقييم التجربة العلائقية بشكل أقل سلبية من كافة الأنماط الاخرى و يركزون أنظارهم على الجانب الايجابي في الحياة، كما في الناس و العلاقات.

ابدأ بـ لماذا؟ لتفهم أهمية البدء بتحديد الغرض أو السبب قبل تحديد كيف وماذا تفعل.. مفهوم “الدائرة الذهبية”

ذ. هدى بركات

الهمسة الرابعة و الخمسون

قد يظن البعض ان القيادة تكون في المؤسسات و الشركات والتنظيمات، بشتى أوصافها التنظيمية و المدنية و المجتمعية والنقابية و الفنية ….و أن السلطة تدور في فلك القيادة، بل لربما إحداهما توأم الأخرى. لكن القيادة لا ترتبط بمستوى معين في المؤسسة، و لا تقترن دائما مع السلطة.

القيادة الحقيقية هي إلهام و تحفيز، و قوتها معنوية ناعمة تجعل الآخرين يدعمونك حتى في أحلك الظروف. إن القائد الحقيقي بهذا المعنى هو الذي يساعد الآخرين على تحقيق النجاح الذاتي و يلهمهم لصنع الأثر على المدى البعيد.

يقول سيمون سينيك، صاحب كتاب ابدأ ب لماذا ؟ “إن أي شخص يستطيع أن يكون قائدا“

ابدأ بـ لماذا؟ لتفهم أهمية البدء بتحديد الغرض أو السبب قبل تحديد كيف وماذا تفعل، و هذا ما يسميه سينيك بمفهوم “الدائرة الذهبية” التي تتكون من ثلاثة أجزاء: لماذا، كيف، ماذا.

لماذا”: هذا هو السبب الذي يدفعك، وهو الأساس لكل شيء تقوم به.

كيف”: هي العمليات أو القيم التي تستخدمها لتحقيق غرضك.

ماذا”: و تعني النتائج الملموسة لما تقوم به، مثل المنتجات أو الخدمات التي تقدمها.

ووفقاً للمؤلف سينيك، فإن الشركات والأفراد الأكثر نجاحاً هم الذين يبدأون بـ “لماذا” قبل الانتقال إلى “كيف” و “ماذا”.

إن الإيمان برسالتك في الحياة هو ما يصنع منك قائدا، و بصرف النظر عن القيادة والأعمال، يمكنك تطبيق مفهوم البدء بـ “لماذا” على العديد من جوانب حياتك، بما في ذلك العلاقات الشخصية والصحة …و عندما نفهم “لماذا” نفعل الأشياء التي نفعلها، يمكننا أن نفكر بمرونة، و أن نعيش بشكل أكثر رضى ومعنى. و هذا يوقد الامل فيك، لتجدد العزم و تمضي قدما في مجالات الحياة.

قد تتعثر ،قد يخبو وهجك، و لكن أبدا لن تسقط أو تنطفىء.