المنبر الحر

همسات ذ. هدى بركات تحت عنوان ابدأ الآن -5 و 6 – : بناء العادات

ذ. هدى بركات

الهمسة الخامسة

نستمر في سلسلة بناء العادات، و في مسيرتنا هذه لاكتساب عادة جديدة، أو التخلص من عادة سلبية ننتبه لحلقة بناء العادة كما يسميها علماء السلوك، و هي حلقة تتكون من أربعة عناصر:
العنصر الاول :هو المحرك او الحافز الذي يدفعك لبدء سلوك العادة. و قد يكون مشاعر أو روائح أو منبهات صوتية ، أو مرئية…
العنصر الثاني :الرغبة، التي تتأجج داخلك لتدمن العادة الجديدة كالثناء او المديح او الحاجة للنيكوتين او الكافيين ….
العنصر الثالث : الروتين. اي القيام بالعادة بشكل دائم و مستمر.
العنصر الرابع : المكافأة كاشباع الجسم من السكريات في حالة عادة أكل الشكلاطة او معرفة اخبار الاخرين في حالة عادة تصفح مواقع الانترنيت، أو الهروب من الاحساس بالملل و الوحدة في حالة عادة تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مرضي.

الحضور الواعي لفعل العادة و قوته سواء كانت العادة إيجابية، فتعمل على ترسيخها في نفسك، او عادة سلبية، فتحاول زعزعة تمكنها منك، هو ما يكسبك القوة النفسية و يعزز رصيد ثقة بنفسك.
فحاول و اجتهد و طبق و عدل …
فالمحاولة في حد ذاتها انجاز و أي انجاز.
فهلم و ابدأ الآن.

الهمسة السادسة

اثناء الحديث عن العادات السلبية كثيرا ما نضرب أمثلة بعادة التدخين أو ادمان مواقع التواصل الاجتماعي أو ادمان تصفح الأنترنيت ….
لكني انتبهت منذ وقت ليس بالطويل ان هناك عادة سلبية أصيلة و متجذرة في، بل قل في غالبية بنات جيلي، و اقصد جيل المسيرة الخضراء و ما قبلها بقليل، و هي عادة كتمان المشاعر و خاصة مشاعر الحزن و الألم و الخوف و القلق وووو.

و اظن ان احد اسباب ذلك يرجع إلى صورتنا الذهنية عن المرأة المثال، انها كاملة بنفسها، و قوية و تستطيع ان تدفن اعتى المشاعر في دهاليز نفسها، و تتزين بمساحيق الهدوء و الرزانة و الثقة و تخرج لتمارس مهامها اليومية و مسؤوليتها، و هذا هو قمة القوة و منتهى الكمال.

المشاعر السلبية التي تزعجنا و تؤلمنا و قد تشعرنا بعدم الراحة نهرب منها و ندفنها، و ننكر وجودها.
نظن اننا بهذا، تخلصنا منها الى غير رجعة. و الواقع انها تختبئ و تتوارى، نعم، و لكنها لا تزول و لا تندثر، بل تتتكاثر و تتوالد و تتناسل كما يحدث لجرح قد يكون بسيطا او عميقا و عوض ان تنظفه و تسعفه و تضمده تضع عليه شريطا تكتب فيه بعقله اللاواعي ممنوع الاقتراب او خطر او مواد قابلة للاشتعال.
اذا لا تستخف بمشاعرك او تفر منها، و انا اكتب هذا الكلام اعرف انها تؤلمك و تزعجك و لكن تقبلها و لا تخجل منها، و ذكر نفسك دائما انها جزء اصيل منك، ووجودها له مغزى حقيقي، فانت بها نسخة أصيلة غير قابلة للتزييف.
انت بها انسااان

ذ. هدى بركات مستشارة نفسية و اسرية

همسات الاخيرة للاستاذة هدى بركات تحت عنوان ابدأ الآن -4 و 5 :

https://dr-achbani.com/همسات-ذ-هدى-بركات-تحت-عنوان-ابدأ-الآن-3-و-4/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE