من امريكا مع الاستاذ سليمان شاهي الدين : تستطيع اللغة العربية بجدارة و استحقاق أن تستأنف دورها في الريادة الحضارية و مواكبة انتاج للمعرفة و التنظير


ذ سليمان شاهي الدين
لقد راكم أبناء و بنات الشعوب المغاربية و العربية و الإسلامية تجربة علمية و منهجية و تطبيقية رائدة في الغرب و يمثلون أحد العقول الهامة في صناعة العلم و تطويره ، و لا يحول دون نقل هذه التجارب الغنية و تطويرها إلى أبعد الحدود إلا السياسات غير الناجعة التي أسقطت التنمية البشرية في حساباتها …
تعتبر اللغة العالمة أحد الأدوات الضرورية لكل حضارة تريد أن يكون لها موطن قدم و تميز نوعي بين الشعوب و الأمم ، و لعل البدايات الأولى التي ترتسم فيها ملامح هذه الحضارة أو تلك ؛ يتم عبر الحظوة التي يتمتع بها الإنسان و هي التي لا تكون حقا ذات وجود موضوعي و ثقافي و حقوقي ، إلا إذا كانت الحرية هي السمة التي يتصف بها الوضع الإنساني العام داخل هذا المجتمع أو ذاك . إن عرض بعض التجارب التاريخية للحضارة يستوقفنا عندما بدأت أروبا نهضتها بترجمة الأعمال الرئيسية التي انتجتها الحضارة العربية الإسلامية و نقلتها إلى لغاتها المحلية أولا عبر طباعة الكتب و المخطوطات باللغة العربية و تداولها بين الطبقة المثقفة ، و هذا ينطوي على أن عملية العبور إلى تطوير لغة عالمة محلية تستدعي خطة بناء شامل و متكامل يتم من خلال ترسيخ و توسيع قدرٍ مقبول للوعاء الفكري و المعرفي بموازات بناء مقاربات مبتكرة و منهجيات خاضعة للتعديل و التطوير ، و في هذا الإطار يجب التوكيد أن صفة كون لغة ما لغة العلم ليس حكرا على لغة حية دون أخرى ، و لعل التجربة الأوربية على اختلاف لغاتها تثبت ذلك ، و هذا ينطبق على اليابان و الصين و ماليزيا و تركيا ، و لذلك فإن اللغة العربية بدورها تستطيع بجدارة و استحقاق أن تستأنف دورها في الريادة الحضارية و مواكبة انتاج للمعرفة و التنظير لنظيراتها و مناهجها سواء تلك التي انجزت حتى الآن أم تلك التي ينهض بها عباقرة و مبدعي و فناني الأمة صانعي العلم و هم القادرين على صك المفاهيم العلمية الجديدة من خلال الغنى المعجمي و الجذر التوليدي النوعي الفريد للغة العربية .
و لا شك أن المقاومة في الأراضي المقدسة هي السباقة بما لا يدع أي ريب في كونها هي التي وضعت آخر مسمار في نعش خطة الغرب في العالم الإسلامي عامة و المشرق العربي خاصة .
لقد راكم أبناء و بنات الشعوب المغاربية و العربية و الإسلامية تجربة علمية و منهجية و تطبيقية رائدة في الغرب و يمثلون أحد العقول الهامة في صناعة العلم و تطويره ، و لا يحول دون نقل هذه التجارب الغنية و تطويرها إلى أبعد الحدود إلا السياسات غير الناجعة التي أسقطت التنمية البشرية في حساباتها ، و لذلك فإن تدارك الموقف و تجاوز هذه العقبة لا يتوقف إلا على زمن يسير لا يتعدى عند الشروع في بداية بنائه و قيامه إلا جيلا واحدا أو أقل من ذلك لتحدث مرة أخرى انبتاق للقوى الكامنة في الذات الواعية و مخيالها الجمعي على القدرة البارعة في بلورة النموذج الحضاري البديل في نسخته الإنسانية الحقيقية .
إن إعادة بناء و إعمار أوروبا مند نهاية الحرب العالمية الثانية لم يتم بمنأى عن مشاركة المسلمين الذين هاجروا للغرب ، و لذلك فإن الأجيال المسلمة و العربية و المغاربية ما تزال تساهم في شتى مجالات البحث العلمي و إدارة المشاريع التكنولوجية المتعلقة بالصناعات المدنية و الصناعات الحربية و لذلك نسقط مسبقاً كل الإدعاءات التي لا تنقل المشهد العام و حقيقة المطبات التي عثرت التقدم في العالم الإسلامي عموما .
لا شك أن إعادة ضخ روح النهضة في الشعوب العربية و المغاربية و الإسلامية سيمنح القدرة على استئناف المشاركة الفعالة لهذه الأمة و إن الأمر ينوقف على تفعيل عملي و توعوي شامل لوحدة ساحات المقاومة التي تهدف إلى اسقاط كل عقبات التطوير الذاتي و إعادة التشكل ضمن تموضعات استراتيجية أكثر نجاعة ، و لا شك أن المقاومة في الأراضي المقدسة هي السباقة بما لا يدع أي ريب في كونها هي التي وضعت آخر مسمار في نعش خطة الغرب في العالم الإسلامي عامة و المشرق العربي خاصة .
انشر فيما يلي مقالة للباحث القانوني محمد غيبو في صفحته في الفايسيوك :

الباحث القانوني محمد غيبو
اوروبا كانت تدرس العلوم باللغة العربية وبها بدأت نهضتها
وأما الكتب التي وجدوها في خزائن قصر فيكيو 810 نسخة من كتب ابن سينا و 1129 نسخة من كتب الادريسي و 1967 نسخة من كتاب الإقليدس نسخة الطوسي العربية، وجميع هذه الكتب قام بطباعتها ريموندي باللغة العربية.


فمثلا هذا الكتاب للعالم العباسي ابن سينا طبع في روما عام 1593م يثبت أن العربية كانت لغة العلم العالمية.
تعتبر أسرة ميديتشي التي حكمت فلورنسا ووصلت لمنصب البابوية رائدة حركة النهضة الأوروبية، حيث عملت على جلب الكتب العربية وطباعتها في مطابعها، وكانت تنشرها في أوروبا باللغة العربية في دلالة واضحة على أن أوروبا كانت تتعلم باللغة العربية، لتكون حركة النهضة الأوروبية سببها الكتب التي أتت من العصر الذهبي العربي.


وبعد أن قامت بطباعة كتاب “القانون في الطب” باللغة العربية عام 1593م، أقدمت في عام 1594م بطباعة ونشر كتاب (الإقليدس) نسخة العالم نصير الدين الطوسي، وهذا وفر لأوروبا في سنوات قليلة تغطية للطب والرياضيات والجغرافيا والقواعد، وهي المواضيع الأربعة التي أبدع بها العرب، وبهذه الكتب إنتقلت أوروبا نقلة سريعة في فترة زمنية قصيرة، وهذا ما شجع الأوروبيين بالإستمرار في جلب الكتب العربية وطباعتها.
ومن أكثر الاكتشافات والقصص التي تسعدنا، وتجعلنا نفتخر بتاريخنا العظيم، هو ما حدث لمستكشفين أوروبيين عندما عثروا على خزائن في قصر فيكيو في فلورنسا، ووجدوا هذه الخزائن مكدسة بالكتب العربية، وهو ما سبب لهم صدمة كبيرة، وأضاف هذا الإكتشاف دليلا جديدا على أن نهضتهم هي وليدة لتقدم العرب في عصرهم الذهبي.
وأما الكتب التي وجدوها في خزائن قصر فيكيو 810 نسخة من كتب ابن سينا و 1129 نسخة من كتب الادريسي و 1967 نسخة من كتاب الإقليدس نسخة الطوسي العربية، وجميع هذه الكتب قام بطباعتها ريموندي باللغة العربية.
المصادر:
1) The Civilization of the Italian Renaissance, Kenneth Bartlett.
2) Paper before Print: The History and Impact of Paper in the Islamic World, Jonathan Bloom.
3) The Republic of Letters and the Levant, Alastair Hamilton.
مقالات ذات الصلة :