ملف حول نبات “المورينجا Moringa oleifera” الجزء الاول : الخصائص البيولوجية والمورفولوجية و المساحات المزروعة في العالم و المتطلبات البيئية


مقدمة عن نبات المورينجا
نبات المورينجا (الاسم العلمي: المورينجا أوليفيرا Moringa oleifera)، المعروف أيضًا باسم “شجرة العُروق” أو “شجرة الحياة”، هو نبات معمر ينتمي إلى عائلة المورينجاسيات (Moringaceae). أما موطنه الأصلي فهو جنوب آسيا، و يزرع أيضًا في بعض المناطق الاستوائية والمدارية حول العالم. يتميز بنموه السريع وقدرته على التكيف في ظروف البيئة القاسية، مما يجعله خيارًا شائعًا للزراعة المستدامة وتحسين الأمن الغذائي في المناطق ذات الطقس الجاف والمحدودة الخصوبة.
يعتبر نبات المورينجا مصدرًا متعدد الاستخدامات، حيث يُستخدم في الطب الشعبي لعلاج العديد من الأمراض والحالات الصحية، مثل فقر الدم، والالتهابات، وأمراض القلب، وأمراض الكبد، والسكري، وغيرها. كما يُستخدم أيضًا في تحسين التغذية وتعزيز الصحة العامة، حيث يعتبر مصدرًا غنيًا بالبروتينات، والألياف، والفيتامينات، والمعادن.
بالإضافة إلى فوائده الصحية والتغذوية، يُستخدم نبات المورينجا أيضًا في العديد من الاستخدامات الصناعية، مثل صناعة الدهانات، والورق، والألياف النباتية، والوقود الحيوي، ..الخ. كل هذه المواضيع الفرعية، سنتطلق اليها بالتفاصيل المتاحة الآن عبر قاعدة البيانات في الشبكة المعلوماتية في الانترنيت.


الخصائص البيولوجية والمورفولوجية
يتميز نبات المورينجا بالعديد من الخصائص البيولوجية والمورفولوجية التي تجعله فريدًا، وتشمل:
- الشكل الخارجي: شجرة المورينجا تُعتبر شجرة متوسطة الحجم، حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 10-12 متر، وتتميز بساق قوية وفروع منسدلة وأوراق مركبة تحتوي على عدد من الأوراق الصغيرة.
- الأوراق: تتكون أوراقه من عدد من الأوراق الصغيرة المتكونة من 9-15 زوجًا من الأوراق الثنائية الشكل، وتتميز باللون الأخضر الداكن والشكل البيضاوي إلى البيضاوي الطويل.
- الزهور: تنمو زهوره في عروات طويلة تصل إلى 30 سم، وتتكون من أزهار بيضاء اللون ذات رائحة طيبة.
- الثمار: تتكون ثماره من قرون طويلة تحتوي على بذور داخلية، وتكون الثمار خفيفة الوزن وتتميز باللون البني المائل إلى الأسود.
- الجذر: يتميز جذر المورينجا بأنه قوي وعميق، مما يجعل النبات قادرًا على التكيف في ظروف البيئة القاسية.
- الخصائص البيولوجية: يُعتبر نباتًا متينًا وسريع النمو، حيث يمكن أن ينمو ويزهر في ظروف مختلفة مناخية وبيئية. كما أنه يتميز بخاصية تثبيط نمو الأعشاب الضارة، مما يجعله قويًا في التنافس مع النباتات الأخرى في المناطق التي يتم زراعته فيها.
قد تتفاوت الخصائص البيولوجية والمورفولوجية لنبات المورينجا اعتمادًا على العديد من العوامل البيئية مثل التربة والمناخ ومستوى التسميد وكمية الضوء والرطوبة، ويمكن أن تختلف بين السلالات المختلفة من المورينجا أيضًا. إن فهم هذه الخصائص البيولوجية والمورفولوجية لنبات المورينجا يمكن أن يساعد في فهم تكوينه وسلوكه البيولوجي، ويمكن أن يكون مفيدًا في تربية وزراعة هذا النبات في مختلف المناطق.
الاستخدامات التقليدية والتاريخية
نبات المورينجا له استخدامات تقليدية وتاريخية عديدة في مختلف الثقافات والمجتمعات حول العالم، وتشمل:
- الغذاء: تُعتبر أوراق المورينجا مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية، حيث تحتوي على فيتامينات ومعادن وبروتينات وألياف، ويمكن تناولها كغذاء متكامل لتحسين التغذية وتعزيز الصحة. و تُستخدم في إعداد الوجبات والشوربات والسلطات والسموذي والشاي والمكملات الغذائية.
- الطب الشعبي: يُعتبر المورينجا في بعض الثقافات والتقاليد الشعبية نباتًا طبيعيًا مفيدًا، حيث يُستخدم في علاج العديد من الأمراض والحالات الصحية. فمن المعروف أن أوراقه تحتوي على مركبات طبيعية تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات ومضادة للأمراض المزمنة.
- الاستخدامات الصناعية: يمكن استخدام بعض أجزاء النبات في الصناعات، حيث يمكن استخراج زيت المورينجا من بذوره واستخدامه في صناعة زيوت الطبخ والعناية بالبشرة والشعر. كما يمكن استخدام اللب والألياف في صناعة الورق والمواد البناء.
- الاستخدامات الزراعية: يمكن استخدامه كنبات تسميد طبيعي، حيث تحتوي أوراقه وثماره على نسب عالية من العناصر الغذائية الضرورية لنمو النباتات. كما يُستخدم نبات المورينجا في تحسين خواص التربة وتحسين كفاءة استخدام الماء في الزراعة.


هذه بعض الاستخدامات التقليدية والتاريخية لنبات المورينجا. وبالطبع، يُمكن أن تختلف الاستخدامات حسب الثقافات والمجتمعات المختلفة، وقد يكون لنبات المورينجا مزيدًا من الاستخدامات الأخرى في بعض المناطق والتقاليد الشعبية. فالمورينجا اذن نباتً ذا فوائد صحية واقتصادية متعددة، واكتشاف المزيد من الفوائد البيولوجية والاستخدامات الجديدة لها يظل موضوعًا للبحث والاستكشاف المستمر.
المساحات المزروعة في الدول الرائدة
نبات المورينجا يزرع في العديد من الدول حول العالم، وتختلف المساحات المزروعة به حسب الطلب والاهتمام المحلي والتوسع في زراعته. فيما يلي بعض الأرقام التقديرية لمساحات زراعة نبات المورينجا في بعض الدول الرائدة:
- الهند: تُعد الهند أحد أكبر الدول المنتجة لنبات المورينجا، وتقدر المساحة المزروعة بها بالملايين من الهكتارات التي تشمل معظم الولايات الهندية، وتستخدم في العديد من التطبيقات الغذائية والدوائية.
- أوغندا: تُعتبر أوغندا واحدة من أهم الدول الرائدة في التعاطي لهذه الزراعة، وتتراوح المساحة المزروعة بها بين 30,000 إلى 50,000 هكتار.
- كينيا: تزرع المورينجا في هذا البلد على نطاق واسع في مناطق مختلفة، وتقدر المساحة المزروعة بها بعدة آلاف من الهكتارات في مختلف المناطق الزراعية في البلاد. و تستخدم في العديد من التطبيقات الصحية والغذائية.
- نيجيريا: تعتبر نيجيريا أحد الدول الناشئة في زراعة المورينجا، وتتوسع المساحات المزروعة بها بشكل متزايد في عدد من الولايات وتستخدم في العديد من التطبيقات الصحية والغذائية.
- تنزانيا: تُزرع المورينجا فيها بصورة محدودة، ومع ذلك، فإنها تشهد زيادة في الاهتمام بزراعتها واستخداماتها الصحية والتغذوية.
هناك أيضًا زراعة المورينجا في العديد من الدول الأخرى مثل الفلبين، و الصومال، و الولايات المتحدة، وكوستاريكا، ..الخ.
في البلدان العربية
يُعتبر زراعة نبات المورينجا في البلدان العربية ممارسة نسبياً جديدة، وقد تكون المساحات المزروعة بها متفاوتة بين بلد وآخر. يُشار إلى أنه قد تزايد اهتمام البعض بزراعة المورينجا في البلدان العربية نظرًا للفوائد الصحية والتغذوية المعروفة لهذا النبات. و تشمل هذه الدول مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتونس والمغرب وعدد من الدول الأخرى.
في المغرب مثلا تم ادخالها بنجاح منذ 2012 في منطقة الراشيدية (التابعة لجهة درعة تافيلالت بموقع جغرافي حدودي مهم على الضفة الشرقية للمغرب، وبمناخ صحراوي شبه قاحل ومناخ قاري و بارد بالجبال خاصة بإقليم ميدلت و بعض مناطق إقليم تنغير) كما يوضح الفيديو التالي من انتاج التلفزة الوطنية بالمغرب :

كما تم ادخالها في جهة سوس و بمساحة تقدر بحوالي 150 هكتار و انتاجية تصل 30 طن سنويا. يتم تقليل هذا الحجم بمقدار النصف بعد التجفيف. وبحسب المشغلين، فإن 25٪ من الإنتاج يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل، في حين يخصص الباقي لإنتاج المنتجات الغذائية، مثل الأوراق والمسحوق والعسل والزيت. هذان المنتجان الأخيران عبارة عن مشتقات نادرة لهذا النبات المعجزة كما يسميها البعض. يُباع عسل المورينغا مثلا بسعر 1000 درهم للكيلوغرام، بينما يُباع زيته المستخلص من البذور بسعر 2000 درهم للتر الواحد، لأن عشرة كيلوغرامات من البذور بالكاد تنتج لترًا واحدًا من الزيت. بالإضافة إلى المنتجات الثانوية الغذائية ومستحضرات التجميل، تتوخى خطة تطوير الزراعة في هذه المنطقة أيضًا العمل على إنتاج علف الحيوانات، حيث يمكن أكل جميع أجزاء الشجرة تقريبًا.
المتطلبات البيئية الرئيسية
حسب دراسة قاما بها سانت سفور و براون سنة 2010 (Saint Sauveur and Broin ، 2010)
المناخ: استوائي أو شبه استوائي
الارتفاع: 0-2000 متر
درجة الحرارة: 25-35 درجة مئوية
هطول الأمطار: 250 مم – 2000 مم. الري ضروري لإنتاج الأوراق إذا كان هطول الأمطار أقل من 800 مم
نوع التربة: طميية (Loamy) أو رملية (sandy)أو رملية طفيلية (Sandy-loamy)
درجة حموضة التربة: حمضية قليلاً إلى قلوية قليلاً (الرقم الهيدروجيني: 5 إلى 9)
يتبع…
كتابات ذات الصلة :
الشاي- فوائده الصحية – الوقاية من الأمراض- dr-achbani.com
المشروب الاكثر شهرة في العالم : الشاي + Dr-achbani.com
النخيل القزم الذي يجهل فوائده الكثيرون dr-achbani.com
القراص: أهو نبات ضار ام كنز ثمين؟ dr-achbani.com