المنبر الحر

مع ذ. ابراهيم أعبيدي : حول طبيعة الإصلاح “3”

مرآة لإصلاح الحال.(71).

أكادير في 7 دجنبر 2022. صيد الفكرة الثالثة، حول طبيعة الإصلاح

وإذا كانت مشروعية الكلام عن قيام علم معين في تميز واستقلال، عما يتقاطع معه من علم آخر على مستوى الموضوع في الميدان، لا يمكن إلا بتوفر أساس يقوم عليه، ومقصدٍ أو غاية يكون بها الانتفاع به لجنس الانسان، ومفاهيم يتم البحث والتفكير فيه من خلالها كإطار؛ فإن المنهج، بما هو قواعد ضابطة لإنتاج وتمحيص مدى أحقية الأفكار، إنطلاقا من مرجعية، تجربة في حقائق الواقع كانت أم نصا موثقا من الأخبار، يبقى هو الأساس في تحديد ما يكون عليه علم مِن صورة، ما يؤول إليه مِن مآل. وفي اعتقادي أن ما ننشده من قيام لعلم الإصلاح، لا يشد عن هذا المَهيع أو يخرج عن الإطار.

‏ولا شك أن هناك من الأخوات أو الإخوان، مَن سيواجهني بالسؤال، إما على سبيل الاستيضاح والاستفهام، او على وجه الاستغراب والاستنكار: “او ليس هذا العلم الذي تقترحه إن قام، سيكون أعجوبة من أعاجيب الزمان، حيث سيترامى على ميادين علوم كثيرة يتقاطع معها في المجال؟! ثم ألا يؤدي هذا إلى ضرب مبدا التخصص في العلوم الذي هو ضمان تدقيق البحث و الاستقصاء، وتعميق النظر في السبر والاختبار، وتركيز بؤرة اشتغال الأذهان. بل ألا يكون مآل هذا الوافد الجديد بمثابة الإيذان بتهميش كثير من العلوم التي ظلت تؤدي وظيفتها الحيوية وإلى الآن؟! ولنأخذ علم السلوك او التصوف، كمثال، أليس ما  تتحدث عنه من إصلاح النفس يدخل في اختصاصه كأطار؟!”.

فأقول جوابا عن هذا السؤال: نعم،  هذا صحيح، لكن بمعنى بمقدار، لكن ما يجب أن ناخذه بعين الاعتبار، هو أن الإصلاح هو الغاية العظمى التي يجب أن تلتقي من أجل تحقيقها كل العلوم في تكامل وانسجام، ولا شك أن تكامل العلوم مطلب مُلح ظل على رأس قائمة الانتظار. ولقد رأينا كيف يزيغ   كثير منها في التوظيف و يجنح بها أقوامٌ على مستوى الغاية في الاستعمال، فيتم تسخير نتائجها، من أجل الاستعباد والإفساد والدمار. وما اقتراحي لقيام علم الإصلاح إلا  إظهار لتلك الغاية العظمى التي خُلق عليها الكون وتَحَمَّل أمانتَها الإنسانُ، فكان مدى القيام بها هو أساس سعادته أو شقائه سواء في هذه الدار أو تلك الدار.

(يتبع)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE