للتامل 919: ماذا لو مات العرب جميعا


ماذا لو استفاق العالم ذات صباح واكتشف عبر الوسائل الاعلامية ان العرب جميعهم ابتلعتهم الارض بدون سابق إنذار و السبب ربما لا يعرفه الا الله.
هل العالم الاخر سيخسر شيئا يذكر؟ صدقا لا وملايير الملايير لا لا.
بالتأكيد لن يخشى من خسارة أي شيء، فلن ينقطع الإنترنت ولن تتوقف الطائرات إقلاعا ولا هبوطا ولن تتوقف الأقمار الصناعية ولا مصانع السيارات والطائرات وقطع غيارها، ولن تتوقف أسواق البورصة، ولن يفتقد أي مواطن من العالم الاخر المتبقي اي نوع من الدواء ولا المعدات الطبية وأجهزة الأشعة وغرف العمليات، ولا حتى السلاح الذي يقتل به بعضنا بعضا، و الذي هو الوحيد الذي سيخسر كثيرا لانه لن يجد من يبتاعه، ليقتل به أخيه العربي.
ربما في ذاك الصباح كما ذكر احد الكتاب الفلسطينين سنة 2017 « ستطل سيدة فرنسية من شرفتها لتقول لسيدة أُخرى لقد اختفى العرب جميعاً، وستسأل الأُخرى الجاهلة: أنت تتحدثين عن هؤلاء الذين يقتلون بعضهم ليل نهار؟ نعم » واتصور ان المحادثة لن تقف هنا بل سيضاف لها مثلا، لا باس، سنعيش في هناء وسيبتعد عنا شبح الرعب و القتل في إعلامنا الذي يرينا كل ساعة ماسي حروبهم ومشاهد مرعبة يندى لها الجبين…(طبعا الصورة هذه غير مكتملة لان حكامهم هم أصحابها و صانعوها وداعموها و و .. هذا كلام آخر ليس هذا سياقه)
اكيد لن تتعطل حياتهم اليومية، لان لا دور لنا قطعا في الإنتاج الحضاري ولا العلمي ولا المعرفي ولا الصناعي ولا الإنتاج المادي ولا الاكتشافات أو الاختراعات. دورنا فقط الاستهلاك وبشكل مبالغ فيه بل وضار احيانا لما ينتجونه في كل القطاعات.
نحن مجدون في كل التفاهات وخصوصا في كل الاستراتيجيات التي تجعل الحاكم العربي ومن معه في قسمة الكعكة لاصقين على سدة الحكم ولا يغادرونها اضطرارا الا حين تدق ساعة زيارتهم من طرف من لا يستأذن احدا، ولا يباع ولا يشترى، ملكوت الموت. فالكل شاهر ما استطاع أن يعده من قوة وباس شديدين من اجل الحفاظ على الكعكة المدوخة للعقول والأبدان.
لك الله يا اوطاني
د الحسن اشباني
ايطاليا يوم السبت 18 اكتوبر 2019 في متن احدى الباصات




