المنبر الحر

قبل ان تسلم “د. شريفة كارلو الاندلسية” : “كنت في منظمة مناهضة للإسلام اشتغل من اجل إبعاد المسلمات عن دينهن”

د. الحسـن اشباني

“نحو الخلود الفرنسية” ” Towards Eternity French” هي قناة إسلامية تنتج مقاطع فيديو تتناول العديد من جوانب الإيمان. وهي تابعة لمنظمة غير ربحية، مقرها بتركيا. اجرت حوارا شيقا و بتعبير جد بسيط مع الدكتورة شريفة كارلو الأندلسية ” Shariffa Carlo Al Andalusia ” امريكية الجنسية. يشمل الحوار سيرتها الذاتية و عائلتها ودراستها لكثير من الاديان و مسارها الصعب من اجل اعتناقها الاسلام و المعانات التي مرت بها و خصوصا مع والدها و الجامعة التي تدرس بها، اضافة الى قصتها مع منظمة تعمل من اجل ابعاد النساء عن الاسلام…

مقتطفات الحوار الشيق مع د. شريفة كارلو الأندلسية ” Dr. Shariffa Carlo Al Andalusia “:

كان والدي جنديًا أمريكيًا. جاء إلي قائد والدي وقال لي: “نريدك أن تكوني جزءًا من هذا المجموعة وستقومين بإبعاد النساء عن ممارسة الإسلام، ببساطة تجعلهن حُرَّات وفيمنستيات وتساعدهن على عيش حياتهن”. ولكن لكي أفعل ذلك، كان عليّ أن أقرأ القرآن وأقرأ الأحاديث، ووقعت في حب القرآن. في المساء، كنت أجلس مع مجموعة من المسيحيين الذين كانوا في الواقع يهودًا في الأغلب، وكانوا يتعلمون القرآن والأحاديث وكيفية اللعب بها. قررت أنه إذا كنت يهودية في الوقت الذي جاء فيه عيسى عليه السلام، كان يجب أن أقبله، فكيف يمكنني الآن أن أنكر محمدًا، صلى الله عليه وسلم، حتى لو كان عليّ أن أضحي بحياتي من أجله؟ عندما نطقت بالشهادة، شعرت بشيء لم أشعر به من قبل. قلت: “أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”، وكان الأمر كما لو أنني تنفست لأول مرة في حياتي.

اتصلت بوالدي الذي كان في ألمانيا في ذلك الوقت وأخبرته أنني أصبحت مسلمة. قال لي: “سأحجز لك تذكرة طيران إلى ألمانيا غدًا. إذا لم تأخذي هذه التذكرة، فلن يكون لدي ابنة بعد الآن. أنت ميتة بالنسبة لي.” اشترى لي سيارة فيراري وقال: “إنها لك إذا خلعت حجابك.”

نص الحوار

السائلة : السلام عليكم، شريفة كارلو الأندلسية، مرحبًا بك. شكرًا لقبولك دعوتنا. أود أن أبدأ بسؤال عن من هي شريفة كارلو الأندلسية؟ هل يمكن أن تخبرينا قليلاً عن حياتك؟

في بداية قصتي، كان والدي جنديًا أمريكيًا، وأنا وُلدت في ألمانيا. ومن ألمانيا، سافرت حول العالم مع والدي. بشكل عام، التحقت بـ 13 مدرسة في 12 سنة. أعتقد أن طفولتي والطريقة التي عشت بها أعطتني نوعًا من الانفتاح على الثقافات الجديدة. بعد ذلك، ذهبت إلى الجامعة، وقبل الجامعة بدأ طريقي نحو الإسلام. بدأت بالعلاقات الدولية ثم توقفت لأنني أصبحت مسلمة. أعتنقت الاسلام في سن 21، ثم حصلت على شهادة في اللغة الإنجليزية، ثم شهادة في العلوم، وماجستير في الكتابة والخطابة، ودكتوراه في الذكاء الاصطناعي والجوانب اللغوية. كما حصلت على إجازة في الدراسات الإسلامية لتدريس الإسلام. بشكل عام، اقضي وقتي بين العمل في الجامعة والدعوة، هذا هو تقريبًا ملخص حياتي.

السائلة : كيف كانت حياتك بالنسبة للإيمان؟ في ماذا كنت تؤمنين؟

نشأت ككاثوليكية. والدي كان معمدانيًا جنوبيًا، وأمي كانت كاثوليكية، لذا كان على والدي قبول تربيتنا ككاثوليك لكي يتزوجها. كبرت وأنا كذلك، وخلال السنوات انخرطت في أنواع أخرى من المسيحية، ولكن بشكل أساسي كنت مسيحية. كنت أؤمن بأن يسوع هو الله وابن الله، وأنه إذا لم نقبله ونعبده، فسوف نذهب إلى الجحيم. هذا كانت إيماني. كنا متدينين إلى حد ما، وكانت عائلتي محافظة جدًا. كان مفهوم الله دائمًا حاضراً في ذهني. في مرحلة ما، بدأت أطرح الأسئلة، حتى أنني ذهبت إلى كاهن كاثوليكي وطرحت عليه أسئلة حول مفهوم الثالوث، لأنه كان غريبًا وصعب الفهم منطقياً. أنا شخص منطقي للغاية، والطريقة التي شرحها لي بها كانت غير مقنعة بالنسبة لي. ولكنني كنت أؤمن بالله حقًا، وكل من حولي كان يقول: “يسوع هو الله وابن الله”، فما كنت لأشك في ذلك؟

السائلة : كيف انتهى بك الأمر وأنت تسلكين طريقا وعرا لدراسة العلوم الدينية لتشويه الإسلام؟

حسنًا، لم أكن أعتبر ذلك خطيرًا عندما فعلته. وفي المدرسة الثانوية، جاء إليّ قائد والدي وقال: “استمعي، نحن نعرف عائلتك، نعرف موقفك، نعلم أنك بارعة في الجدال والتحدث مع الناس وإقناعهم، ودرجاتك جيدة، وأنت مسيحية جيدة. لذلك نريدك أن تكوني جزءًا من هذه المجموعة، وستبعدين النساء عن ممارسة الإسلام لتجعلهن حرّات وفيمنستيات وتساعدهن على عيش حياتهن”. لم تكن لدي فكرة حقيقية عن الإسلام، لم أدرسه أو أفحصه حقًا. في المدرسة، كانت لدينا دروس وكان مكتوبًا في كتابنا أن محمد كان مصابًا بالصرع، وكان يعاني من نوبات صرع، وكان يشرب الكحول، وكل هذه كانت قصصًا مروعة وغير صحيحة. لذلك، لم أكن أعلم شيئًا عن الإسلام. كنت أعتقد أن النساء المسلمات متخلفات، لا يعرفن الحياة الحقيقية، وهذا ما حفزني. أردت أن أصلحهن، أردت أن أنقذهن.

كان هدفهم هو السلطة والسيطرة. أدركوا أنه إذا دمرت رجلاً، فإنك تدمر رجلاً، ولكن إذا دمرت امرأة، فإنك تدمر الأجيال التي تأتي بعدها حتى لا يمارسوا الإسلام بشكل قوي، ويضعفوا ويركزوا أكثر على الدنيا وليس على الآخرة.

لقد علموا أن إبعاد الناس عن الإسلام صعب جدًا، ولكن جعلهم مسلمين كان سهلاً. أتذكر حديثًا مع ابنة جنرال آخر، كان ذلك في السبعينيات عندما استولى الإيرانيون على السفارة الأمريكية واحتجزوهم. وكنت أقول: “لماذا لا يذهب آباؤنا إلى هناك ويدمرونهم؟” فقالت: “هذا ما سألت والدي ليلة أمس، وقال لي إن الخوف من الموت هو ما يحافظ على سيطرة الناس، والولايات المتحدة تتحكم فيهم بهذه الطريقة. ولكن عندما يمارس الناس الإسلام، لا يخافون من الموت، لذلك لا يمكننا السيطرة عليهم.” تذكرت ذلك لاحقًا عندما أصبحت مسلمة وقلت: “أوه، أفهم الآن.”

أول شيء عند قراءة القرآن، تجدينه منطقيًا جدًا. القرآن منطقي، عندما نجلس ونقرأه وننظر إلى الآيات، نفهم أنه لا يوجد إلا إله واحد. هذا الإله ليس له أطفال، هذا الإله قادر على كل شيء، هذا الإله هو كل ما تحتاجينه في إله. كل ما تعتقدين أنه يجب أن يكون في إله، موجود في هذا الإله.

السائلة : ما هو الهدف الرئيسي للمنظمة، مع العلم أنهم يعلمون أعضاءها القرآن والأحاديث حتى يتمكنوا من التلاعب وتغيير آراء المجتمع الإسلامي؟

كان هدفهم هو السلطة والسيطرة. أدركوا أنه إذا دمرت رجلاً، فإنك تدمر رجلاً، ولكن إذا دمرت امرأة، فإنك تدمر الأجيال التي تأتي بعدها حتى لا يمارسوا الإسلام بشكل قوي، ويضعفوا ويركزوا أكثر على الدنيا وليس على الآخرة. هؤلاء الناس يمكن أن يُتحكم فيهم بسهولة ويُحركوا ويمكن أن يفعلوا بهم ما يريدون. لم يكن يهمهم إذا كان هؤلاء الناس سيذهبون إلى الجنة أو النار، ما كان يهمهم هو: “هل يمكننا التحكم بهم؟ يمكننا التلاعب بهم؟ يمكننا أن نجعل هذه المجتمع يفعل ما نريده؟” تعرفين، هناك قول قديم يقول: “أكثر الوسائل فعالية للتحكم في الناس هي الجنس، والمخدرات، والموسيقى.” وبالموسيقى، يقصدون جميع وسائل الإعلام. لذلك، باستخدام هذه الأشياء، يؤثرون على الناس لجعلهم يفعلون ما يريدون، أو يركزون على هذه الحياة، حتى يتمكن الذين يملكون السلطة من فعل ما يريدون، ولن تلاحظي ذلك ولن تهتمي به.

عندما أُعلِّم الإسلام لشخص ما، لا أقول ببساطة أن الله قال والنبي عليه السلام قال. أنا واضح جدًا بشأن هذا. الله يقول هذا، والنبي عليه السلام قال هذا، وكيف نفذ الصحابة، هذا و ذاك. هكذا فهمها جميع العلماء عبر القرون.

السائلة : ماذا تغير فيك؟ هل يمكن أن تحدثينا عن التغييرات الأولى في قلبك، عن شعورك بالدفء تجاه الإسلام؟

أول شيء عند قراءة القرآن، تجدينه منطقيًا جدًا. القرآن منطقي، عندما نجلس ونقرأه وننظر إلى الآيات، نفهم أنه لا يوجد إلا إله واحد. هذا الإله ليس له أطفال، هذا الإله قادر على كل شيء، هذا الإله هو كل ما تحتاجينه في إله. كل ما تعتقدين أنه يجب أن يكون في إله، موجود في هذا الإله. منطقياً، لم يستطع أحد أن يجيب على أسئلتي عندما سألتهم عن الثالوث. لذلك، كان ذلك يثير عقلي المنطقي. ولهذا عندما بدأت أتعلم وأحب القرآن، قررت أن أدرس المسيحية لأصبح مسيحية أقوى. أخذت دروسًا في المسيحية، ودخلت الفصل، وكان الأستاذ خريج هارفارد، يبلغ من العمر 80 عامًا تقريبًا، وكان مشهورًا كمتخصص في اللاهوت المسيحي. قلت: “حسنًا، سوف يعلمني العهد القديم والجديد من النصوص الأصلية.” درسنا اليونانية، والعبرية، والآرامية، واللاتينية. أول شيء فعله في الفصل، أخذ نسخة من الكتاب المقدس (نسخة الملك جيمس بالإنجليزية) وقال: “خذوا هذا وارموه في القمامة.” تجمد قلبي. ثم قال: “يسوع عليه السلام لم يتحدث بالإنجليزية.” ثم أعادنا إلى النصوص الأصلية. في الواقع كان موحدًا، أي أنه كان يؤمن بوجود إله واحد وأن يسوع كان نبيًا عليه السلام، ولكنه كان لا يزال مسيحيًا. ولكن بسبب كل الأشياء التي درسها، أدرك أن هناك تغييرا في الكتاب المقدس تم من قبل. لذلك عندما اكتشفنا الوثائق القديمة، والتغييرات، والإضافات، والحذوفات، أعطانا الدلالات التاريخية مثل لماذا حدث هذا، من فعل هذا، ولماذا؟. لذلك بدلاً من أن أجد إيمانًا أقوى، فقدت تمامًا كل الإيمان الذي كان لدي في المسيحية. وها أنا مرة أخرى أدرس القرآن، أدرس أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى، ثم كرست الثانية والثالثة لدراسة جميع أديان العالم، لأنني كنت لا أزال مغرمة بفكرة أنني سأكون سفيرة، سأصل إلى طبقة اجتماعية راقية، سأصل إلى مستوى معين مع العلم. أنني كنت بالفعل في هذا المستوى، ولكنني كنت سأصل إليه بنفسي دون مساعدة من والدي. كنت أريد الدنيا، كنت أريد هذه الحياة، كنت أريد المال، كنت أريد الوظيفة. لم أكن أريد أن أفقد كل هذا، وكنت أعلم أنه إذا أصبحت مسلمة فإن هذا بالضبط ما سيحدث. لذلك درست جميع الأديان الممكنة والمخيلة. في النهاية، أدركت أنني لا أستطيع تجاوز المشكلة. الإسلام هو الحقيقة. بالنسبة للبوذية والهندوسية، فهي أكثر من فلسفات بالنسبة لي. لديها جميعها نفس الأساس الأخلاقي، نفس الحمولة الأخلاقية. المشكلة هي أنني لا أستطيع أن أؤمن بوجود ملايين الآلهة. لا أستطيع أن أؤمن أن إنسانًا يمكن أن يكون إلهًا. أعني إذا كنت سأقبل بوذا، فعلي أن أقبل يسوع. لم يكن لأي منهما معنى بالنسبة لي. كنت أبحث عن الله. من هو الله؟ ماذا ينتظر منا؟. إذا كان علي أن أنتقل من المسيحية إلى شيء آخر، فعليه أن يقدم لي شيئًا أكثر وليس أقل. إحدى الأشياء التي أحب القيام بها هي أنه عندما أُعلِّم الإسلام لشخص ما، لا أقول ببساطة أن الله قال والنبي عليه السلام قال. أنا واضح جدًا بشأن هذا. الله يقول هذا، والنبي عليه السلام قال هذا، وكيف نفذ الصحابة، هذا و ذاك. هكذا فهمها جميع العلماء عبر القرون.

دعونا نلقي نظرة على علم الاجتماع، ترى كيف يتداخل؟. دعونا نلقي نظرة على علم النفس، ترى كيف يتداخل هنا؟. لدينا الفيزياء، لنرى كيف يتكامل؟. لكي نتمكن، كما قال الله، انظر إلى الأدلة وفكر . بهذه الطريقة لا يجعل الأمور أكثر وضوحًا للآخرين فحسب، بل يقوي قلبي أيضًا لأنني مرة أخرى شخص منطقي جدًا.

السائلة : بعد أن درست الديانات الأخرى لسنوات عديدة، بذلت جهدًا كبيرًا لكي لا تعتنقين الإسلام. ما الذي جعلك تغيرين رأيك وتدخلين الإسلام في النهاية؟

في غضون أسبوع ربما، لأنني لا أتذكر بالضبط عدد الأيام، لأن ذلك كان منذ فترة طويلة، ولكن في الأسبوع الذي سبق تحولي إلى الإسلام أو بالأحرى عودتي إلى الإسلام، حلمت بأنني كنت أركض وكنت مرعوبة. هناك شيء خلفي وهو شرير، لا أستطيع رؤيته، كل ما أستطيع فعله هو سماعه وأعرف أنه يطاردني وأنه سيء ويريد تدميري. استيقظت في حالة ذعر، وفي تلك اللحظة توسلت وقلت يا الله، يا يسوع، يا محمد، يا بوذا، لا يهمني من هو، فقط أريد أن أعرف الحقيقة. أريد أن أعرف من أنت. قبل ذلك كنت أقرأ وأدرس لكي لا أصبح مسلمة رغم اني أحب القرآن لكنني لم أكن أريد الإسلام. بعد الحلم، أردت معرفة الحقيقة، لذلك تغيرت نيتي تمامًا. بعد هذا الحدث، في غضون أسبوع، تلقيت مكالمة من طالب في الجامعة. كيف وجد رقمي، الله وحده يعلم؟. قال لي أنه اعتاد أن يراني أسأل كثيرا من أراهم مسلمين، وأن هنا مجموعة من الناس، يسافرون عبر الولايات المتحدة، وقد أخبرتهم عنك، ويريدون مقابلتك. قبلت أن أذهب لمقابلتهم، ما شاء الله، كان الرجل اسمه نمتواه، وهو فوق الثمانين من العمر، لديه لحية بيضاء كبيرة، وشعر أبيض، ولكنه كان ذكيًا جدًا. وأنا أستجوبه ويقول لي لا، في الكتاب المقدس غيروا هذا، وهذا تمت إضافته وهكذا دواليك في كثير من الامور، أي نفس الأشياء التي قالها معلمي، وهذا هو المكان الذي حصلت فيه على الفكرة، هذه هي الحقيقة. لا أستطيع إنكارها، والآن أصبحت منطقية، وهذا ما أقنعني. في تلك اللحظة قررت أنه إذا كنت يهوديًة في الوقت الذي جاء فيه عيسى عليه السلام، فإنه يجب علي أن أقبل عيسى عليه السلام. إذا كيف يمكنني الآن إنكار محمد صلى الله عليه وسلم؟ حتى لو كان يعني أنني سأترك حياتي. لم يكن الأمر سهلاً. أعتقد بصدق أن الله منحني القوة لأنني كنت طفلاً مدللًا. كان ابي يعطيني بطاقته البنكية لاتسوق بها و اشتري كلما اريد… لم يكن اذن قرارًا سهلاً، ولكن كيف يمكنني إنكار هذه الحقيقة؟ لذا لا أستطيع تفسير جميع مفاهيم الإسلام، ولكن الله يستمر في إظهار الأشياء لي لتقويتي. أعتقد بصدق أن الله سيمنحك ما تحتاجه عندما تحتاجه.

عندما نطقت بالشهادتين، شعرت بشيء لم أشعر به من قبل. وحين كنت أرددهما شعرت أن هناك شيئًا ثقيلًا على صدري قد أُزيل. لقد أخذت أنفاسًا عميقة، وكان الأمر كما لو كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أتنفس فيها.

السائلة : هل يمكن أن تعيديننا إلى لحظة شهادتك؟ بماذا شعرت في نهاية الليل؟

كان الوقت فجرا بعدما قضيت الليل بأكمله أتحدث مع هذا الرجل المسكين المسن، نرجو الله أن يمنحه الجنة، وقال لي علينا أن نصلي، وبعد ذلك سأدعوك لتصبحين مسلمة. كانت هذه الكلمات قوية جدًا بالنسبة لي لأن لا أحد قد طرح علي من قبل الاسلام، ولو أنني كنت أفكر في الأمر. (الآن لا أترك أحدًا دون أن أقول له أدعوك لأن تصبح مسلما أو مسلمة). عندما قال لي هذه الكلمات، احسست انني وجدت ضلتي، وهذا ما أحتاجه. لذا الحمد لله قلت له نعم. عندما نطقت بالشهادتين، شعرت بشيء لم أشعر به من قبل. وحين كنت أرددهما شعرت أن هناك شيئًا ثقيلًا على صدري قد أُزيل. لقد أخذت أنفاسًا عميقة، وكان الأمر كما لو كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أتنفس فيها.. قرأت ذات يوم في القرآن الآية التي تتحدث عن الذين لا يؤمنون، صدورهم ضيقة مثل من يصعد في السماء، كان ذاك اليوم ببساطة مثيرًا، لانني شعرت بالحرية، وأنني أخيرًا نلت ما أحتاجه، وجدت ما ابحث عنه. شعرت بنوع من النشوة الروحية. حتى عندما عدت إلى شقتي، اتصلت بوالدي الذي كان في ذلك الوقت في ألمانيا، وقلت له لقد أصبحت مسلمة. قال لي أنت مجنونة، لقد غسلوا دماغك، ما الذي حدث لك؟ لم يكن سعيدًا بالطبع. قال لي حسنًا، سأحجز لك تذكرة غدًا وستسافرين إلى ألمانيا. قلت له لا أستطيع، ولا أستطيع إنكار الحقيقة، لا أستطيع إنكارها. قال لي سأرسل لك التذكرة، وقد فعل. أرسلت التذكرة إلى المنزل في اليوم التالي، وقال إذا لم تتسلمي هذه التذكرة، فانت لست ابنتي، أنت ميتة بالنسبة لي. وبفضل الله وحده تمكنت من البقاء على قيد الحياة، لأنني كنت قريبة جدًا من عائلتي، ولست فتاة قويًة، ولأننا في العائلة، اعتدنا ان الوالد يأمر والجميع يطيع. تم التخلي عني، وتم طردي من الجامعة، واصبحت منبوذة. كما قلت لك، كنت طفلة مدللًة، كانت لدي سيارة حمراء كرزية جديدة، بعتها وعشت منها خلال السنة التالية. ولأنني لم يكن لدي وظيفة، لم أنهي دراستي، والدي تخلى عني، إخوتي وأخواتي وعمتي، لم يرغب أحد في التحدث معي. ومع ذلك لم اخبر احدا عن حالتي و ضائفتي، لكن سبحان الله، في يوم من الايام نزلت من الطابق العلوي الذي اسكن فيه لفتح صندوق البريد الخاص بي وكانت المفاجأة حيث وجدت فيه مظاريف تحتوي على المال بداخلها. ولم أكن أعرف مصدرها. أعتقد أنها التفاتة اسلامية للمجتمع المسلم بالمدينة التي اسكن فيها. والى حدود الساعة اجهل هوية المرسل. لقد ساعدوني كثيرًا.

يعرف والدي أنني أحب السيارات السريعة، اشترى لي فيراري وقال لي: “إنها لك إذا خلعت حجابك”. لكنني قلت: “آسفة، الدنيا أم الله؟ أيهما أريد؟” وكان الاختيار بسيطًا جدًا، الحمد لله.

السائلة : لماذا تم طردك من الجامعة؟
وضعت الحجاب في اليوم الذي أصبحت فيه مسلمة. بمجرد أن رأني أستاذي، قال لي: “ماذا تفعلين؟” شرحت له أنني أصبحت مسلمة، فقال لي: “هل تعلمين أنك فقدت كل شيء؟” بسبب ذلك طردوني من الجامعة. قال لي عميد كليتي: “احضري الدروس، استمري في القدوم، أضمن لك الحصول على علامة F ( علامة السقوط)من الآن فصاعدًا”. لم أكن أعرف ماذا أفعل وكنت أعلم أنه يمكنه فعل ذلك. آخر الدروس التي حضرتها كانت كلها دراسات مستقلة، كانت فقط الجزء الأخير من دراستي، وإذا لم أتمكن من اجتيازها، فلن أتمكن من اجتياز دراستي. لذلك، لمدة عام لم أذهب إلى المدرسة. كان من الصعب العثور على وظيفة، ولو على وظيفة كأرشيفية، مجرد تصنيف الملفات، قالوا لي: “آسف، بسبب حجابك، لن تتمكني من القيام بذلك”، كما لو أن بطريقة ما حجابي يجعلني غبية. يعرف والدي أنني أحب السيارات السريعة، اشترى لي فيراري وقال لي: “إنها لك إذا خلعت حجابك”. لكنني قلت: “آسفة، الدنيا أم الله؟ أيهما أريد؟” وكان الاختيار بسيطًا جدًا، الحمد لله. تمكنت من دفع الإيجار وشراء الأشياء الأساسية التي كنت بحاجة إليها… لكن بعد ذلك، فتح الله علي ابوابه. كان والدي في ذلك الوقت في بورتوريكو، كان قائد القاعدة فيها، اتصل بي وقال لي: “حياة كل واحد منا يعمل في المباني العسكرية والفدرالية هنا مهددة”. جميع هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم تم تهديدهم من قبل مجموعة من الأشخاص الذين أرادوا استقلال بورتوريكو. وقال لي: “سيكون لديك حراس أمان في منزلك في غضون ساعة”، وأرسل لي جنديًا ليحرسني. بعد ذلك، بقيت هناك لبضعة أيام، ثم أخذني بطائرة إلى حيث منزلنا في كارولينا الجنوبية وبذلك استرجع ابنته. في ذلك الوقت، لا أستطيع أن ألوم والدي، انه يحبني، ويخاف علي واخد قراره الابوي لاستعادة ابنته بعد ما ادرك ما يلي : “هذا الطفلة المدللة، إذا أخذت منها المال، والعائلة، وكل الأشياء التي تحبها، ستعود جارية”، وهذا ما فعله. لذلك، منذ ذلك الحين، الحمد لله، تولى والدي كل شيء.

السائلة : بماذا كنت تفكرين طوال هذا العام؟ ماذا كان يدور في ذهنك؟ كيف كنت تشعرين وكيف تمكنت من التعامل مع هذا الوضع الصعب؟
أعلم أن ذلك يبدو غريبًا. لقد قرأت الأحاديث التي تقول إن الله إذا أحب شخصًا ما، ابتلاه. لا يريد أن يكون في قلبك شيء غيره، لا الدنيا ولا عائلتك ولا مجتمعك. لذلك، شعرت أن الله يختبرني، يريد أن يرى اخلاصي له حقًا. يريد أن يرى إن كنت سأكون تقيّة، وإذا تمكنت من ذلك، فإنه سيحبني. هذا ما حفزني. كنت أريد أن يحبني الله.

السائلة : ما كانت ردة فعل المنظمة عندما اعتنقت الإسلام؟ هل حاولوا إيذائك كي لا تتحدثين عن أسرارهم؟ كيف كان الأمر؟
لم أخبر أحدًا بانني مسلمة حتى بعد 10 أو 12 عامًا من اعتناقي الإسلام. سألني شخص ما عن ذلك وكان مصدومًا من إجابتي. ومنذ ذلك الحين طلب مني وبالحاح ان آكتب قصة اسلامي و نشرها عبر الشبكة العنكبوتية، وهذا ما فعلته. كتبتها، وبدأ الناس يقولون: “انتظري لحظة، هذا شيء مذهل، لم نكن نعلم أن هذا موجود، سمعنا عن هذا النوع من الأشياء، لكن لم نكن نعلم أنه حقيقي”.

ترجمت الحوار كما هو في الحوار بامانة وبشكله اللغوي البسيط

د. الحسن اشباني مدير البحث سابقا بالمعهد الوطني للبحث الزراعي المغرب و صحفي مهني علمي

مقالات الكاتب ذات الصلة :

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE