الصحة

عائدات حبوب الكابتجون بها يجوع ويهجر ويذاب شعب باكمله

د. الحسـن اشباني

1- المقدمة :

بعد دخول المعارضة السورية دمشق منتصرة على اعتى عائلة مجرمة حرب، اكتشف الجميع مواقع صنع موت الجحيم من سجون و براميل متفجرة و .. الى جانب مصانع حبوب الكابتجون التي هي موضوع مقالنا والتي تنتج حوالي 80% من الإنتاج العالمي للكابتغون. فقد قدّر ت بعض المصادر الإيرادات السنوية لتجارة الكبتاغون بسوريا بحوالي 5 مليارات دولار، أي تقريبًا ضعف ميزانية الدولة السورية بعد عام 2022. في حين تشير تقديرات أخرى (الحكومة البريطانية) إلى أن هذه التجارة قد تُولّد حوالي 57 مليار دولار سنويًا، أي ثلاثة أضعاف ميزانية الدولة السورية. يظهر من هذه الارقام ان هذه المادة المصنفة من المخدرات المحرمة دوليا هي التي بها يقتل النظام السوري البائد شعب سوريا العظيم خصوصا في العقد الاخير. سنسلط الضوء في هذا المقال على هذه المادة : التعريف بها ونشأتها وتاريخ استخدامها و تكويناتها واحصائيات حول الانتاج و الاستهلاك عربيا وعالميا والاستخدامات الطبية الأصلية وتأثيراتها الخطيرة الآن على مختلف أعضاء الجسم الى جانب التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن استعمالها على الصعيدين الفردي و الجماعة مما جعلها تصنف مخدرا ممنوعا دوليا.

المعروف تاريخيا وفي أوقات الصراع، غالبًا ما تُعطى المنظمات الحكومية ادوية مخدرة للجنود والطيران العسكري للحفاظ على طاقتهم ويقظتهم. نسوق الامثلة التالية :

اليابان: خلال الحرب العالمية الثانية، كان الجنود والعمال اليابانيون الذين يقومون بأعمال شاقة يتلقون هذه المخدرات لمساعدتهم في تلبية احتياجات البلاد. كما كان طيارو الكاميكازي اليابانيون في منطقة المحيط الهادئ يتناولون هذه المخدرات لتهدئة خوفهم أثناء هجماتهم. بعد الحرب، واجه الشعب الياباني صعوبات كبيرة، مع نقص في الغذاء والمساكن. وقد تم توفير الميثامفيتامين، الذي تم إنتاجه أصلاً للجيش، في الصيدليات للسكان المدنيين. وتبع ذلك إدمان واسع النطاق، وتم في النهاية قمعه بقوانين العلاج الإلزامي للأشخاص الذين تم التعرف عليهم كمدمنين.
الولايات المتحدة الأمريكية: تم توزيع ملايين الجرعات من البنزدرين على الجنود الأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية لمساعدتهم في الحفاظ على يقظتهم أثناء القتال الممتد أو أثناء مهام القصف. بعد الحرب، تم تسويق الدواء كعلاج للاكتئاب. وقد زُعم أن شخصيات مشهورة مثل جاك كيرواك ومارلين مونرو قد تناولت هذا الدواء.

ألمانيا: في عامي 1938 و1939، سمحت حبوب الميثامفيتامين (méthamphétamine)، التي كانت تُسمى بيرفيتين، للجنود الألمان بالاستيلاء بسرعة على تشيكوسلوفاكيا واحتلال بولندا. وفي عام 1940، تم توزيع 35 مليونًا من هذه الحبوب على جنود الجيش الألماني ( Wehrmacht فيرماخت). وبهذه الطريقة، تمكن الجنود من القتال والمشي لمدة عشرة أيام متتالية، حيث كانوا يسيرون بمعدل 35 كيلومترًا في اليوم. سمح هذا المخدر للجيش الألماني بتطوير استراتيجية الحرب الخاطفة ( Blitzkrieg بلِيتزكريغ)، وهي حملة عسكرية سريعة وشديدة، حيث لم يكن الجنود بحاجة للتوقف للراحة. وقد لاحظت مجلة “تايم”: “تحت تأثير البيرفيتين، كان سائقوا الدبابات والمدفعية الألمان يقطعون الأرض ليلاً ونهارًا، تقريبًا دون توقف. حيث كان القادة الأجانب وحتى المدنيون في حالة من الدهشة التامة”.

بريطانيا العظمى: على الرغم من الانتقادات لاستخدام الألمان للمحفزات، بدأت القيادة العسكرية البريطانية في السماح بهدوء باستخدام البنزدرين ( benzédrine) للطيارين وأفراد الطاقم أثناء الطيران، بدءًا من عام 1942. يُعتقد أن 72 مليون حبة قد تم شراؤها لاستخدامها من قبل القوات المسلحة خلال الحرب العالمية الثانية.

2- تعريف حبوب الكابتجون

حبوب الكابتجون هي نوع من العقاقير المنشطة التي تنتمي إلى عائلة الأمفيتامينات. تحتوي في الأصل على مادة فعالة تُعرف باسم “فينيثيلين” (Fenethylline)، وهي مركب يجمع بين الأمفيتامين (amphétamine) والثيوفيلين (théophylline). كانت تُستخدم في البداية لأغراض طبية لعلاج اضطرابات مثل فرط النشاط، والاكتئاب، والخدار (النوم القهري)، نظرًا لتأثيرها المحفز على الجهاز العصبي المركزي. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الحبوب تُستخدم بشكل واسع كعقار منشط غير قانوني، ما أدى إلى تصنيفها ضمن المواد المخدرة المحظورة دوليًا.

تم تصنيع الكابتجون لأول مرة في ألمانيا في الستينيات من القرن العشرين، حيث كان يُعتبر بديلاً أقل ضررًا من الأمفيتامينات التقليدية. استخدم بشكل رئيسي كعلاج لبعض الأمراض النفسية والجسدية.
في السبعينيات والثمانينيات، بدأ الأطباء يلاحظون الآثار الجانبية السلبية لتعاطي الكابتجون، مما أدى إلى حظره في العديد من الدول. ومع ذلك، استمر إنتاجه غير القانوني، حيث عُدل تركيبه الكيميائي ليصبح أقوى وأكثر ضررًا، مما جعله أحد أخطر العقاقير المتداولة في السوق السوداء.

3- انتشاره في العالم العربي والعالمي :

في العقود الأخيرة، شهدت حبوب الكابتجون انتشارًا واسعًا في العديد من الدول، خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تُستخدم بشكل رئيسي بين الشباب والعمال للحصول على شعور بالنشاط وزيادة القدرة على العمل أو السهر.
تُعد بعض دول المنطقة، مثل سوريا ولبنان، مراكز رئيسية لإنتاج الكابتجون، حيث يتم تهريبه إلى دول الخليج العربي التي تُعتبر سوقًا رئيسيًا لهذا العقار. على الصعيد العالمي، يُعتبر الكابتجون أحد أكثر المخدرات رواجًا، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات أو أزمات اجتماعية واقتصادية.

  • سوريا : مسؤولة عن حوالي 80% من الإنتاج العالمي للكبتاغون. تُقدّر بعض المصادر الإيرادات السنوية لتجارة الكبتاغون بحوالي 5 مليارات دولار، أي تقريبًا ضعف ميزانية الدولة السورية بعد عام 2022. في حين تشير تقديرات أخرى (مثل الحكومة البريطانية) إلى أن هذه التجارة قد تُولّد حوالي 57 مليار دولار سنويًا، أي ثلاثة أضعاف ميزانية الدولة السورية.
  • لبنان : على الرغم من أن لبنان يُعتبر بشكل رئيسي مركزًا للإنتاج والنقل للكبتاغون، إلا أن استهلاك هذه المادة في صفوف السكان المحليين يشهد ارتفاعًا، خاصة بين الشباب في المناطق التي تعاني من أزمات اقتصادية. يُقدر الاستهلاك بحوالي 1-2 مليون قرص سنويًا، ولكن الأرقام تختلف بسبب الطبيعة السرية لتجارة المخدرات. يلعب دورًا في الإنتاج والتوزيع، خصوصًا في المناطق الحدودية. على الرغم من صعوبة تحديد الإيرادات بدقة، يساهم الإنتاج والعبور في تعزيز الاقتصاد المحلي، خصوصًا في المناطق الحدودية التي يساهم الإنتاج والعبور في تعزيز الاقتصاد المحلي فيها.
  • الأردن : يُعتبر محطة عبور رئيسية للكبتاغون القادم من سوريا. فقد أظهرت دراسة ميدانية في البلد (2020) أن 60% من المستخدمين يستهلكون الكابتجون لتحسين الأداء الدراسي والبدني. من يناير إلى أبريل 2022 فقط، صادرت القوات المسلحة الأردنية 17 مليون قرص من الكبتاغون.
  • العراق : أصبح العراق سوقًا مستهلكًا وممرًا للكبتاغون المتجه من سوريا نحو دول الخليج. فقد ساهمت الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتدهورة في زيادة استهلاك المخدرات، خاصة بين الفئات الضعيفة. تقوم السلطات العراقية بانتظام بضبط شحنات كبيرة، مما يشير إلى كل من الاستهلاك المحلي ودور العراق كممر تهريب.
  • إيران : لا تُعد إيران سوقًا رئيسيًا للكبتاغون؛ بل تواجه تحديات أكبر مع المخدرات مثل الأفيون والميثامفيتامين نظرًا لقربها من أفغانستان.ويُعتبر استهلاك الكبتاغون ضئيلًا، ولا توجد أدلة على استخدامه بشكل واسع النطاق. فالموقع الجغرافي لإيران يجعلها نقطة عبور محتملة لتهريب الكبتاغون نحو آسيا الوسطى، إلا أن الأدلة على هذا الدور محدودة مقارنة بطرق تهريب الأفيون والهيروين.
  • دول الخليج : كشفت دراسات عن انتشار واسع للكابتجون في دول الخليج العربي بين الشباب، خاصة في الفئة العمرية 18-30 عامًا. وتُعتبر السعودية واحدة من أكبر الأسواق استهلاكًا، حيث تمثل ما يقارب 40-50% من الاستهلاك العالمي. ويقدر الاستهلاك السنوي بـ 30-40 مليون قرص. كما أظهرت دراسة في السعودية (2021) أن 40% من قضايا المخدرات تتعلق بالكابتجون. فقد تم ضبط كميات ضخمة خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2021، صرّحت السعودية أنها ضبطت 73 طنًا من الأمفيتامينات، مما يبرز حجم السوق. كما قامت الجمارك السعودية في أبريل 2021، في مدينة جدة الساحلية بمصادرة أكثر من 5 ملايين قرص مخبأة داخل قنابل يدوية. وفي سنة 2022، صادرت 46 مليون قرص من الكبتاغون مخبأة داخل الدقيق.

السعودية تضبط 8 ملايين حبة كبتاغون مصدرة بشكل غير قانوني من النظام السوري البائد
  • الإمارات العربية المتحدة: سوق أصغر مقارنة بالسعودية لكنها تلعب دورًا مهمًا كمحور عبور. يُقدر الاستهلاك بـ 1-3 مليون قرص سنويًا. في سنة 2023، تم مصادرة 86 مليون قرص (13 طنًا) في دبي.
  • الكويت : سوق ناشئ لاستهلاك الكبتاغون. يُقدر الاستهلاك بـ 1-2 مليون قرص سنويًا.
  • شمال إفريقيا : يُقدر الاستهلاك بـ 5-10 ملايين قرص سنويًا في جميع أنحاء المنطقة. سوق متنامٍ، خصوصًا في ليبيا ومصر اللتين تُستخدمان كنقاط عبور ومناطق استهلاك.
  • المغرب: لا توجد حاليًا أدلة كافية تشير إلى انتشار واسع لاستهلاك الكبتاغون في المغرب. والمعروف عنه بشكل رئيسي انتاجه وتصدير راتنج القنب.
  • الجزائر : أبلغت الجزائر عن ضبطيات كبيرة لراتنج القنب، مما يشير إلى وجود سوق مخدرات غير قانوني نشط. مع ذلك، لا توجد بيانات دقيقة حول استهلاك أو ضبطيات الكابتجون.
  • تونس : تواجه تونس تحديات تتعلق بتهريب واستهلاك المخدرات، خاصة بين الشباب. القنب هو أكثر المواد غير القانونية انتشارًا في البلاد، ولكن هناك خطر محتمل لدخول المخدرات الاصطناعية مثل الكابتجون.
  • أوروبا : تستخدم كمنطقة عبور بشكل رئيسي، مع بعض الاستهلاك.و يسجل استهلاك محلي محدود في بعض الدول مثل إيطاليا وأوروبا الشرقية. يُقدر الاستهلاك بـ 1-3 ملايين قرص سنويًا. في عام 2020، تم ضبط كمية قياسية تبلغ 84 مليون قرص في ساليرنو بإيطاليا، وذلك بقيمة تتجاوز مليار يورو. وفي ديسمبر 2023، صادرت السلطات الألمانية 300 كيلوغرام من أقراص الكابتجون بقيمة 65 مليون دولار، مما يشير إلى أن هذا المخدر ربما يكون بالفعل منتشرًا في الاتحاد الأوروبي أكثر مما كنا نعتقد.
  • الولايات المتحدة : سوق صغير جدًا للكابتجون بسبب الرقابة المشددة وتفضيلات المخدرات المختلفة. يُقدر الاستهلاك بـ أقل من 500 ألف قرص سنويًا.
  • جنوب وشرق آسيا : أسواق ناشئة، ولكن لا توجد تقديرات دقيقة حتى الآن. يُقدر إجمالي الاستهلاك بـ 5-15 مليون قرص سنويًا عبر هذه المناطق.

4- الأعراض :

يترك الكبتاجون تأثيرات خطيرة على مختلف أعضاء الجسم، بالإضافة إلى ما يترتب على تعاطيه من آثار نفسية وعصبية عديدة. من أبرز وأهم أضرار إدمان الكبتاجون نذكر ما يلي:

الاضطرابات المتنوعة: يؤثر تعاطي الكبتاجون على أعضاء الجسم المختلفة، مثل اضطرابات الجهاز التنفسي، وآلام العضلات والمفاصل، بالإضافة إلى الدوخة والدوار، وتشويش الرؤية.

آثار على ضغط الدم والقلب: يعرض تعاطي الكبتاجون صحة القلب للخطر، حيث قد يتسبب في تسمم القلب، وانسداد الأوعية الدموية، ويؤثر على معدل ضربات القلب وضغط الدم.

الاضطرابات الغذائية: يعاني مرضى إدمان الكبتاجون من سوء التغذية بسبب تأثيره على الشهية، مما يؤدي إلى النحافة الشديدة وسوء التغذية.

الآثار النفسية للكبتاجون: يؤثر الكبتاجون سلبًا على الجهاز العصبي والصحة النفسية، ويظهر ذلك من خلال الاكتئاب، والقلق الشديد، والاضطرابات النفسية والعصبية المتعددة، بالإضافة إلى اضطرابات النوم مثل الأرق المستمر والإفراط في النوم.

5- التركيب الكيميائ

المكونات الأساسية لحبوب الكابتجون :

حبوب الكابتجون تعتمد في تركيبها الأصلي على مادة فينيثيلين (Fenethylline)، وهي مركب كيميائي مصمم صناعيًا يجمع بين مادتي:

  1. الأمفيتامين: مادة منشطة  تنشّط إفراز النواقل العصبية في الدماغ وتثبّط عملية إعادة امتصاصها، مما يؤدي إلى زيادة تركيزها في المشابك العصبية، مما يؤدي إلى زيادة النشاط واليقظة وتقليل الشعور بالتعب.
  2. الثيوفيلين: مركب كيميائي ينتمي إلى عائلة الزانتينات، ويُستخدم طبيًا لتوسيع الشعب الهوائية وتحفيز الجهاز العصبي، مما يُعزز التأثير المنبه للأمفيتامين، عن طريق زيادة استثارة الخلايا العصبية وتقليل الشعور بالإرهاق.

عند تناول الكابتجون، يتحلل الفينيثيلين في الجسم إلى مكوناته الأساسية: الأمفيتامين والثيوفيلين، ما يؤدي إلى تأثير منشط قوي.

التغيرات الكيميائية عند التصنيع

مع حظر إنتاج الكابتجون قانونيًا، تطورت صناعته في السوق السوداء، مما أدى إلى تغير تركيبته الكيميائية. غالبًا ما تُستخدم مواد بديلة ورخيصة لتحاكي تأثير الفينيثيلين، وتشمل:

  1. الأمفيتامينات البديلة: تُستخدم مواد مثل الميثامفيتامين أو مشتقاته ذات التأثيرات الأقوى والأكثر خطورة.
  2. المنشطات الصناعية: يُضاف الكافيين أو مواد مشابهة لتعزيز التأثير المنشط.
  3. الشوائب الكيميائية: نتيجة التصنيع غير النظيف أو في بيئات غير منظمة، تحتوي الحبوب على شوائب خطرة تزيد من سمّيتها وتؤدي إلى أضرار صحية إضافية.

الآثار الناتجة عن التغيرات الكيميائية

  • تزيد التغيرات الكيميائية من التأثيرات الضارة للكابتجون، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتلف الجهاز العصبي، والاعتماد الجسدي والنفسي.
  • غالبًا ما تكون المواد المستخدمة في السوق السوداء مجهولة التركيب وغير منظمة، مما يزيد من مخاطر التسمم الحاد والإدمان السريع.

هذا التحوّل في تركيب الكابتجون من دواء طبي إلى مادة مخدرة خطرة يُبرز التحديات الصحية والاجتماعية المرتبطة باستخدامه غير المشروع.

6- الاستخدامات الطبية الأصلية

تم تصنيع الكابتجون في البداية في ألمانيا في الستينيات من القرن العشرين كدواء طبي تحت اسم “فينيثيلين” (Fenethylline). وكان يُستخدم لعلاج مجموعة من الحالات الصحية، بفضل تأثيره المنشط والمحفز للجهاز العصبي المركزي. فقد شملت الاستخدامات الطبية الأصلية :

  1. علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): حيث ساعد الكابتجون على تحسين التركيز وتقليل فرط النشاط.
  2. علاج الاكتئاب: نظرًا لتأثيره المنبه وزيادة النشاط العقلي، ساعد تناوله في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى بعض المرضى.
  3. الخدار (النوم القهري): استخدم لعلاج هذه الحالة التي تتميز بنوبات مفاجئة من النوم خلال النهار.
  4. تحفيز النشاط البدني: كان يُستخدم في بعض الحالات لتحسين أداء المرضى المصابين بالإرهاق الشديد.

7- الأسباب التي أدت إلى حظره في الاستخدام الطبي

على الرغم من فوائده الأولية، تم حظر الكابتجون في أواخر الثمانينيات بسبب مجموعة من المخاطر الصحية والاجتماعية المرتبطة باستخدامه التالية:

  1. الآثار الجانبية الخطيرة:
    • تسبب الكابتجون في ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب، مما أدى إلى مخاطر كبيرة مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
    • ظهرت أعراض نفسية خطيرة مثل الهلوسة، والقلق الشديد، ونوبات الغضب.
  2. الإدمان:
    • أدى الاستخدام المطول للكابتجون إلى اعتماد جسدي ونفسي شديد، حيث أصبح المستخدمون غير قادرين على التوقف عن تعاطيه دون مواجهة أعراض انسحاب حادة.
  3. سوء الاستخدام:
    • بدأ العقار يُستخدم على نطاق واسع خارج الأغراض الطبية، مما أدى إلى انتشاره في السوق السوداء كعقار منشط ومخدر.
    • استُخدم لتعزيز الأداء البدني أو السهر لفترات طويلة، خاصة بين الفئات الشابة والعاملة.
  4. التحول إلى الإنتاج غير القانوني:
    • بعد حظر الكابتجون، استمرت تصنيعاته غير المشروعة، مع إدخال مواد كيميائية خطرة لتحسين تأثيره، مما زاد من ضرره على الصحة العامة.
  5. علاقة الكابتجون بالنواقل العصبية
    • الدوبامين: الكابتجون يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من الدوبامين في الدماغ. ،هذه الزيادة تُسبب شعورًا بالنشوة والطاقة الزائدة، ما يجعل المستخدمين يشعرون بالسعادة والإنجاز المؤقت. فالإفراط في إطلاق الدوبامين واستنفاده لاحقًا يؤدي إلى أعراض مثل الاكتئاب والقلق بعد زوال تأثير الحبوب.
    • السيروتونين: الكابتجون يحفز إفراز السيروتونين، الذي يعد الناقل العصبي المرتبط بالمزاج والاسترخاء. فالزيادة في السيروتونين تؤدي إلى شعور مفرط بالثقة والراحة المؤقتة.
  6. نتائج الآلية الدوائية
    • تأثير الكابتجون على النواقل العصبية يؤدي إلى تغيير أنماط النشاط الدماغي، مما يفسر الاعتماد النفسي والإدمان. فالاستخدام المستمر له يُسبب ضررًا طويل الأمد للخلايا العصبية، ما يؤدي إلى ضعف في وظائف الدماغ مثل الذاكرة والتركيز. اضافة الى التأثيرات المزمنة التي تشمل اضطرابات في المزاج، وفقدان السيطرة على السلوك، وأعراض انسحاب شديدة عند التوقف عن الاستخدام. وهذا التأثير المعقد على الجهاز العصبي المركزي هو ما جعل الكابتجون عقارًا خطيرًا ومسببًا للإدمان بدرجة عالية.

8- التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية

  1. ارتفاع معدل الجريمة:
    • يُعتبر الكابتجون محفزًا للسلوك العدواني، مما يؤدي إلى زيادة الجرائم المرتبطة بالعنف.
    • استخدامه بين الشباب يزيد من احتمالية الجرائم مثل السرقة لتأمين المال لشرائه.
  2. تفكك الأسرة:
    • إدمان أحد أفراد الأسرة يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية بين أفراد الأسرة، مما يسبب التفكك الأسري.
    • تأثير سلبي على الأطفال، خاصة عند تعاطي أحد الوالدين لهذه المادة.
  3. انخفاض الإنتاجية:
    • يؤدي الإدمان إلى انخفاض أداء العاملين والطلاب بسبب تدهور حالتهم الصحية والنفسية.
    • انتشار الكابتجون في بيئات العمل يؤدي إلى غياب متكرر وإصابات نتيجة تراجع الانتباه.
  4. علاج الإدمان:
    • تكاليف مرتفعة لإنشاء مراكز علاج وتأهيل المدمنين.
    • الحاجة إلى توفير برامج طويلة الأمد لمتابعة المرضى بعد العلاج.
  5. مكافحة التجارة غير المشروعة:
    • تحتاج الدول إلى تخصيص ميزانيات ضخمة لملاحقة شبكات تهريب وتصنيع الكابتجون.
    • الإنفاق على تدريب قوات الأمن ومعدات الرقابة على الحدود.
  6. الخسائر الاقتصادية:
    • تؤثر الجرائم المتعلقة بالكابتجون على الاقتصاد الوطني من خلال تعطيل التنمية الاقتصادية.
    • انخفاض الإنتاجية العامة للمجتمع نتيجة تفشي الإدمان.

9- جهود المكافحة والتوعية

  • التشريعات الدولية:
    • تم إدراج الكابتجون تحت الجدول الأول في اتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971، مما يعني أنه مادة محظورة دوليًا.
    • تُطالب الدول الأعضاء بتشديد الرقابة على تصنيع وتجارة المواد المخدرة، بما فيها الكابتجون.
  • التشريعات المحلية:
    • سنت العديد من الدول العربية قوانين صارمة تصل إلى الإعدام لمكافحة تهريب الكابتجون.
    • تعزيز التعاون الإقليمي لتبادل المعلومات والمساعدة في ضبط الحدود.
    • إنشاء مراكز متخصصة لعلاج الإدمان تقدم خدمات طبية ونفسية. وتتضمن جلسات علاج نفسي فردية وجماعية وتوفير خطط متابعة بعد العلاج لمنع الانتكاسة.
    • حملات التوعية لمكافحة الإدمانالمدارس والجامعات: مثل تنظيم ورش عمل ومحاضرات عن أضرار الكابتجون. وبث برامج توعوية وإعلانات تلفزيونية ومحتوى رقمي موجه للشباب. اضافة الى تعاون المؤسسات الحكومية مع منظمات المجتمع المدني لتعزيز الوعي بخطورة الإدمان.

10- الخاتمة والتوصيات

ملخص لأهم النتائج حول الكابتجون

  • الكابتجون مادة ذات تأثيرات جسدية ونفسية خطيرة تؤدي إلى الإدمان وتدمير الصحة. و اصبح انتشاره في العالم العربي ظاهرة متفاقمة بسبب التهريب وضعف الرقابة في بعض المناطق. تحتاج الجهود القانونية والعلاجية الحالية إلى تقليل تأثيره على المجتمعات.
  • اما التوصيات للحد من الانتشار ومعالجة الإدمان فهي تشمل تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمكافحة تصنيع وتهريب الكابتجون وزيادة مراكز العلاج والتأهيل لتوفير الرعاية الصحية والنفسية للمدمنين، و تنفيذ برامج توعية واسعة تستهدف الشباب والأسر للتعريف بمخاطر الكابتجون، وتشديد الرقابة الحدودية وتطوير تقنيات الكشف عن التهريب.

11- المراجع

  • الأمم المتحدة. (2021). “تقرير المخدرات العالمي”.
  • وزارة الصحة السعودية. (2020). “الإدمان وأثره على المجتمع”.
  • دراسة ميدانية في الأردن. (2020). “انتشار الكابتجون بين الشباب”.
  • اتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971.
  • منظمة الصحة العالمية. (2019). “التأثيرات الصحية للأمفيتامينات”.
  • https://www.narconon.org/blog/the-international-curse-that-is-captagon.html
  • « Captagon : comprendre le marché illicite actuel. » Observatoire européen des drogues et des toxicomanies, 2018. EMCDDA
  • مصادر محلية مختلفة

د. الحسن اشباني مدير البحث سابقا بالمعهد الوطني للبحث الزراعي المغرب و صحفي مهني علمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE