المنبر الحر

برامج اجتماعية انسانية لن تندم على مشاهدتها. الجزء الثاني: “خاطرك مجبور” و “من مثل امي”

د. الحسن اشباني

قبل ان اقترح برنامجين اثنين في سلسلة البرامج الاحسانية و الانسانية التي تعرض في شهر رمضان، أشير ان الحلقة الاولى من “قلبي اطمأن“تم تنزيلها اليوم الخميس في حلة جديدة مغايرة تماما عن المواسم السابقة (شاهدها، ربما ستغيرك انت ايضا وتكون من المساهمين). فقد كبر المشروع، فبدل ان يغير حياة فرد معين، اختار تغيير حياة قوم أو عشيرة باكملها في كثير من الدول العربية، ضمنها المغرب. ولقد غير برنامج جولاته اثر الزلزال الرهيب الذي اصاب تركيا و سوريا حيث اكمل حلقاته في سوريا الجريجة. فيما يلي الحلقة الاولى التي هي في الحقيقة عبارة عن شرح فلسفة النسخة السادسة الجديدة و المشاريع الضخمة التي سيكتشفها المشاهد بالتفصيل في الحلقات الـ15 بدل الثلاثين المعهودة كما ذكر “غيث” البطل “المجهول” لهذا البرنامج الانساني الفريد:

3-“خاطرك مجبور”

انقل هنا ما ذكره احد الكتاب اليمنيين (جمال أنعم) وهو يتكلم عن برنامج احساني يمني يسمى ” خاطرك مجبور” : انه علامة فارقة في البرامج الخيرية. امتاز بكل ما يجعله في الصدارة، وعي، صدق، تلقائية، ذكاء ورهافة وقدرة على التقاط التعب دون إهانة المتعبين.

كي يصل الى قلبك لا يحتاج عبداللطيف الزيلعي لأن يعتصر أمامك الناس. لا يحتاج لتجريدهم من كل ما تبقى لهم من الكرامة كي تمنحهم بعضا من تعاطف أو مال. “خاطرك مجبور” يتتبع البسطاء والحزانى المكشوفين بلا وطن وهم يقاتلون الفقر ويواجهون قساوة الحياة بكل إباء. يريك كفاحهم وكدهم وبطولتهم لا جرح الحاجة.

يكتب احد الكتاب ايضا اسمه “خالد بريه” : برنامج ( خاطرك مجبور )، جمعَ ما تفرقَ في غيره، لا تتمالك نفسكَ وأنتَ تشاهده، جهدٌ ذاتي، أدوات تقليدية في نقلِ الجمال المتناثر من غبرةِ الأرض البكْر، وصور البهاء، وعنفوان بيوتِ القش، وعلو النفس، ورفعتها..!

كل حلقةٍ تتركني أجففُ بللَ العيْن، خاطرك مجبور، ليس مجرد برنامج تقليدي لدعمِ المحتاج، لا لا، الأمر أعظم من ذلك، إنه نافذة للنظر إلىٰ محاسن النَّفس الإنسانية التي طمرت في رمالِ القرىٰ النائية، نماذج من الفطرة التي لم تتلوث ببريق المدنية الزائفة، عرضٌ حيٌّ للقيم التي يتمثلها الإنسان التهامي البسيط، القانع، النبيل، المدفون تحتَ الرماد!

البرنامج  نموذجٌ لجبْر الخواطر، بلا تكلف، نموذج للعطاء الذي يغمر الإنسان حدَّ الامتلاء، فرحًا؛ ودمعًا، وبكاءً.. لا علاقة له بالفتات العابر الذي يلقىٰ في وجه البسطاء، لكسب ملأ الشاشة، والظهور الشخصي علىٰ حساب القيمة الإنسانية وكرامتها، في خاطرك مجبور، يظهر المحتاج في صورة رفيعة، متعالية، ناصعة، لا يخالجك شعور بإراقة ماءِ الوجه، أو ما أسميه دومًا: بتوثيق الضعف الإنساني، والارتزاق منه، وإنما ظهور يتجلىٰ فيه طُهْر الشعور..!

يقف خلف البرنامج ثلة من خيرةِ شباب تهامة، لنقل صور متشابكة، أو بتعبير هيرمان هيسة (عنف التناقضات)، صور للجمال، والكرم، والفقر، والحاجة، وعلو النفس، وارتفاعها، وصورة لحياتهم المسحوقة في تلكم الأماكن النائية في تراب تهامة الطاهر!

4- “من مثل امي”

انها مبادرة سمو الأمير محمد بن راشد التي أطلقها بمناسبة تحت عنوان “من مثل أمي” تكريما لأمهات إماراتيات صاحباب تضحيات استثنائية تم اختيارهن لتكريمهن في شهر رمضان أمام الجمهور الاماراتي وأفراد من عائلاتهن بدءا، وأمام العالم العربي و غيره ايضا ودون معرفة مسبقة من المدعوات المختارات .. البرنامج يتكون من ١١ حلقة تُعرض على منصات أكاديمة الإعلام الجديد. أصل الفكرة ربما البرنامج البحيريني “أنت كفو” ولكن بتصميم و اخراج ابداعين رائعين، حيث تترك المعنية في صالون صغير متحرك يجول بها في فضاء افتراضي به محطات وفي كل محطة، يذكر انجازات و محاسن الانسانية للأم الضيفة من طرف من شملهم احسانهاو لأفراد اسرتها، الخ في ديكور فيها ابداع يستحق الثناء على الفريق المسؤول عن البرنامج. تتخلل حلقاته فترات جد مؤثرة…

كلنا نعرف قول حبيبنا عن هذه الانسانة الرحيمة. عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أبوك (متفق عليه). وقال الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق، هذا البيت الذي نُقِش في عقولنا منذ الصغر:”الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها… أعدت شعباً طيب الأعراق“.  حفظ الله امهاتنا جميعا و رحم من الآن في دار البقاء.

فيما يلي احد الحلقات لهذا البرنامج الانساني الذي يكرم الام و الحكم لكم.

يتبع


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE