المنبر الحر

مع الاستاذ ابراهيم أعبيدي : حول طبيعة الإصلاح الجزء 4

ذ. ابراهيم أعبيدي

مرآة لإصلاح الحال.(72).

صيد الفكرة الثالثة، حول طبيعة الإصلاح. 4

ولو صح أن نستبق الزمان، فندرُس ما تتخذه دورة تجارب الإصلاح مِن منحى أو مسار، لوجدنا أنّ صُلب السؤال الذي يمكن أن يقوم عليه علم الإصلاح بشكل عام، هو كيف يتسلل الفساد، إلى نفوس وتجمعات بني الانسان,

ولو صح أن نستبق الزمان، فندرُس ما تتخذه دورة تجارب الإصلاح مِن منحى أو مسار، لوجدنا أنّ صُلب السؤال الذي يمكن أن يقوم عليه علم الإصلاح بشكل عام، هو كيف يتسلل الفساد، إلى نفوس وتجمعات بني الانسان، وكيف ينبعث ويتجدد الانصلاح فيهما، ويَضْمُر أو ينزوي فيها الفسادُ والإختلال. وذلك قصد الكشف عن النواميس التي تحكم الظاهرتين عبرَ تجلياتهما في الزمان. ذلك أن الارتقاء بالأذهان مِن مستوى الاكتفاء برؤية الظواهر والتسرع في الحكم عليها خلال اللحظة والآن، وهي مجردة عن سيرورتها، انطلاقا من مبتدإها، ووصولا إلى ما يؤول إليه أمرُها مِن مآل، إنما هو نفسه ما أشرنا إليه من مفهوم الاعتبار، الذي هو أصل نشأة كل العلوم لدى الإنسان. لذلك كان علم التاريخ حاضرا في كل العلوم باستمرار، سواء ظهر فيها بالإعلان، أم خفيَ في ثناياها بالإضمار. وما التوصل إلى مرتبة العلم اليقيني بالقوانين او النواميس التي تحكم مختلف الظواهر التي خلقها الله في الأكوان، إلا من خلال ملاحظة كيف أن النتائج لا تتخلف عن التكرار، كلما حدثت نفس الأسباب على سبيل الاختبار. وكما أن هذا الشرط العام، نجده في العلوم الطبيعية على مستوى التجربة والاختبار، وفي العلوم الرياضية على مستوى التجريد والتناسب والانتظام، والاستنباط والاستدلال، وفي علوم اللغة، على مستوى تقعيد القواعد وإقرار الاشتقاق بالملاحظة والمقارنة والاستقراء، في كشف تواتر التراكيب والإعراب، والصرف والأوزان وأساليب المعاني والبيان، مثلما هو الشأن بالنسبة لعلم الشريعة، باستقراء مظان القواعد واستنباط الأحكام؛ فكذلك تأسيس علم الإصلاح، لن يشد عن هذا المسار.

‏ فوقائع تاريخ دعوات الإصلاح، مع محاولات الإفساد، عبر الأزمنة والأعصار، وعلى اختلاف العهود والأمصار، تبقى مادة خصبة، لاستشفاف المسالك التي تسلكها الظاهرتان في البَواء بالفشل والانكماش،أو في تحقيق النجاح والانتشار، ومصدرا لاستقراء القواعد التي تؤطر تأثيرهما الفعال. وذلك بعد تمحيص مدى صحة تلك الوقائع، والإحاطة بعلمها بالقطع أو الظن والاحتمال، كما يفعل علماء الآثار، وعلى راسهم العلماء الابرار، من خُدّام سُنّة حبيبنا المختار، عليه الصلاة والسلام، فيما ترك للعالمين مِن أحاديث وأخبار.

ابراهيم أعبيدي أكادير في 08 دجنبر 2022. (يتبع).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE