مائدة مستديرة خلال الدورة 16 للملتقى الفلاحي بالمغرب “SIAM” حول الآلات الزراعية بالمغرب


د. الحسـن اشباني
في إطار الدورة 16 للمعرض الزراعي الدولي بالمغرب، نظمت يوم الخميس 25 ابريل 2024 على الساعة الرابعة زوال مائدة مستديرة التي تهدف الى دراسة التأثير الحاسم للنظام البيئي على تطوير وتحديث الفلاحة في المغرب. أدار النقاش و أطره البرفسور بدر حمدي بمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة الرباط بحضور السادة، العربي الزكدوني، خبير في الاقتصاد القروي الزراعي، و مصطفى مرتجي، المدير العام لشركة بيرانك (Pellenc) و محمد ادريسي المدير العام لشركة اطمار (ATMAR)، و خالد مستاتي المدير العام لشركة صودبير (استيراد الجرارات الزراعية) الى جانب الجمعية المغربية لمستوردي ومصنعي وتجار المعدات الفلاحية (AMIFCOMA) التي مثلها السيد سعيد بولعكيك.

أتاح هذا اللقاء الفرصة للمشاركين لتبادل الأفكار والخبرات حول أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الآلات الزراعية، مثل دمج الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار والزراعة الدقيقة. بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لهذه الابتكارات على القطاع الزراعي المغربي.






كما تدارست هذه المائدة المستديرة سبل و ضرورة تحفيز التعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع وتعزيز المبادرات المشتركة لدعم التنمية المستدامة للزراعة في المغرب، و المساهمة في زيادة الوعي بالتحديات الحاسمة المتعلقة بالآلات الزراعية وتشجيع اعتماد الممارسات الابتكارية لمواجهة التحديات المستقبلية.
كما تناول الجميع اشكاليات المكننة بالمغرب وتأثيرها على التنمية الفلاحية المغربية و التوصيات الموجهة الى المسؤولين في القطاعين المعنيين اساسا المتمثلين في وزارة الصناعة والتجارة من جهة و وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بالمغرب من جهة أخرى، حيث يرى الحضور ضرورة انشاء شراكة وثيقة بين هذين القطاعين الفلاحي و


الصناعي في أفق حلحلة المشاكل الكبرى للمكننة المغربية التي تحتاج الى دعم وتحفيز من اجل الارتقاء بالصناعة الفلاحية المغربية و تحقيق الاكتفاء الذاتي و لم لا التصدير في هذا المجال الى الخارج في المستقبل و بالتالي التخفيف من العملة الصعبة التي ينهكها الاستيراد. و هذا الامر سيجعل قطاع المكننة يساير التكنلوجيات الحديثة في العالم التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي و الروبوتات و ادارة العمليات الزراعية عن بعد بدل القديمة التي يشتغل بها المزارع المغربي حاليا التي تعتمد على اليد العاملة و الالات العادية الخ.. والتي يمكن ان تصل خسارة المحصول (الحبوب نمودجا) باستعمالها الى 35 بالمائة من الانتاجية. والاهم من كل هذا كما جاء في التوصيات تشجيع الشركات الوطنية بالبلد.

في الواقع، يعكس تاريخ الآلات الزراعية في المغرب تطورا ملحوظا، حيث انتقل من الورش الحرفية المتواضعة في عهد الحماية الفرنسية إلى ظهور نظام بيئي حديث للتطور التكنولوجي في بداية الألفية الجديدة. كانت الورش الحرفية في هذا العهد، هي اللاعب الرئيسي في تصنيع وإصلاح المعدات الزراعية. وقد حافظت هذه الورش، التي كانت متركزة في مناطق زراعية رئيسية مثل الرباط والشاوية ومكناس، على طابعها الحرفي بعد الاستقلال، مع تقدم محدود في مجال التطور التكنولوجي والابتكار. مع ذلك، تغيرت الأمور جذريًا اعتبارًا من عام 2008، وكان إدخال الهندسة الحديثة وإنشاء نظام بيئي مخصص، بدعم من وزارة التجارة والصناعة، محفزين رئيسيين لهذا التحول. ثم تولى المسؤولية جيل جديد من المهندسين المغاربة، الذين أدركوا الأهمية الاستراتيجية للقطاع الفلاحي بالنسبة للاقتصاد الوطني.
سعت أوراش العمل الجديدة هذه إلى إقامة شراكات قوية مع المؤسسات الأكاديمية للاستفادة من خبراتها في مجال البحث والتطوير. وقد أدى هذا التعاون إلى ظهور شركات ناشئة جديدة متخصصة في الزراعة الذكية، واستغلال التقدم التكنولوجي مثل التصنيع الإضافي والذكاء الاصطناعي وجمع البيانات لتحسين الممارسات الزراعية. على الرغم من هذا التقدم، لا تزال التحديات قائمة. إن الحاجة إلى التعاون الوثيق بين وزارتي الفلاحة والصناعة أمر بالغ الأهمية لتعزيز النمو المستمر لهذا القطاع. ويمكن النظر في عقد برنامج لتحديد أهداف واضحة وإجراءات تحفيزية تهدف إلى دعم الابتكار في مجال الآلات الزراعية.
ومن خلال الاستثمار في البحث والتطوير وتشجيع التعاون بين مختلف الفاعلين في هذا القطاع، يمكن للمغرب تعزيز مكانته كقائد إقليمي في مجال الفلاحة الذكية والمستدامة.
د. الحسن اشباني مدير بحث سابق بالمعهد الوطني للبحث الزراعي و صحفي مهني
مقالات الكاتب ذات الصلة :
plane car – سيارات الطائرة- voiture avion- dr-achbani – Futur transport