المنبر الحر

مع د. حسناء الشريف الكتاني : ألم يأن الأوان لتكريم أبرز علماء عصره وأبرز علماء المغرب في علم الذرة والطاقة وهندسة البلازما على الإطلاق.

د. حسناء الشريف الكتاني

ألم يأن الأوان لأن نكرم عالمنا الذي شرف بلدنا ورفع رايته خفاقة ونفع الأجيال في عصره ومن بعده – على الأقل بعد مماته – !!!

الأستاذ الدكتور علي بن المنتصر الكتاني رحمه الله كان من أبرز علماء عصره وأبرز علماء المغرب في علم الذرة والطاقة وهندسة البلازما على الإطلاق.

وكما كنت قد ذكرت سابقا بأن والده العلامة المنتصر بالله رحمة الله عليه كان قد أمره بترك الديار الغربية وبضرورة العودة إلى عالمه الإسلامي ليساهم في نهضته ويفيد المسلمين بعلومه قائلا مقالته الشهيرة.

ولأن د.علي رحمه الله كان ابنا بارا، ترك كل مغريات الغرب ومزاياه وقد كان يتربع على عرش التدريس في مراكز الأبحاث الأمريكية في كبريات الجامعات وكانت طلبات العمل تتقاطر عليه من كل حدب وصوب.

ولأن المملكة العربية السعودية آنذاك كانت في أوج نهضتها، فقد استقطبته وأكرمته وهيأت له أفضل الفرص والمزايا لإكمال ما بدأه في أمريكا فأعطاها الكثير بل وكان له الفضل في تأسيس قسم الهندسة الكهربائية ومختبرا للبحث العلمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الشهيرة.

وقد كان نابغة زمانه، فقد حصل على درجة العالمية وهو لم يتجاوز 25 سنة، وانتقل إلى المملكة العربية السعودية وسنه 26 سنة…(قد نفصل في هذا لاحقا من خلال المقالات الصحفية).

كتبت صحيفة الندوة – التي كانت تصدر في مكة المكرمة – مقالا بتاريخ 1968/07/25م تحت عنوان:

دكتور مغربي في علم الذرة وأستاذ كرسي بجامعة بيتسبرغ الأمريكية،

يتحدث للندوة عن أحدث علم في عصرنا الحاضر.
إستغلال المياه الجوفية ومياه مشروع التحلية بالطاقة سيغيران وجه الجزيرة العربية إلى جنان ومزارع خضراء:

ثم كتبت الصحيفة كم يحتاج عالمنا اليوم لأمثال هؤلاء الشباب العلماء المؤمنين أولا برسالة دينهم في الحياة، والساعين ثانيا لخدمة العلم والحضارة…فكم حث الاسلام ديننا الخالد على العلم بل كم كان يؤكد فضل العلماء على غيرهم من العباد وكم كان يشجع المسلمين على التفكير والبحث في آلاء الله في الكون وفي السموات..وإنه لفخر لنا ونحن نقدم للقارئ الكريم اليوم الدكتور محمد علي بن محمد المنتصر الكتاني عالما مسلما من علماء المغرب الشقيق في الذرة، وشغل منصب أستاذ للمهندسين الخريجين من جامعة بيتسبرغ بأمريكا، وتريد أن تكسبه كبريات الجامعات في العالم للاستفادة من علومه، وإنه لفخر لنا أن يحدثنا في هذا التحقيق عالم من علماء الإسلام عن أحدث العلوم في مجال الذرة، وعن إمكانيةاستعمال الطاقة الذرية في الأغراض السلمية وعن مستقبل بلادنا الناهضة في هذا المجال الحيوي.”

وكتبت الصحيفة بالبند العريض عنوانا على لسان الأستاذ الدكتور الكتاني:
أنا مسلم وكل مسلم في هذا العالم يشده إلى مكة رباط وثيق من العقيدة والتاريخ.

كان والدي الدكتور الشهيد علي بن المنتصر الكتاني، رحمه الله تعالى، مغرما بالأندلس – بلد أجداده من الأمهات – يشعر بثقل أمانة إعادتها بلاد إسلام كما كانت، فلم يكن غرامه بجمال الإسبانيات، ولا بعذوبة الثقافة الأندلسية، ولا بالآثار والإبداعات المعمارية، ولا بالطرب الأندلسي الراقي فحسب، ولكن كان مشروعه حضاريا إسلاميا، وكان يرى أن روح تلك الحضارة التي انقطعت في بلاد الأندلس بعد عام 897هـ/ 1492م، كانت لها روح بها عاشت، وهي: الروح الإسلامية، ولا يمكن استرجاع تلك الحضارة إلا باسترجاع الإسلام واللغة العربية لتلك البلاد..

وكان يقدر الجهود العظيمة التي بذلها الأندلسيون من أجل الحفاظ على دينهم وهويتهم، بالرغم من محاكم التفتيش وويلاتها، وإحراق الآلاف من البشر والملايين من الكتب، وتزوير التاريخ، وفصل الأبناء عن أمهاتهم، والنساء عن أزواجهن، بالرغم من كل ذلك فقد بقيت شعلة إسلامية في قلوب (الإسبان)، كان يراعيها، ويعتبرها جديرة بالرعاية، ولذلك فقد كان يعتبر الأندلسيين مسلمين ولكنهم لا يعلمون…

قام والدي رحمه الله تعالى بجهود كبيرة من أجل الدعوة إلى الله في الأندلس، ومن أجل التعريف بالقضية الأندلسية، والتعريف بالحضارة والثقافة الأندلسية، والدفع لتسطير قوانين تعمل على الحفاظ عليها والاعتراف بها..

وكان من ضمن جهوده في ذلك الإطار مقالات ومحاضرات عديدة، باللغات العربية والإسبانية والإنجليزية، كان يلقيها في الداخل والخارج، وأبحاث كان يسطرها، واستجوابات صحفية، زيادة على أعماله الميدانية من إقامة المؤتمرات، وتأسيس الجمعيات، والمساعدة في ذلك، والتبشير بالقضية الأندلسية باعتبارها قضية إنسانية تضم الواقع الأندلسي، وكذلك الشتات الأندلسي في الخارج..

ومن بواكير الكتب التي ألفها في هذا المجال كتابه: “الصحوة الإسلامية في الأندلس: جذورها ومسارها“، هذا الكتاب القيم الذي دحض الشبه الكنسية التي تنص على أن العرب احتلوا شبه الجزيرة الإيبيرية، وأن (حروب الاسترداد) التي لم تكن إلا احتلالا قشتاليا للأندلس، طردت جميع العرب، وانتهت القضية بهذه السهولة…مبينا أن الأندلسيين أسلموا في أرضهم قبل الدخول الإسلامي الذي ما كان إلا انتصارا لثورة شعبية ضد الهيمنة الكاثوليكية والقوطية، وأن الطرد إنما كان احتلالا من جهة، تم من خلاله طمس حتى الثقافات والتنوع الطبيعي الداخلي في البلاد، ومن ناحية أخرى لم يتم طرد سوى نخبة المجتمع من تجار ومفكرين وعلماء وأثرياء، وبقي الشعب عرضة لحرب قذرة لم تراع فيهم إنسانية ولا بشرية، وبذلك يثبت أن غالبية أهل الأندلس المنصرين عنوة بقوا فيها ولم يخرجوا منها..

كما أنه يدرس الوجود الإسلامي في الأندلس وكيف بقي متصلا من قرن لقرن، إلى أن ظهرت الثورة الشعبية عام 1936 على يد الزعيم المسلم الشهيد، بلاس إنفانتي، والتي كان زعماؤها يصرحون بالجذور الإسلامية لهم ولثقافتهم، ثم تتبع الجمعيات والمؤسسات الإسلامية التي ظهرت في أواخر عصر الجنرال فرانكو، ثم بعد موته وانفتاح إسبانيا على الأديان، إلى عام 1992م، حيث ألف الدكتور الكتاني كتابه.

بلاس إنفانتي على يمين الصورة

الكتاب يعتبر وثيقة مهمة جدا، لا يستغنى عنها في التاريخ الأندلسي الإسلامي بعد سقوط غرناطة، وهو على صغر حجمه يعتبر في غاية الأهمية، وقد نشرته مؤسسة الأمة القطرية ضمن منشوراتها عام 1992، وهو أصل كتابه الكبير: “انبعاث الإسلام في الأندلس“. وهذا الكتاب “الصحوة الإسلامية في الأندلس”، جدير بأن يعاد طبعه، ويترجم للغات الحية، خاصة الإسبانية…

د. حسناء الشريف الكتاني– طبيبة متخصصة في تجميل الأسنان‎/ تخرجت من جامعة أردنية عام 1996، قبل أن تنال دكتوراه طب الأسنان بجامعة محمد الخامس بالرباط،

مقالات الكاتبة :

https://dr-achbani.com/نوابغ-علماء-العرب-والمسلمين-في-الرياض/

د. حسناء الشريف الكتاني : الدارجة بدل العربية dr-achbani.com

من يحارب العربية فإنما يستهدف الإسلام بعينه + dr-achbani.com

د.حسناء ش الكتاني: وبيت المقدس، كي لا ننسى ن dr-achbani.com

لدكتورة حسناء الشريف الكتاني : أمي من مثل أمي dr-achbani.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE