المنبر الحر

وعيٌ يتكلم من بين الركام: أسئلة المصير العربي في مرحلة التشكل العالمي. الجزء الثاني

د. الحسـن اشباني

حين جلستُ أتابع الجزء الثاني من حوار الأستاذ وضاح خنفر، وجدتني لا أستمع فقط إلى رجل يفكك الواقع السياسي للعالم الإسلامي، بل إلى ضمير حيّ يصرّ على أن يوقظ فينا ما خفت أو غُيّب من أسئلة كنا نظنها بديهية، أو ربما هربنا من طرحها أصلًا. بدأ اللقاء بسؤال يطرق جدران الصمت في عالمنا العربي: متى يجب أن يغادر القائد؟ ليست المسألة في الكرسي فحسب، بل في أثر القائد ومصير الأمة بعده. يروي خنفر قصة نيلسون مانديلا لا ليعظ، بل ليذكّرنا بأن العظمة لا تُقاس بطول البقاء، بل بذكاء الرحيل في وقته، وبمن يخلفك بعدك. كم من قائد بدأ واعدًا ثم اختُزل المشروع كله في صورته، حتى صار غيابه فراغًا مرعبًا بدل أن يكون تجديدًا.

لكن الحديث لم يتوقف هناك. غزة كانت حاضرة، لا كخبرٍ عابر، بل كجرح مفتوح في قلب الضمير العالمي. تساءل خنفر بحرقة الإنسان والمثقف في آنٍ: أين نحن مما يحدث؟ لماذا صمتت العواصم العربية بينما تهتف شوارع الغرب لفلسطين؟ ليس المطلوب خطابًا ناريًّا، بل موقفًا يُشعر غزة أنها ليست وحدها، وأن نكبتها ليست قدرًا معزولًا بل مرآة لهواننا العام.

ثم جاء الحديث عن تركيا، والفصام بين ماضيها العثماني وحاضرها العلماني، وعن الحاجة لتجاوز هذا الانقسام لا بعاطفة الحنين، بل بوعي العصر. والحق أن خنفر لا ينحاز للعاطفة وحدها ولا للعقل البارد، بل يبحث دومًا عن الجسر الواصل بينهما.

وفي خضم تحولات العالم، من الصين الصاعدة إلى أمريكا المتراجعة، دعا خنفر إلى أن لا نكون وقودًا في صراع العمالقة، بل طرفًا فاعلًا يؤسس مركزًا جيوسياسيًّا إسلاميًّا مستقلًّا. لا بد من مشروع جامع، لا شعارات متفرقة، ولا وعود خادعة.

ربما ما يميّز هذا الحوار أنه لا يكتفي بالتشخيص، بل يدعونا جميعًا إلى صياغة المخرج… إلى أن نتجاوز الدولة القُطرية نحو فضاء عربي-إسلامي متكامل، لا يُسقط الحدود، بل يتخطّاها نحو المصالح المشتركة، والكرامة الجماعية. هذا الحوار ليس مجرد تحليلات، بل نداء نهضوي ناضج، فيه من حرارة القلب بقدر ما فيه من بصيرة العقل. هذا حوار يلمس شيئًا عميقًا في الداخل… لا يُقرأ فحسب، بل يُحسّ. يدفعك بلطف للتفكير، وكأنك تعيد اكتشاف بعض ما غاب عنك، وربما تجد فيه ما يحثك على أن تبدأ من جديد، ولكن من ذاتك هذه المرة. د. الحسن اشباني

———————————————————-

الجزء الثاني من الحوار

من الأسئلة التي وردتنا أيضًا سؤالٌ شديد الأهمية، يقول:

متى يجب على القائد العظيم أن ينسحب من المشهد السياسي، كما فعل نيلسون مانديلا؟ وكيف يمكن لهذا الانسحاب أن يحمي مشروع الأمة من الانهيار أو الانزلاق إلى صراعات؟

سؤال جوهري. وأبدأ بالإجابة عليه من خلال تجربة شخصية عايشتها. لقد أُتيحت لي، بحمد الله، فرصة اللقاء بعدد كبير من القادة والزعماء في أنحاء مختلفة من العالم، سياسيين ومفكرين ومثقفين كبار، ومنهم من بقي في الذاكرة، ومنهم من سقط عنها.

يجب أن نؤسّس مشروعًا تكامليًّا بين الدول الإسلامية والعربية: يُحافظ على السيادة الوطنية، ولكن يُفتح فيها المجال أمام الاقتصاد المشترك، والعلم المشترك، والجامعات العابرة للحدود، والأسواق الموحدة، وتدفق البشر والموارد والأفكار. نعم، لن نُسقط الأعلام، ولن نُلغي الجوازات، لكننا نستطيع أن نُعيد صياغة العلاقات بمنظور حضاري جامع، يجعلنا أقوياء، مستقلين، شركاء في صياغة المستقبل.

عشت في جنوب إفريقيا ثماني سنوات، ورأيت بأم عيني كيف قاد نيلسون مانديلا مرحلة الانتقال الديمقراطي، وكيف اختار أن ينسحب من الحكم وهو في قمة شعبيته، بعد أربع سنوات فقط. لم يتشبث، لم يتعلّق بالكرسي، بل أدرك أن دوره قد اكتمل، وأن البلاد تحتاج إلى تداول سلمي للسلطة، فانسحب وهو مرفوع الرأس. لكن ليس كل القادة يملكون هذه القدرة. أذكر أنني جلستُ ذات مرة مع أحد القادة العرب — ما يزال حيًّا، ولن أذكر اسمه — وكان قد قال لي في بداية الستين من عمره: حين أبلغ الستين، سأغادر العمل السياسي، فقد أديت رسالتي.”

لكن المفارقة أنه بقي في منصبه حتى تجاوز السبعين، وما زال ممسكًا بزمام الأمور حتى اليوم. لماذا؟ لأن السلطة، حين تلتصق بالنفس، تخلق حالة من “الإدمان الوجودي”، ويبدأ السياسي يشعر وكأنه باقٍ إلى الأبد. السلطة تغيّر الإنسان، وتؤثر على نفسيته، فتجعله يظن أنه فوق الجميع، وأنه وحده القادر على الإنقاذ، ولو كان الواقع يكذّب ذلك. وهنا مكمن الخطر. القائد الراشد هو الذي يعرف متى ينصرف، ويخرج من الباب الكبير، لا أن يُطرد من نافذة الثورة أو الفشل. الانسحاب يجب أن يكون من موقع القوة، لا من موقع الانكسار. ويجب أن يُرافقه إعدادٌ حقيقيٌّ لمن يخلفه.

لكن للأسف، كثير من القادة لا يُعدّون خلفاء، بل يخشون كل من حولهم. يخافون من رقم “2”، فيحيطون أنفسهم بالضعفاء، حتى لا يُنافسهم أحد. وهنا يبدأ الانحدار، وتضيع المؤسسات، ويُختزل المشروع في شخصٍ واحد. لذلك، فإن الانسحاب الرشيد ليس فقط قرارًا شخصيًّا، بل مسؤولية أخلاقية واستراتيجية، من أجل صيانة المشروع، وحماية الأمة من الفراغ، ومن الدخول في دوّامة من الاضطراب والفوضى. ومن ثم، فالعودة إلى الأمة -إلى الناس- هي السبيل الأمثل لاختيار القائد، وتحديد توقيت خروجه، لا أن يُترك الأمر لهواه، أو لمجموعة مستفيدين من بقائه.

ومن الأسئلة التي طرحها الإخوة سؤال مهم يقول:

لماذا نقيّم أثر القائد بعد وفاته؟ ولماذا لا نحكم عليه أثناء حياته؟

وأقول: لأن أثر القائد لا يكتمل إلا بعد أن تنتهي تجربته كاملة، وتنقضي الظروف التي كان يتحرك فيها. في لحظة ما، قد يبدو القائد عظيمًا، ثم تنكشف هشاشة مشروعه حين تتغير الأحوال أو تضعف الدولة التي تركها وراءه. أو قد يبدأ بداية مضطربة، ثم تنضج تجربته، ويصقلها الزمن، فيترك إرثًا محترمًا، لا يُرى إلا في نهايته. وهنا يُفهم قول من قال: “لاتقتد الا بمن قد مات، فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة (الحي عرضة للزلل والانحراف والتغير،)” الاقتداء يختلف عن التفاعل. التفاعل السياسي -من نقد، ونصح، ومحاسبة- أمرٌ مشروع، بل واجب. لكن أن تتخذ من شخص حي قدوةً نهائية، وتبني عليه مشروعك، وأنت لا تعلم كيف سينتهي أمره، فذلك تسرّع. وفي هذا السياق، نتذكر قول النبي ﷺ: “سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمامٍ جائرٍ، فأمره ونهاه، فقتله.” هذا التفاعل -الموقف، الكلمة، الشهادة، الصدع بالحق- هو ما تبقى لنا حين تعجز المؤسسات وتغيب الشفافية.

ثم سألنا أحد الإخوة الأفاضل:
ما الدور الواجب علينا اليوم تجاه غزة، وهم يُواجهون التهجير، والقصف، والحصار؟

الجواب: أن نقف موقف الرجال. ما يجري في غزة ليس حدثًا عابرًا، ولا معركة حدودية. إنها لحظة مصيرية، ستُسأل عنها الأجيال، وسيسألنا عنها الله والتاريخ. حين نقرأ عن سقوط القدس في الحروب الصليبية، كنا نسأل: أين كان المسلمون؟ كيف سُفكت الدماء؟ ولماذا صمتت الأمة؟ اليوم، المشهد يُعرض علينا بثًا حيًّا، لا نحتاج أن ننتظر أخبارًا من قوافل الحجيج أو من مراسلات الجند. نرى المأساة أمام أعيننا، لحظةً بلحظة، ووجوه الأطفال والشيوخ، والدمار، والحصار، لا تُخفى على أحد. والمفارقة أن نرى مظاهرات في بريطانيا، وهولندا، وأمريكا، تخرج دعمًا لغزة، بينما عواصمنا العربية والإسلامية صامتة، أو معتادة، أو مطبّعة. فنسأل: أين الخلل؟ ولماذا هذا التبلّد؟

الجواب الحقيقي -المؤلم- هو أن هناك خللًا جوهريًّا في بنيتنا السياسية والثقافية والاستراتيجية، وهذا هو ما نحاول الإجابة عنه في هذا البرنامج. غزة لا تحتاج منّا شعارات، بل تحتاج مواقف: تحتاج أن نضغط على الأنظمة، وأن نُحرّك المؤسسات، وأن نُعيد بناء وعي الأمة، وأن نربط بين الذل الذي تعانيه غزة، والذل الذي يعيشه مليار ونصف المليار مسلم. فالذل واحد، والهزيمة جماعية. والسكوت ليس حيادًا، بل مشاركة في الجريمة.

من الأسئلة التي طرحها بعض الإخوة، وكان ضمن التعليقات السياسية التي بدأنا بالدخول فيها:

هل يمكن لتركيا أن تتصالح مع ماضيها الإسلامي؟ وأن تتجه نحو الشريعة وتبتعد عن الناتو والعلمانية؟

وجوابي باختصار: لا أعتقد أن تركيا، في هذا التوقيت الجيوسياسي، ستنسحب من حلف الناتو. لماذا؟ لأن الواقع الجيوسياسي المعقّد لا يسمح بذلك حاليًا، وتركيا -كما هو ظاهر – تمارس مناورة استراتيجية ذكية، تحاول من خلالها أن تتموقع بين عالمين: عالم الغرب، الذي تراجعت فيه الهيمنة الأمريكية تدريجيًّا، وعالم الشرق، حيث تصعد روسيا والصين لتشكيل نظام جديد. تركيا ليست في موقع يسمح لها بكسر روابطها مع الناتو، لكنها تحاول أن تستثمر وضعها كجسر بين القوتين، وهو تموضع استراتيجي يمنحها هامش مناورة كبيرًا، يمكن أن يخدم مصالحها في السنوات القادمة. أما عن تصالح تركيا مع ماضيها الإسلامي، فأعتقد أنّ تركيا، خلال العقدين الأخيرين، بدأت بالفعل في إيقاف القطيعة التي نشأت منذ تأسيس الجمهورية عام 1923. هذه القطيعة مع التراث الإسلامي -التي فرضها التيار الكمالي بشدة- كانت أشبه بجدار عازل بين الشعب التركي وهويته الحضارية.

لكن شيئًا فشيئًا، بدأنا نرى عودة رمزية ومعنوية للرموز التاريخية العثمانية، وعودة للخطاب الذي يستلهم تاريخ الدولة الإسلامية العثمانية، وإن كان ذلك لا يسير بالسرعة التي يتمناها البعض، ولا بالكمال المنشود. ومع ذلك، من الإنصاف القول إن تركيا، اليوم، في طريق العودة إلى روحها الحضارية، حتى وإن لم تَعُد بعد إلى تفاصيل مشروعها الإسلامي الكامل. فالمصالحة مع الماضي لا تعني إلغاء الحاضر، بل تعني فهم الذات، واستئناف المسار الحضاري المقطوع، لكن بوعي العصر لا بجموده. ولعلّ التجربة التركية تصلح لأن تكون نموذجًا لدراسة كيفية تجاوز الفصام التاريخي، وكيف يمكن لأمةٍ أن تتصالح مع تراثها دون أن تنسخ ماضيها، ودون أن تتنكر لضرورات حاضرها الجيوسياسي المعقد.

ورد سؤال آخر من أحد الإخوة المهتمين بالدراسات الاستراتيجية:

هل يمكن لمن يدرس مجال الدراسات الاستراتيجية والأمنية أن يتخصص بعمق في الفلسفة والفكر الإسلامي، أكاديميًّا وبحثيًّا؟

وأقول لك: بل هو واجب لا مجرد إمكانية. بل إن أحد أهم أسباب الإخفاقات التي وقعت فيها النخب السياسية والفكرية في عالمنا الإسلامي هو ذلك الانفصام الخطير بين “التحليل الاستراتيجي” و”الرؤية الحضارية”. فغالب من يتخصصون في الاستراتيجيا ينشغلون بالمدارس الغربية، ويغفلون عن المرجعيات الإسلامية، بينما المشتغلون بالفكر الإسلامي يغرقون في التاريخ والتراث، بعيدًا عن معطيات الواقع وآلياته. وهذا الانفصال أضعف الطرفين. إننا في أمس الحاجة إلى عقل استراتيجي حضاري، لا يكتفي بتكرار نماذج الغرب، ولا يعيش أسير الماضي، بل يجمع بين عمق الفهم الحضاري ومنهج التحليل الواقعي، بين المرجعية الإسلامية والمنظور الدولي. في العالم المعاصر، كل أمة ناجحة تملك رؤية استراتيجية كبرى -Grand Strategy- تعرف من خلالها: إلى أين تتجه؟، وما الذي تريده من اقتصادها، وأمنها، وتعليمها، وإعلامها، وما الذي يجب أن تُهيّئه من بنى تحتية وقوانين وتحالفات؟.

أما نحن، فغالبًا ما نتعامل مع السياسة بالتجزئة، بقرارات لحظية، بلا خريطة، بلا مقصد نهائي. كمن يكدّس الحجارة لبناء بيت، دون أن يرسم خارطة أو يُحدّد تصميمًا. ولهذا، فإن كل من يعمل في ميدان الدراسات الاستراتيجية يجب أن يتعمّق أيضًا في الفلسفة الإسلامية، والرؤية الكلية للوجود والإنسان والمجتمع كما يُصوغها الإسلام. فهذا التأسيس الفلسفي هو ما يمنح التحليل السياسي والمعرفي منهجه، ومعياره، ووجهته الأخلاقية.

وقد طرحتُ في إحدى الحلقات مفهوم الاستراتيجية الكبرى، وأوضحت أن أي دولة لا تصوغ استراتيجيتها العليا بوضوح، لن تستطيع أن تجعل من اقتصادها، وأمنها، وثقافتها، وتعليمها، وإعلامها، أدوات تخدم هدفًا واحدًا. بل سيعمل بعضها ضد بعض، وتدخل في دوامة فوضى كما يحدث الآن في عدد من دولنا. لهذا، فإن التكامل بين الفكر الاستراتيجي والفكر الإسلامي ضرورة حضارية، وليست مجرد رفاهية أكاديمية. والأمة لن تنهض إلا بوجود من يُجيد هذا المزج، ويُبدع في هذا الجمع، ويعيد تشكيل الوعي العام على أساس رؤية ربانية شاملة للعالم.

جاء سؤال من الأستاذ ما أبو عبد الله، يقول فيه:

لماذا رجّحتَ أن آثار النظام الدولي الجديد لن تظهر إلا بعد خمس إلى عشر سنوات؟

هذا سؤال دقيق، والإجابة عليه تتطلب فهمًا عميقًا لتاريخ تشكُّل النُّظُم العالمية. فالنظام الدولي لا يتغيّر بين عشية وضحاها، بل يتبدّل عبر أجيال متعاقبة. عادةً ما كانت النُّظُم السابقة تعيش ما بين 80 إلى 120 سنة، أي ما يعادل ثلاث أو أربع أجيال كاملة. لكنّ التحوّلات الأخيرة جعلتني أقول إن المدى الزمني لتشكُّل نظام جديد سيكون أقصر من ذلك، لأن مفهوم “الجيل” نفسه تغيّر.

في السابق، كان الجيل يُحسب بيولوجيًّا: أربعون سنة تقريبًا، تتغير فيها طبائع المجتمعات وطرائق تفكيرها. أما اليوم، فقد أصبحنا أمام “أجيال معرفية وتقنية”، تُحدَّد ليس فقط بالعمر، بل بنوعية البيئة التكنولوجية التي ينشأ فيها الإنسان. جيل الإنترنت -مثلًا- يفكر بطريقة مختلفة عن جيل الإذاعة أو الصحيفة، وجيل الذكاء الاصطناعي اليوم يعيش في عالم يختلف جذريًّا عن العالم الذي نشأنا فيه نحن، جيلٌ يرى العالم بلغة الشاشات، ويعيش في فضاءات متداخلة، لم تعد تفصل بين المحلي والعالمي. لذا، أصبحت دورات التحوّل التاريخي أسرع، وكل جيل يستوعب العالم بطريقة مختلفة، ويُنتج نماذجه وخطابه الخاص، في فترات لا تتجاوز 15 إلى 20 سنة. ولهذا، قلت إننا سنشهد خلال خمس إلى عشر سنوات قادمة تشكّلًا ملامحه بدأت بالفعل: أفول الهيمنة الغربية الأحادية، وتصاعد الصين كقطب اقتصادي وتقني، واضطراب مراكز القوة العسكرية، وعودة التكتلات الإقليمية (مثل آسيان، وبريكس، وغيرها)، وانكشاف هشاشة أدوات النظام الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.

الاستعمار الجديد : الدولة تُترك شكليًّا مستقلّة، لكن قرارها مُعلّق بالخارج، ومواردها تحت تصرّف “الحليف”، ونُخبها مختارة بعناية لتدور في فلك المركز. فيها يعيش الإنسان تحت وهم الاستقلال، بينما هو أسير لمنظومة استعمارية غير مرئية

لكن، هل يعني ذلك أن الصين ستظل على قمة النظام الدولي قرونًا طويلة، كما حصل مع الإمبراطوريات السابقة؟ لا أعتقد ذلك. الصين تواجه تحديات بنيوية عميقة: أزمة ديموغرافية خانقة قادمة، بسبب سياسة الطفل الواحد، وتفاوت شديد بين سواحلها الثرية ومناطقها الداخلية الفقيرة، وتهديدات مناخية حقيقية قد تؤثر على مدنها الساحلية الكبرى. ولذلك، أُرجّح أن الصين، وإن صعدت إلى القمة، فإنها لن تبقى عليها طويلاً. قد تستمر لعشرين سنة في ذروة القوة، لكنها لن تخلد.

أما الولايات المتحدة، فرغم تراجعها، فإنها ليست في طريق الانهيار السريع. فهي دولة قارة، محاطة بالمحيطات، لا تواجه تهديدات وجودية مباشرة، ويمكنها أن تعيش في عزلة نسبية إذا ما احتاجت. الذي يتغيّر اليوم، إذًا، ليس فقط مراكز القوة، بل شكل النظام الدولي ذاته. وهذا ما يجب أن نرصده، ونتأهب له، ونستعد لتشكيل موقعنا فيه، لا أن نبقى مجرد مفعول به في لعبة الكبار.

جاء سؤال مهم في ختام الحلقة، يقول:

إذا كانت دول مثل فيتنام والجزائر قد نالت استقلالها في ظروف استعمارية قاسية، فكيف نفهم اليوم عجز الشعوب رغم تحسّن الوعي وارتفاع مستوى المعيشة؟

سؤال عميق، والإجابة عليه تتطلب أن نفرّق بين أشكال الاستعمار، قديمها وحديثها. الاستعمار القديم كان واضحًا: جيوشٌ تحتل، أعلامٌ تُنزل، شعوبٌ تُستعبد، وخيراتٌ تُنهب، وكل ذلك تحت عنوان مباشر: نحن نُهيمن بالقوة.” لكن اليوم، نحن أمام استعمار من نوع آخر، أكثر ذكاءً، أقل تكلفة، وأكثر فعالية. الولايات المتحدة -بعد تجربتها المُكلفة في فيتنام- أعادت التفكير. لماذا ترسل الجيوش؟ لماذا تخسر أرواحًا وموازنات ضخمة، بينما تستطيع أن تُهيمن عن بُعد؟ اليوم، يُدار العالم النامي -وفي مقدّمته عالمنا العربي والإسلامي- عبر أدوات ناعمة ولكن فعّالة:

  • التحكم بالنخب السياسية،
  • السيطرة على الاقتصاد،
  • اختراق التعليم والإعلام،
  • الربط بالمؤسسات المالية الدولية،
  • التحكم بموارد التكنولوجيا،
  • وصناعة “التحالفات الاستراتيجية” التي ليست سوى أشكال جديدة من التبعية.

إننا اليوم نعيش في زمن يتّسم بانعدام الثوابت، وتشظي المعاني، وتبدّل المفاهيم. تسميات الأشياء تتغيّر، وهُويات الناس تُفرغ، والمرجعيات تُمسخ، كل شيء يتحوّل إلى تدفّق سريع: الأخبار، والقيم، والعلاقات، والمعرفة، وحتى الأخلاق. هذا هو عصر السيولة. وهو خطر كبير -لا سيما على الأجيال الشابة- لأنه يُذيب الثبات، ويفكك البوصلة الأخلاقية والمعرفية

الدولة تُترك شكليًّا مستقلّة، لكن قرارها مُعلّق بالخارج، ومواردها تحت تصرّف “الحليف”، ونُخبها مختارة بعناية لتدور في فلك المركز. وهكذا، يعيش الإنسان تحت وهم الاستقلال، بينما هو أسير لمنظومة استعمارية غير مرئية. المطلوب اليوم ليس فقط أن “نُطرد المحتل”، بل أن نُفكّك هذه المنظومة المحكمة من التبعية الاقتصادية والسياسية والثقافية، وأن نُعيد بناء الإرادة الذاتية، والمؤسسات السيادية، والرؤية المستقلة. لذا، فإن المقاومة اليوم لم تعد بالسلاح فقط، بل بالاقتصاد، والعلم، والتقنية، والسيادة على البيانات، والتحكم في الغذاء والطاقة، وبناء التحالفات الإقليمية التي تُحصّن القرار الوطني. إنه استعمار جديد بأدوات تكنولوجية ومؤسسات مالية وعقول ناعمة، ولا سبيل للخلاص منه إلا بمشروع متكامل، يبدأ من الوعي، وينتهي بالتحرر الفعلي من التبعية في جميع المجالات.

حين يجتمع الكبار -كالصين وروسيا وأمريكا وأوروبا- لصياغة مستقبل العالم، فهل لنا مكان بينهم؟ هل نظل متفرقين نستجدي الحماية؟ أم نملك الشجاعة لبناء مركز جيوسياسي إسلامي مستقل يتحدث بلغة المصالح ويجلس معهم كشريك لا كتابع؟ اللحظة تاريخية، ولن ننتصر دون مشروع واضح، وعزيمة، ووعي.

أحد الإخوة طرح سؤالًا شديد الذكاء، يقول فيه:

نلاحظ تشابهًا بين واقع القوى الكبرى اليوم، المنقسمة بين الشرق والغرب، وبين زمن بعثة النبي ﷺ حين انقسم العالم بين الروم والفرس. فهل يمكن أن نعتبر هذه اللحظة فرصة لبروز قوة جديدة؟

والجواب: نعم، وألف نعم. التاريخ يُعيد نفسه، لا في التفاصيل، بل في القوانين. وقد أشار القرآن الكريم إلى لحظة تاريخية شبيهة، حين قال تعالى في سورة الروم: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾. هذه الآية كانت تشير إلى انكسار دولة الروم ثم انتصارها لاحقًا، لكن في تلك “السنوات القلائل” التي تذبذب فيها ميزان القوة، حدثت أعظم لحظة في تاريخ البشرية: بعثة محمد ﷺ، وانطلاق دعوة الإسلام.

فبينما كانت الإمبراطوريتان العظيمتان -الروم والفرس- في حالة إنهاك وصراع، نشأ في زاوية من الجزيرة العربية مشروع حضاري جديد، انطلق من رحم التوحيد، ليبني أمةً تخترق الجغرافيا والتاريخ، وتؤسس نموذجًا ثالثًا في مقابل صراع القوتين. واليوم، ونحن نعيش لحظة تفكك وارتباك في بنية النظام الدولي، بين معسكر غربي مأزوم، ومعسكر شرقي صاعد، فإن الفرصة سانحة -لا لكي نكون طرفًا تابعًا في هذا الصراع- بل لكي نؤسس مركزًا جيوسياسيًّا ثالثًا، نابعًا من مصالحنا وقيمنا ورؤيتنا للعالم. لكن بشرط: أن لا ندخل هذا الصراع كدول قطرية متفرقة، ضعيفة، فاقدة للسيادة، بل كمشروع تكاملي، تلتقي فيه إرادات الشعوب، وتنسجم فيه السياسات، وتتضافر فيه الإمكانات. نريد أن نكون طرفًا في صياغة النظام الدولي الجديد، لا أن نُترك على الهامش، أو نكون وقودًا لصراع الآخرين.

إذا جلس الكبار -الصين، وروسيا، وأمريكا، والاتحاد الأوروبي- على طاولة تشكيل العالم، فمن سيجلس منّا؟ هل سنبقى متفرقين، كل دولة تتوسّل حماية عاصمة ما؟ أم نملك الجرأة لبناء مركز جيوسياسي إسلامي متكامل، يقف على أقدامه، ويتكلم بلغة المصالح، ويجلس مع الكبار كشريك، لا كملحق؟ نعم، نحن نعيش لحظة تاريخية شبيهة بلحظة القرن السابع الميلادي، لكننا لن ننتصر إلا إذا امتلكنا المشروع، والعزم، والوعي.

سأل أحد الإخوة الكرام سؤالًا شديد الأهمية، يقول:

هل يمكن للدول الإسلامية الخارجة من حروب طاحنة، مثل السودان، أفغانستان، سوريا، اليمن، العراق، الصومال، وغزة، أن تؤسس منظمات اقتصادية مشتركة تتجاوز الاستقطاب العربي والدولي والعقوبات؟

والجواب الواقعي هو: نعم، يمكن. ولكن بشروط دقيقة. فالدول الخارجة من النزاعات لا تبدأ بالتحالفات الكبرى، بل تبدأ من خطوات بسيطة وواقعية، من بناء شبكات مصالح مشتركة، من اتفاقيات تجارية، ثم تنتقل إلى التنسيق السياسي، فالأمني، فالثقافي، وهكذا تُبنى اللبنات الأولى لأي مشروع تكاملي. لا يمكن أن نطلب من دولة مدمّرة أن تتصدر مشروع وحدة إسلامية شامل، لكن يمكنها أن تدخل في دوائر تعاون مرنة، تبدأ من الاقتصاد، وتتوسع تدريجيًّا نحو بقية المجالات. وهنا، تبرز أهمية “قلب المنطقة”: العراق، بلاد الشام، تركيا، الخليج، مصر.
هذه الدول -بما تملكه من ثقل بشري، واقتصادي، وثقافي- قادرة على أن تؤسس “نواة صلبة” لمشروع تكاملي جديد. ثم تأتي الدول الخارجة من الحروب لتنخرط فيه، شيئًا فشيئًا، لا بوصفها عبئًا، بل بوصفها فرصة استثمار، وموطنًا للطاقة البشرية، والتجديد، والمشروعات المشتركة. على سبيل المثال، أفغانستان -التي غالبًا ما تُختزل في خطاب الحرب- تملك كنوزًا من المعادن النادرة، وموقعًا استراتيجيًّا بالغ الأهمية. الصين تدرك ذلك، وتحاول أن تدخل عليها بكل ثقلها، لكن الأفغان يقولون بوضوح: “نحن لم نطرد الأمريكان لنقع في استعمار صيني جديد.” فلماذا لا نكون نحن -أبناء الأمة الإسلامية- من يستثمر هذه الإمكانيات؟ لماذا لا نؤسس صيغًا جديدة من التعاون، نُموّل بها مشروعات التعدين، والبنية التحتية، واللوجستيات، ونخلق بها فرص العمل، والدخل، والتكامل؟ كذلك مشروع الربط بين تركيا والعراق عبر الموانئ والسكك الحديدية، يمكن أن يكون نموذجًا أوليًّا لمشروعات شراكة عابرة للحدود، تمكّن من بناء سلسلة توريد متكاملة، وتُعيد وصل ما انقطع بين أجزاء الأمة. ثم نصل إلى مرحلة تكامل جامعات، تكامل مراكز أبحاث، تكامل صناعي، ومصرفي، وتكنولوجي. مثل هذا المشروع لن يُلغِ الدولة القطرية، بل سيجعلها أكثر قوة واستقرارًا. فليس المطلوب الآن أن نُسقط الأنظمة، بل أن نُعيد صياغة علاقاتنا داخل الفضاء الإسلامي والعربي، بناءً على المصالح العميقة والمصير المشترك.

جاء سؤال آخر يقول:

في حلقة سابقة تحدثتم عن عصر السيولة… فهل تدعون إلى هذا النمط من التفكير؟ أم ترون فيه خطرًا؟

وجوابي واضح: أنا لا أدعو إلى عصر السيولة، بل أُحذر منه. حين تحدثت عن السيولة، كنت أصف واقعًا نعيشه، لا أروّج له.
إننا اليوم نعيش في زمن يتّسم بانعدام الثوابت، وتشظي المعاني، وتبدّل المفاهيم. تسميات الأشياء تتغيّر، وهُويات الناس تُفرغ، والمرجعيات تُمسخ، كل شيء يتحوّل إلى تدفّق سريع: الأخبار، والقيم، والعلاقات، والمعرفة، وحتى الأخلاق. هذا هو عصر السيولة. وهو خطر كبير -لا سيما على الأجيال الشابة- لأنه يُذيب الثبات، ويفكك البوصلة الأخلاقية والمعرفية. وفي غمرة هذا الانهيار القيمي، تبرز الحاجة إلى مرجعية راسخة، إلى “جبل ثابت” لا تطيح به الرياح. وفي نظري، لا يوجد جبل أثبت من القرآن الكريم. فهو التنزيل المحفوظ، الخالد، الذي لا يتبدّل مع الزمان، ولا يفسده التغيّر، ولا تمسخه الحداثة. لكن لا يكفي أن نتمسّك بالقرآن بوصفه نصًّا… بل يجب أن نُفعّله كرؤية حضارية، ومرجعية تحليل، ومصدر لتكوين الوعي. وهنا، تكمن الحاجة إلى خطاب جديد: خطاب يتعامل مع الجيل بلغة عصره، ويُدرك مصطلحاته، ومخاوفه، وتحدياته، ولا يُغرقه في الماضي، ولا يتركه أسير الحاضر، بل يُرشده نحو المستقبل.

وقد دعوت مرارًا إلى أن يجتمع في هذا الجهد علماء الشريعة، وعلماء النفس، والاجتماع، والتربية، والتقنية، لأن هذا الجيل لن يتفاعل مع الخطاب التقليدي المكرور، بل يحتاج إلى خطاب يتماهى مع تجربته النفسية والاجتماعية، ويتجاوز النمطية والجمود. ونصيحتي هنا، لكل شاب وفتاة في زمن السيولة: عودوا إلى الكتاب. القراءة ليست ترفًا، بل خلاص. ابدأوا بالقراءة، ولو بروايات أدبية راقية، كأعمال ديستوفسكي مثل “الجريمة والعقاب” و”الأخوة كارامازوف”، فهذه ليست مجرد حكايات، بل رحلات في النفس البشرية، تفتح أبوابًا على الفلسفة، وعلم النفس، والأخلاق. الكتاب سيمنحكم “التركيز”، “العمق”، و”الاستقلال”، ويُحصّنكم من سيل المعاني السطحية التي تروّج لها وسائل التواصل. فإن أردتم أن تتميزوا في عصركم، فابدؤوا من هنا.

من الأسئلة الختامية، التي تعبر عن وعي دقيق، سؤالٌ يقول:

إذا كانت الدولة القُطرية التي نعيش تحتها اليوم هي من إنتاج الاستعمار، وكانت سببًا رئيسًا في تراجعنا الحضاري، فما موقفنا منها؟ وما موقعها في أي مشروع مستقبلي؟

سؤال في غاية الأهمية، والإجابة عنه تحتاج إلى التوازن بين الواقعية السياسية والرؤية الحضارية. ببساطة، نحن لا نستطيع هدم الدولة القطرية. ذلك لأن أي هدم عشوائي سيقودنا إلى حروب أهلية، وفوضى مدمّرة، خصوصًا في ظل ما تعيشه مجتمعاتنا من هشاشة، واستقطاب، وفراغ فكري. لكننا في الوقت ذاته لا يمكن أن نقبل بهذه الدولة القُطرية بوصفها سقفًا لطموحاتنا. فهي -كما صُممت أصلًا- لم تكن مشروعًا تاريخيًّا، ولا رؤية حضارية. بل كانت دولة مصطنعة، مغلقة، تُغذّي التشرذم، وتُعادي كل مشروع وحدوي. والحل الذي أراه، هو أن نتجاوز حدود هذه الدولة دون أن نهدمها.

كيف؟ بأن نؤسّس مشروعًا تكامليًّا بين الدول الإسلامية والعربية: يُحافظ على السيادة الوطنية، ولكن يُفتح فيها المجال أمام الاقتصاد المشترك، والعلم المشترك، والجامعات العابرة للحدود، والأسواق الموحدة، وتدفق البشر والموارد والأفكار. نعم، لن نُسقط الأعلام، ولن نُلغي الجوازات، لكننا نستطيع أن نُعيد صياغة العلاقات بمنظور حضاري جامع، يجعلنا أقوياء، مستقلين، شركاء في صياغة المستقبل. فالدولة القُطرية، إذا بقيت على حالها، ستصبح عبئًا على الأمة، أما إذا دخلت في مشروع تكاملي حضاري، فستصبح جزءًا من الحل، لا أصلًا للمشكلة. ولن تُستعاد الخلافة -أو روحها الجامعة بالأحرى- من خلال تقليد شكلها التاريخي، بل من خلال إحياء وظيفتها التوحيدية بروح العصر، وبلغة المؤسسات، لا بالشعارات. فلننطلق من الممكن، ولنُحوّله إلى أساسٍ للنهضة، دون أن نظلّ أسرى المستحيل، أو أسرى الحنين العاطفي الذي يعجز عن البناء الواقعي.

ختامًا، أقول: لقد حاولت في هذه الحلقات أن أقدّم قراءة استراتيجية لواقعنا، بعيونٍ ترى العالم كما هو، لا كما نتمناه، وأن أستخرج من وعينا الإسلامي أداة تحليل، ومن إرثنا الحضاري بوصلات اتجاه، لا أطلب منكم أن تتفقوا معي في كل فكرة، بل أرجو أن يكون هذا الجهد منبهًا ومحفزًا للفكر، محفزًا للتكامل، وبدايةً لحوار أعمق حول نهضتنا الجماعية. جزاكم الله خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تفريغ هذا الحوار لم يكن مجرّد نقل من صوت إلى كلمات، بل محاولة صادقة لإتاحته لمن يهمّه الفهم والتأمل. صغته نصًا يُقرأ بهدوء، وبأسلوب يناسب الجميع، دون تكلّف، ولا إخلال بالمعنى. وما دفعني إلى نشره، إلا رجاء أن يجد فيه القارئ ما ينفعه، أو يوقظ فيه فكرة، أو يدفعه إلى حوار أعمق مع ذاته ومع واقعه :

د. الحسن اشباني، مدير البحث سابقا بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب و صحفي مهني علمي

———————————————-

الملحقات

  • الأزتك (Aztecs):
    حضارة أمريكية أصلية ازدهرت في وسط المكسيك بين القرنين الرابع عشر والسادس عشر، وكان مركزها مدينة تينوشتيتلان (موقع مكسيكو سيتي اليوم).
    برعوا في الزراعة، الهندسة المعمارية، والفلك، وكان لهم تقاليد دينية قائمة على القرابين البشرية. انتهت حضارتهم على يد الغزو الإسباني بقيادة كورتيس عام 1521.
  • الإنكا (Incas):
    حضارة عظيمة قامت في جبال الأنديز (بيرو، بوليفيا، الإكوادور، وتشيلي)، وكان مركزها مدينة كوسكو، ثم عاصمتهم المقدسة ماتشو بيتشو.
    اشتهروا بنظامهم الإداري والزراعي، وبشبكة طرق متقدمة. سقطت حضارتهم عام 1533 على يد الإسباني فرانسيسكو بيثارو.

كلا الشعبين قُضي عليهما بفعل الاستعمار الإسباني، رغم أنهما كانا من أعظم حضارات ما قبل كولومبوس.

المقالات ذات الصلة :

https://dr-achbani.com/أسئلة-المصير-العربي-في-مرحلة-التشكل-ال

https://dr-achbani.com/تحليل-وضاح-خنفر-لموازين-القوى-الدولية

https://dr-achbani.com/لأستاذ-وضاح-خنفر-التغيرات-والتحولات-ف

https://dr-achbani.com/حوار-رائع-مع-د-محمد-المختار-الشنقيطي-اي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE