همسات ذ. هدى بركات تحت عنوان ابدأ الآن -48- و -49- و -50- و -51- : بناء العادات



متى ستقول يكفي ؟ إن الجزء الذي يتشبت فيك بالمشاعر السلبية، جزء صغير لكنه موجود يدفعك للكره و الحقد و التكبر و إطلاق الأحكام على الآخرين و يفقدك ثقتك بنفسك أكثر فأكثر. هذا الجزء الصغير و القاصر فينا هو … سبب العلة و المرض و اللاتوازن. ذ. هدى بركات
الهمسة الثامنة و الأربعون
هل جربت يوما اختبار العضلات ؟
نعم أنا لا أمازحك، و أفترض مسبقا أنك لا تمارس الرياضة مثلي تماما، و أنك في أحسن الأحوال تحاول اتباع نظام أكل صحي و تلتزم ببرنامج مشي يومي.
جرب أن تسترجع مشاعر سلبية و مقلقة، و اطلب من صديق لك أن يضغط على ذراعك، و أنت تقاوم و تقاوم، ستشعر بألم فظيع، ثم جرب نظرة معاكسة، تذكر حدثا ما كنت فيه كريما متسامحا، ومحبا، سترى بأن العضلة أصبحت أقوى و أقوى.
مشاعرك الإيجابية أعطت تدفقا لذراعك و كلما كانت هذه المشاعر أعمق و اقوى و أصفى كان مفعول قوتها اعظم و أكثر .


هل تريد يا صديقي ان تتشبت بترسبات الأحداث السلبية؟ هل تريد أن تدمن مشاعر الخوف و الغضب و الكره ومن ثم الشفقة على نفسك ؟؟؟؟ نعم ستحصل على إشباع بسيط، ستشعر برضى داخلي موهوم، ثم، ستحس بالتعاسة و الألم، تأكد ان هذا يلبي حاجة لاواعية عندك للتخفيف من الشعور بالذنب، و لكن إلى متى ؟
متى ستقول يكفي ؟ إن الجزء الذي يتشبت فيك بالمشاعر السلبية، جزء صغير لكنه موجود يدفعك للكره و الحقد و التكبر و إطلاق الأحكام على الآخرين و يفقدك ثقتك بنفسك أكثر فأكثر. هذا الجزء الصغير و القاصر فينا هو سبب كره الذات، و السعي الدائم إلى نيل العقاب و بالتالي هو سبب العلة و المرض و اللاتوازن.
فهل هذه هي الطريقة التي تريد ان ترى بها نفسك ؟ هل هذه هي هويتك الحقيقية ؟
هل تعي حقا العائد الذي حصلت عليه من سنوات الخوف و التقوقع على ذاتك، و الحسرة على الماضي ….؟ بدعوى أن احداث الحياة قد قلبت حياتك و زلزلت توازنك و أن لا أحد اختبر مثل تجاربك و أن و أن ….
هل تريد أن تسترد عافيتك؟ استمع لعقل و قلب محب لك، تجاربك العاطفية و أزماتك الحياتية فرصة لك لترتقي أو تنحدر . ماذا ستختار ؟… هنا يكمن التحدي …فجرب
___________________________
تخلى عن عاداتك السيئة في مجاراة الآخرين فهذا فقط سيؤخر شفاءك و تعافيك. ذ. هدى بركات
الهمسة التاسعة و الأربعون
“لا أستطيع “،كثيرا ما نسمعها من صديق أو قريب او زميل …في محادثة عابرة أو في بوح دافء.
و لأننا لا نحسن الإصغاء، و لا نتقن مهارة الذكاء الاجتماعي، نظن أن الأمر يتعلق بتهرب من مهمة أو نقص في الثقة بالنفس او هي ذريعة للبقاء في منطقة راحة الشخص. و الحال أن كلمة “لا أستطيع” تخفي جبلا من جليد تراكم عبر خبرات و تراكمات و خيبات،
“لا أستطيع” معناها لا أريد، معناها أنا لا اجرؤ، معناها انا أخاف، معناها عذرا لم يعد لي استطاعة لتقبل هزائم جديدة، و تعني ايضا أنا غاضب.
تذكر يا صديقي و أنت تتواصل مع الناس أن تضبط إيقاع كلماتك مع إيقاع شعورك، أعلم أنه أمر صعب و لكنه يتطلب جرأة و مكاشفة صادقة مع ذاتك أولا،
تخلى عن عاداتك السيئة في مجاراة الآخرين فهذا فقط سيؤخر شفاءك و تعافيك.
و تيقن أن النجاح هو أن تكون ذاتك الحقيقية.


لماذا نقضي الكثير من الوقت في التفكير في الأمر الوحيد الذي لا نملكه، و لا نفكر ولو شيئا ما في جميع ما لدينا؟ ذ. هدى بركات
الهمسة الخمسون
ينتابني تساؤل عميق لا أجد له جوابا.
لماذا نقضي سحابة يومنا في التفكير في أمر حرمنا منه، أو لا نمتلكه الآن، كمسبح فسيح في هذا الحر، أو سيارة فاخرة أو زوج بمزاج معين، أو ابن بمواصفات مميزة أو مسكن بفخامة ما.

لماذا نقضي الكثير من الوقت في التفكير في الأمر الوحيد الذي لا نملكه، و لا نفكر ولو شيئا ما في جميع ما لدينا ؟
فكر في احتمال أن الشيء الذي انسل من بين يديك، ربما لم يكن يوما لك، لم تكن لتحصل عليه و لم تكن لتملكه و لو أردت و منيت النفس بخلاف ذلك.
نعم أومن بالمعجزات و لكن حتى المعجزات تحتاج وقتا، حدث نفسك التي بين جنبيك برفق و بحب، و اهمس لها، ما فكرت فيه يا نفس و لم تحصلي عليه أفضل لك و استمتعي بما لديك الآن و كوني ممتنة.
هناك حكمة هندية تقول “هناك ثلاث امور تهم في النهاية فقط، حجم الحب الذي نشرته في حياتك، حجم اللطف الذي عشت به في حياتك، و كيف تمكنت من التخلي عن الأمور التي لا تعني لك شيئا بكل بساطة“.
الهمسة الواحدة و الخمسون
تبدأ يومك بخمول و كسل و يمر الوقت سريعا فتشعر بالضغط والتوتر ثم يتحول الامر تدريجيا إلى لوم و عتاب لنفسك، انقضى اليوم ربما نبدأ غذا ثم يأتي الغذ فتشعر بمزيد من الخمول الذي يصحب معه مزيدا من الضيق و اللوم و تأنيب الضمير، و هكذا، دوامة لا تنتهي. ذ. هدى بركات
يا صديقي ،هل سألت نفسك اليوم، لماذا نشعر بالإحباط و الكسل والملل في أيام العطل ؟
مع بداية العطلة، و تغيير روتينك اليومي، يصاب الدماغ بالحيرة، ويحتار في نوع المكافأة التي سيحصل عليها، فيبدأ مستوى الدوبامين في الانخفاض، و تشعر بوهن شديد، و ميل لامتناهي للراحة و الخمول، و تصبح أسمى أمنياتك هي التمدد على الأريكة وارتشاف مشروبك المفضل طيلة اليوم و الليلة.
أين ذهبت مشاريع العطلة ؟ أين قراراتك للإنجاز ؟
دعني أهمس في أذنك، إنه قلق العطلة، او ما يسمى عند علماء النفس بمتلازمة العطل.
تبدأ يومك بخمول و كسل و يمر الوقت سريعا فتشعر بالضغط والتوتر ثم يتحول الامر تدريجيا إلى لوم و عتاب لنفسك، انقضى اليوم ربما نبدأ غذا ثم يأتي الغذ فتشعر بمزيد من الخمول الذي يصحب معه مزيدا من الضيق و اللوم و تأنيب الضمير، و هكذا، دوامة لا تنتهي.

سيبدأ جسدك بالاعتراض على تلك المشاعر فتظهر عندك أعراض التوتر و سرعة الغضب و اضطرابات المعدة و الصداع المتكرر و اضطرابات النوم سواء بالإفراط فيه أو عدم النوم لفترات كافية خلال الليل.
قد تكون حياتنا الحديثة أحد المسببات الرئيسة لهذه المتلازمة، يقول عالم النفس الإكلينيكي لوك مارتن:”نحن نعاني من ضيق الوقت، و هناك الكثير من الضغط على أعصابنا، لجعل العطلة كافية لإنهاء مهامنا.”
و قد يكون لوسائل التواصل الاجتماعي أيضا تأثير مباشر؛ فنحن نرى الناس يعيشون حياة مثالية مليئة بالبهجة و الإنجازات، فتقول لنفسك يا إلهي أنا الوحيد الذي يعاني من خطب ما، يعوقه عن الإحساس بالبهجة و السعادة.
و تصبح إنجازات الآخرين مصدرا لقلق متزايد لديك و شعورا لا محدودا بالفشل .
طبعا هناك حلول، لا تبتئس، سأتقاسمها معك، لكني احب منك ان تفعل السؤال، فانا لا أومن بالإجابات ،بل أومن بالأسئلة.
ذ. هدى بركات مستشارة نفسية و اسرية و قانونية
مقالات الكاتبة :
همسات ذ. هدى بركات ابالسعادة الغرور اصنع أقدارك Dr-achbani.com
https://dr-achbani.com/همسات-ذ-هدى-بركات-تحت-عنوان-ابدأ-الآن-29-/
https://dr-achbani.com/همسات-ذ-هدى-بركات-تحت-عنوان-ابدأ-الآن-26-و/