همسات ذ. هدى بركات تحت عنوان ابدأ الآن -20- و -21- و -22- و 22ا- : بناء العادات

ابدأالأن
الهمسة العشرون

الحقيقة أن بعضنا سيظلون أطفالا مزعجين، رغم تقدم العمر بهم ينتظرون الرعاية الدائمة من محيطهم، و يصرون على تملك كل ما تشتهي أعينهم. هم لامبالون
يعيشون اللحظة بكل تفاصيلها و كأنها آخر عهد لهم بالدنيا، ويبالغون في ابتزاز مشاعر الحب و العطاء من معارفهم و أحبابهم بل حتى من رفيق طريق صادفوه.
اهرب منهم، و خذ مسافة أمان…
فمعرفتهم تعب، و مرافقتهم عبء، و جيرتهم ضنك.
الهمسة الواحد والعشرين

اصنع ما يصنعه الأطفال، عامل الجميع بالحب و الاهتمام ذاته،
احترم الجميع بالقدر ذاته.
و أكرم الجميع على قدم المساواة،
لا تنظر الى الوجوه أو المقامات،
انظر هناك إلى دواخل الناس، هناك جمال و جلال،
هناك روح تسري،
نعم هي نفخة من الرحمان.
فأحسن في النظرة، و في القول و في العمل، يحسن الله إليك.
الهمسة الثانية والعشرين
كانت مصيبتنا و لا تزال في الإفراط،
الإفراط في الحزن، الإفراط في الشكوى، الإفراط في الحب، الإفراط في الأكل، الإفراط في النوم، بل حتى الإفراط في التفاؤل قد يعد كارثة.


نعم كارثة، أن تتوقع الجمال في كل شيء، أن تتوقع الطيبة في كل إنسان، أن تتوقع الصدق في كل كلمة تقال، أن تتوقع الوفاء بكل التزام …. فهذا الفيلسوف العظيم سينيكا يعتبر تفاؤلنا و حسن ظننا بالواقع “براءة خطيرة“، و يعتقد أن ما يدفعنا للغضب و الإحباط في الحياة هو تفاؤلنا المبالغ فيه اتجاه الحياة و الاشياء.
إذا فلنتقبل بصدر رحب و عقل منفتح ألا شيء مستقر، وأن اللاثبات، هو خاصية الناس و العلاقات و الأشياء.
الهمسة الثانية والعشرين “ا”
“أيا كان جنسك أو لونك أو وضعك الاجتماعي، فلا يوجد شخص هو أفضل منك”.
الكثير منا يعتبر أن المكانة الاجتماعية العالية، هي من أفخر و أثمن ما يملكه الإنسان، و القليلون جدا من يعترفون بذلك.
يعتري المرء اليوم، قلق متزايد حيال تميزه الشخصي و نجاحه الذاتي، و ينتابه التوجس الذي يلتهم مساحات شاسعة من يومه وليلته، و يساوه شك خبيث حول مجاراته لقيم النجاح و التفوق التي وضعها المجتمع كقوالب جاهزة لنعت هذا بالناجح و الآخر بالفاشل.
و يرجع أهم سبب لذلك إلى صورتنا الذاتية التي تعتمد بشدة عما يراه الاخرون فينا، و كيف يقيموننا و أيضا كيف يتقبلوننا.

و فيما عدا بعض المجتمعات التي تتحدد فيها المكانة بحكم المولد، و تكفلها الدماء النبيلة لصاحبه، فإن موقعنا يتوقف على ما نستطيع تحقيقه، و قد نفشل بسبب الغباء أو ضعف معرفتنا بذواتنا أو بسبب الحالة الاقتصادية العامة، أو المكائد و كل هذا يسقطنا في إخفاق شديد تتبعه مهانة لا تغتفر. فيعيش المرء منا قلق المكانة الاجتماعية أو الإخفاق و المهانة… و هي “وعي حارق بعجزنا عن إقناع العالم بقيمتنا، و من ثم يحكم علينا -بالنظر إلى الناجحين بمرارة- و إلى أنفسنا بخزي ” كما يصفها ألان دوبوتون في كتابه الرائع قلق السعي إلى المكانة.
و تبلغ شهوة الرغبة في المكانة سعارها، عندما تفشل الحياة العادية في تلبية حاجات الناس إلى حد معقول من الكرامة و الرفاهية. إنها شهوة قد تدفعنا للإنجاز أو للتعالي عن الناس.
و ككل شهوة، يحتاج السعي إلى المكانة إلى ترويض و يقظة حيث لا إفراط و لا تفريط. على أن لا ننس أو نتناسى، أنه في جميع الديانات، الخلق عيال الله، و جميعنا بدون استثناء مخلوقات الله المصطفاة.
و الحقيقة الثابثة، هي أننا نملك جوهرا واحدا و أن قيمتنا العظمى ترجع الى اعتبار كل منا إنسانا متفردا بنفسه، متسقا مع خلق الله أجمعين.
فكلنا من آدم و آدم من تراب.
ذ. هدى بركات مستشارة نفسية و اسرية
همسات ذ. هدى بركات -16-17-18 : بناء العادات Dr-achbani.com
https://dr-achbani.com/همسات-ذ-هدى-بركات-ابدأ-الآن-12-15/
همسات ذ. هدى بركات : ابدأ الآن -9 10 11- : بناء العادات (dr-achbani.com)
https://dr-achbani.com/همسات-ذ-هدى-بركات-تحت-عنوان-ابدأ-الآن-3-و-4/
https://dr-achbani.com/همسات-ذ-هدى-بركات-تحت-عنوان-ابدأ-الآن-5-و-6/
https://dr-achbani.com/همسات-ذ-هدى-بركات-تحت-عنوان-ابدأ-الآن-7-و-8/