المنبر الحر

نائبة أوروبية تكشف المستور بعد استقالتها من وفد العلاقات مع إسرائيل بالبرلمان الأوروبي

د. الحسـن اشباني

يسعدني ان اقوم بتنزيل محتوى حوار شيق و مفيد بقناة الغد، أجراه الاعلامي سلامة عطا الله مع “آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي المستقيلة من لجنة العلاقات مع إسرائيل حين تبين لها ان “اسرائيل” عبر نوابها و مخابراتها المنتوعة تصول و تجول في الاتحاد الاوروبي و تدير قراراتها حسب هواها و مخططاتها الصهيونية الفاشية. كم جميل ان يعتبر جل سياسيينا و شعوبنا من مواقف انسانية و شريفة لهذه السيدة الاسبانية. استحييت حين ذكرت انها تشارك كل اسبوع في 40 وقفة تضامنية مع غزة المقاومة ينظمها حزبها في اسبانيا، في حين نحن بمدينة مكناس بالمغرب مثلا، ننظم بالكاد واحدة اسبوعيا وبعدد قليل من المشاركين و المشاركات لا نتجاوز المائة.

الاعلامي سلامة عطا الله مع “آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي

مشاهدينا الكرام اهلا بكم وتغطيتي مستمره للحرب على غزة وهذه نافذة من داخل البرلمان الاوروبي في بروكسل نحاور فيها النائبة الاسبانية في البرلمان الاوروبي انا ميراندا والتي هي عضوة في عدد من اللجان البرلمانية ومن بينها لجنة حقوق الانسان وفد العلاقات مع فلسطين وكذلك وفد العلاقات مع اسرائيل الى ان استقالت مؤخرا من هذا الموقع ولم تمر هذه الاستقالة بسلام.

الاعلامي سلامة عطا الله: السيدة انا ميراند، اهلا بك على شاشة الغد، ما الذي حدث كي تظهرين في هذا الفيديو غاضبة وتعلن الاستقالة من لجنة او وفد العلاقات البرلمانية مع اسرائيل

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : شكرا جزيلا على هذه المقابلة، هذه فرصة لي للحديث بشكل ملموس على ما يحدث في فلسطين والازمة التي تتكشف حاليا في غزة وأيضا فيما يتعلق بصفة نائبة اوروبية انتمي الى وفدي فلسطين واسرائيل. في ذلك الوقت كنت اعتقد باني ساكون بمثابة جسر للحوار بين الطرفين. انه امر فظيع لان الوفد البرلماني الاوروبي لم يتفاعل عندما اتهمت اسرائيل بارتكاب جرائم ابادة جماعية وفوق كل هذا قام اعضاء من وفد العلاقات مع اسرائيل والذين

  يعد تجسيدا حقيقيا للصهيونية بدعوة الاشخاص الذين دعموا الابادة الجماعية والفصل العنصري وخاصة الهجمات على غزة. لذلك لم يعد بامكاني الاستمرار مع هذه المجموعة التي تعتدي على حقوق الانسان والحياة. إن الوضع في غزة رهيب للغاية لدرجة انني اضطررت الى الاستقالة من الوفد لقد شعرت بالانزعاج لان هناك من يستطيع مواجهة اكثر من 35 الف حالة قتل بقوله ليست ابادة جماعية ثم اتخذت قرارا بعدم دعمهم من الان، وقد ابلغت ذلك الى السيدة رئيسة البرلمان الاوربي، ولكن قبل كل شيء، لقد سئمت من رؤية عدم حدوث اي شيء، وان تصرفات اسرائيل تمر دون عقاب في البرلمان الاوروبي.

الاعلامي سلامة عطا الله: دعوتك لمنع دخول المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين الى داخل البرلمان الاوروبي، ما الذي يفعله هؤلاء داخل البرلمان الاوروبي كي يستحقوا المنع من وجهه نظرك؟

الصهيونية هي ايديولوجية اساسها الهيمنة على الاخرين والسيطرة على المحيطين، وهذا يطبق ضد الفلسطينيين عبر التطهير العرقي، ولا يمكن دعم هذه الايديولوجية

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : لقد طلبت من رئيسة البرلمان الاوروبي في رسالة رسمية عدم السماح للدبلوماسيين الاسرائيليين بالدخول، انه مقياس للمعاملة بالمثل. لقد منعت انا واعضاء اخرون من البرلمان الاوروبي من وفد العلاقات مع فلسطين وكذلك وفد العلاقات مع اسرائيل من دخول تل ابيب ثم للذهاب الى فلسطين. فقد منعوا نوابا اوروبيين يتمتعون بالحصانة السياسية، هذه المعاملة بالمثل اي الحزم تجاه الدول التي تمارس الفصل العنصري والتي تستهزئ بحقوق الانسان والتي لا تشعر بالامتنان للاوروبيين الذين يذهبون في وفود برلمانية. لقد فعلنا ذلك مع المغرب وفعلناه مع دول اخرى، لقد فعلنا ذلك ايضا ضد الفساد، لذا يجب علينا ان نفعل ذلك ضد الفصل العنصري وهذا ما طلبته من السيدة “متسولا” المعاملة بالمثل لان الوفد الاسرائيلي ودبلوماسييه هاجموني على تويتر، انهم طول الوقت يضايقون الاشخاص الذين يطالبون بالحقوق الفلسطينية، وقبل كل شيء يجب على البرلمان ان يحمينا نحن اعضائه. الصهيونية حاضرة بقوة في البرلمان ويجب ادانتها.

الاعلامي سلامة عطا الله: تهاجمين الصهيونية مع أن اخرين من السياسيين الاوروبيين وغير الاوروبيين يفتخرون بانهم صهاينة وبعضهم يقول ليس بالضرورة ان تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا، يفتخرون بذلك. كيف تعيشين مع هذه الاجواء؟ ما هو السبب لكي تناقضي شيئا هو معتاد بل وبالعكس مقدم في المؤسسات الاوروبية او بعضها على الاقل كما يقول البعض.

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : لا اجيد اللغة العربية وتمنيت ان اجيبك بها، لكني في يوم من الايام ساتعلم حتى اتمكن من التحدث مع الفلسطينيين اكيد. وردا على سؤالك، الصهيونية هي ايديولوجية اساسها الهيمنة على الاخرين والسيطرة على المحيطين، وهذا يطبق ضد الفلسطينيين عبر التطهير العرقي، ولا يمكن دعم هذه الايديولوجية. لكن من ناحية اخرى لدينا الكثير من العلاقات مع اشخاص في اسرائيل ليسوا صهاينة، انا لست معادية للسامية، العكس تماما لدي العديد من العلاقات مع المنظمات اليهودية المناهضة للمستوطنين مثل منظمة يهود من اجل السلام ومنظمة كسر الصمت، لدينا العديد من الاصوات في الجامعات وفي منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في اسرائيل ايضا الذين يشبهوننا والذين يناضلون من اجل حقوق الانسان لكنهم اقلية جدا ومعزولة. ان انتقاد او توبيخ الصهيونية لا يعني ان الشخص معاد للسامية، على العكس من ذلك فان انتقاد الصهيونية ونتنياهو واسرائيل يعني اننا لا نؤيد الفصل العنصري والتطهير العرقي واغتيال المدنيين كما نرى في غزه كل يوم. ان دعم دولة تستخدم مثل هذه الممارسات امر غير مقبول على الاطلاق. انا احترم جميع الثقافات، لكن على اسرائيل ان تحترم الفلسطينيين. انا من منطقة جارسيا في اسبانيا، وكل اسبوع ننظم تقريبا 40 وقفة احتجاجية ضد السياسات الاسرائيلية، وهناك العديد من الفلسطينيين الذين اتوا لدراسة الطب عندنا، وهناك بالفعل حملة تضامن كبيرة، هذا هو التضامن بين الشعوب والمساواة، وما تريد الصهيونية فعله هو مهاجمة من تعتبرهم ادنى منهم.

الاعلامي سلامة عطا الله: لكن المسؤولين الاسرائيليين ومن بينهم رئيس الوزراء الاسرائيلي يعتبر بان معاداة الصهيونية هي معاداة لاسرائيل. الا يعرضك الهجوم المتواصل على الصهيونيه لاية مضايقات في عملك السياسي سواء داخل البرلمان او في فضائك الحزبي؟

إنهم يهاجمون كل من ينتقد اسرائيل هذه هي الحقيقه. لقد هاجموا حزبي في اسبانيا لاننا نعترف بفلسطين كدولة وهم يهاجمون رؤساء بلديات بعض المدن الاسبانية بسبب توفير مساحة للفلسطينيين، يهاجمونني ايضا باعتباري عضوا في البرلمان الاوروبي يدافع عن الفلسطينيين ويعارض الاحتلال.

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : موقفي من انتقاد اسرائيل في الوقت الحاضر هو ضد الحكومه الاسرائيلية ذات الطبيعة الصهيونية للغاية، ربما لم تكن اسرائيل في أوقات سابقة مبتلاة بحكومة من هذا النوع، لكن في هذه اللحظه لا يمكن انكار ان نتنياهو يجسد سياسة تتسم بالفصل العنصري والتطهير العرقي وشن حرب ضد الفلسطينيين في غزة. يتم تعريف الاحتلال بشكل صريح من قبل الامم المتحدة، مما يعزز شرعية انتقاد الحكومه الصهيونية الحالية بقيادة نتنياهو منذ مشاركتي في عام 2015 مع قارب حاول الوصول الى غزه لكسر الحصار، وانا اواجه تداعيات ملحوظة لهذا الموقف، تجلت في الهجمات على حساباتي في مواقع التواصل ورفض دخولي الى الاراضي الاسرائيلية وحتى ايقافي وطردي وترحيلي من اسرائيل بعد الاستيلاء على القارب من طرفهم، ومؤخرا بوصفي عضوا في البرلمان وعضوا في الوفدين البرلماني الفلسطيني والاسرائيلي تم ترحيلي واجباري على قضاء ليلة كاملة في مطار تل ابيب، وذلك ببساطة لاني كنت على متن قارب حاول الوصول الى غزة.

الاعلامي سلامة عطا الله: في فبراير 2023، تم منعك من دخول اسرائيل حينما وصلت مع وفد من البرلمانيين الاوروبيين، ثمانية، تم سمح للجميع باستثناء “انا ميراندا” تم احتجازها في مطار بن جريون في اسرائيل ومن ثم حجز تذكرة الى مدريد كي لا تعود الى اسرائيل واتهمك البعض بانك صديقة لحماس، حدثنا اكثر ما الذي حدث معك لكي تكون لك هذه العلاقة الاشكالية مع اسرائيل.

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : انهم يهاجموننا لاننا ندافع عن حقوق الانسان، لاننا ندافع عن الفلسطينيين وندافع عن الشعب الفلسطيني وحقه في العيش بسلام وحقه في تقرير المصير وحقه ايضا في ان يحصل على الاعتراف بدولته من جميع الدول. وقبل كل شيء لاننا نحن نطلب السلام ولهذا السبب يعتبروننا في اسرائيل اعداء، في حين ان معارضتنا في الواقع هي ضد الحكومة الصهيونية لفشلها في احترام حقوق الانسان. انا لست عدوة لاسرائيل بحد ذاتها بل انتقد الحكومة الصهيونية بسبب سياساتها.. انهم يهاجمون كل من ينتقد اسرائيل هذه هي الحقيقه. لقد هاجموا حزبي في اسبانيا لاننا نعترف بفلسطين كدولة وهم يهاجمون رؤساء بلديات بعض المدن الاسبانية بسبب توفير مساحة للفلسطينيين، يهاجمونني ايضا باعتباري عضوا في البرلمان الاوروبي يدافع عن الفلسطينيين ويعارض الاحتلال. اريد توضيح انني ضد الاحتلال ولهذا السبب يهاجمونني، وهناك الكثير من العواقب.. اخطط للعودة الى فلسطين لكنهم لا يسمحون لي بالدخول لانهم يصرون على ان نمر عبر تل أبيب، لدينا الحق في الوصول الى فلسطين، انهم يعيقون وصول حتى وزراء الخارجية، لديهم هوس غير صحي بمن يدافعون عن فلسطين.

الاعلامي سلامة عطا الله: ما من احد يحتك بالمخابرات الاسرائيلية و باجهزة الامن الاسرائيلية، الا ويخرج بانطباع تقريبا لا يمحى، ما هو الانطباع الذي لا يمحى من خلال تصرف الضباط الاسرائيليين مع النائبة في البرلمان الاوروبي “انا ميراندا” والتي كانت على راس الوفد الذي ذهب في 2023 الى اسرائيل؟

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : خلال عام 2015 كنت ضمن من كانوا على متن قارب لكسر الحصار وقد وصلنا الى حدود غزة تقريبا عندما اوقفوا القارب واحتجزونا، تم القبض على الفريق باكمله لاكثر من يوم، لا احد يعرف عنا شيء، تعاملوا بعنف خاصة مع افراد الطاقم، لقد عملنا بوحشية. ثم نقلنا الى احد الموانئ وبقينا هناك لساعات، في صباح اليوم التالي طردوني من المطار مثل المجرم، رحلوني الى مدريد. لقد حدث كل هذا خلال مهمة انسانية، هذه حقيقه ثابته ما قمنا به هو جزء طبيعي من عمل نشطاء السلام والمدافعين عن حقوق الانسان وفي المرة الثانية تم طردي من مطار بن جريون وانا في المطار لم يكن هناك عنف لكن المعاملة لم تكن لطيفة. على سبيل المثال كان الامن الاسرائيلي هو اول من استقبلني حين وصلت على الرغم من انني حصلت على تصريح من وزارة الخارجية الاسرائيلية، ليس غريبا عليهم، لقد وصف وزير الحرب الاسرائيلي الفلسطينيين بالحيوانات البشرية، هل يمكن تخيل هذا؟ هل تتخيل، انت من غزة ايضا، انهم يتحدثون عنكم.. سئلت ذات مرة عن معنى البرلمان الاوروبي في اسرائيل، جوابي هو ان البرلمان الاوروبي لا يحظى بالاحترام هناك، يتم استخدامه من قبل اسرائيل والاتحاد الاوروبي لاغراضهم الخاصة. اعتقد بصدق انهم لم يحترموا كوني عضوا في البرلمان الاوروبي وبرروا ذلك بمشاركتي في اسطول الحرية، وحينما ذهبت عبر المطار كنت قد حصلت على تصريح من وزاره خارجية اسرائيل وبمصادقة من البرلمان، واثار طردي احتجاج رئيس البرلمان الاوروبي والمفوض الاوروبية، لكن لم يحدث اي شيء حتى لو ذهبت مرة اخرى فلن يسمحوا لي بالدخول انها حقيقه هذا ليس عادلا، اسرائيل تهين البرلمانيين الدبلوماسيين، مع ان هناك قرار برلماني واضح ينص على انه يجب السماح لاعضاء البرلمان الاوروبي بالدخول.

الاعلامي سلامة عطا الله: وماذا فعل الاتحاد الاوروبي بعد هذا المنع وبعد هذا التصرف غير اللائق مع نائبة برلمانية؟

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : هذا لا يتعلق بي فقط، انا واحدة من اكثر من 700 برلماني متضررين وهذه نتيجة عدم احترام اسرائيل للبرلمان الاوروبي وهو مؤسسه منتخبة تقيم علاقات مع الكنسيت. لنا وفد برلماني ولهم وفد كذلك ورئيس وفد الكنيست لدى البرلمان الاوروبي يدافع عن الابادة الجماعية، وينبغي ان يكون هذا الوفد محظورا من دخول البرلمان الاوروبي، كما ان رئيس وفد البرلمان الاوروبي للعلاقات مع اسرائيل لم يدافع عني، رغم انني كنت عضوا في الوفد وهذا ايضا زاد من غضبي. بعد سته اشهر من الابادة الجماعية في غزه اغادر هذا الوفد واعتقد ان المثل الذي قدمته يجب ان يحذو حذوه العديد من اعضاء البرلمان الاوروبي والنواب والممثلين من جميع انحاء العالم لانهاء مجموعات الصداقة مع اسرائيل طالما استمرت الابادة الجماعية. الاكثر خجلا ان جماعات الضغط الاسرائيلية والصهيونية حاولت الادعاء على الانروا والتاثير لعدم حصول الانروا على تمويل من الاتحاد الاوروبي، لذلك لابد من النضال لانهاء هذا الوضع.

الاعلامي سلامة عطا الله: في جانب يستخفون بالبرلمان الاوروبي ويستخفون بنائبة في البرلمان في مطار تل أبيب، في المقابل تقولين بان هناك محاولة للسيطرة، ما الذي يحدث؟ هل اسرائيل تبتز النواب الاوروبيين، تبتز الساسة الاوروبيين؟ كيف يسمح الاتحاد الاوروبي بان يتم كل هذا وان تخطف اسرائيل القرار الاوروبي او على الاقل ان يتباطا الاوروبيون في اتخاذ موقف واضح وصريح يدعو لوقف اطلاق النار؟

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : نعم ان الدعاية التي تقوم بها حكومة اسرائيل كبيرة وتحشد اسرائيل الكثير من الموارد، على سبيل المثال يتواجد الدبلوماسيون الاسرائيليون دائما في الوفود لجعل النواب يتحركون في اتجاههم ويحاربون ايضا تغيير القرارات التشريعية او التقارير الصادرة عن البرلمان، على سبيل المثال، حينما نصوت على صرف الاموال الممنوحة لخدمات العلاج الخارجي، هناك سعي منهم لمنع الانروا من الحصول على الاموال الاوروبية وكذلك الامر بالنسبة للسلطة الفلسطينية او حتى المنظمات غير الحكومية الفلسطينية. لذلك نرى ان هناك بالفعل جماعات ضغط اسرائيلية تتوسع ولديهم تصريح من البرلمان للدخول، هم في كل مكان ويضغطون على النواب. لن أسمح ابدا بدخول هؤلاء الممثلين الذين يأتون من الحكومة الصهيونية، لا لن يدخلوا مكتبي، ربما هم لن ياتوا ايضا، يتعين عليهم قبول القواعد كما نفعل مع الدول الاخرى، لديهم الكثير من السلطة في البرلمان والكثير من الحصانة ونعلم ايضا ان اجهزة استخباراته موجودة في الاتحاد الاوروبي، لاننا علمنا ان هناك نوابا يخضعون للمراقبة الامنية. اعرف من اعضاء البرلمان الاخرين بهذه القضيه واللوبي الاسرائيلي يقف وراء ذلك.

الاعلامي سلامة عطا الله: اللوبي موجود، لكن كيف تضغط اسرائيل، كيف يضغط هذا اللوبي على النائب الاوروبي الذي يفترض انه مؤتمن وقد تم انتخابه ليؤدي رسالته التشريعية دون التعرض للضغوط او السماح حتى بالضغوط؟ كيف تضغط اسرائيل على هؤلاء النواب؟

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : انهم يحاولون تغيير قرارات النواب ولديهم ايضا مشاكل مع بعض اعضاء البرلمان الاوروبي. هناك معلومات تفضح الدعاية التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية وخاصة دبلوماسيتها التي تتدخل فعليا في البرلمانات والمؤسسات حتى اننا اثبتنا ان بعض النواب الاوروبيين سافروا الى اسرائيل و دفعت لهم جميع النفقات. استراتيجيتهم هي ممارسة الضغط المستمر، لديهم نواب مخلصون للغاية خاصة داخل بعض الوفود ولا سما اولئك الذين ينتمون الى اليمين المتطرف ويجتمعون مع بعضهم. ان اسرائيل حاضرة دائما للضغط والتاثير على القرارات، انها تستخدم جميع التكتيكات وخاصة الضغط السياسي المستمر.

الاعلامي سلامة عطا الله: اليس من الغريب ان تكون هناك علاقة وثيقة بين اسرائيل واليمين المتطرف في اوروبا. اليمين المتطرف الذي ينحدر من أحزاب على الاقل تاريخيا كانت معادية للسامية؟ ما هذا السر في هذا الاستثمار الاسرائيلي الكبير في احزاب اليمين المتطرف داخل اوروبا؟

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : اعتقد انه ربما يكون المال البزنس.. اتصور ان هذا كل شيء، لكني لا اعرف كيف اشرح ذلك؟ ولماذا يوجد هذا الارتباط؟ لكننا نرى النواب وخاصة النواب الالمان مخلصون للغاية لاسرائيل ويمنعون توجيه انتقادات لها سواء من اليمين او احيانا من بعض اليسار. بشكل عام يجد النواب الالمان صعوبة في رؤية الوضع في غزة، وهذا امر فظيع، دائما اقول لزملائي انظروا هذا غير عادل ابدا ما يحدث غير عادل ابدا، وسائل الاعلام ساهمت ايضا. لكن ما يتعلق باقصى اليمين، اعتقد ان القصة مرتبطة بالمال،

الاعلامي سلامة عطا الله: لو اردنا ان نقدر النسبة المئوية داخل هذا البرلمان الذين لا يزالون يدعمون اسرائيل ويحتضونها احتضاناً؟

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : اعتقد أنه نصف و نصف. لقد رأينت ذلك في الفرارات المتعلقة بغزة، حيث ترغب الآغلبية في عدم وقف الاعمال العدائية، لكننا الآن فزنا بالقرار الاخير، ومع ذلك نرى ان الرواية الاسرائيلية قوية جدا خاصة داخل حزب الشعب الاوروبي، وبنسبة اقل لدى الاشتراكيين واليساريين والخضر، وهناك برلمانيين لهم موقفهم الفردي بعيدا عن مجموعاتهم السياسية، يعارضون الرواية الاسرائيلية القائمة على عدم احترام الفلسطينيين. اعتقد ان هناك ربما 400 او 300 نائب مع الحقوق الفلسطينية من اصل ما يزيد عن 700 نائب في البرلمان الاوروبي.

الاعلامي سلامة عطا الله: انت ايضا من حزب الخضر وقد تاخر حزب الخضر في ان يكون له موقف واضح من المساعدات الانسانية ووقف اطلاق النار في غزة، كيف انعكست هذه الحرب على الداخل الحزبي سواء في حزب الخضر او في المجموعات الحزبية الاخرى داخل البرلمان؟ لماذا هذا التشظي والانقسام داخل الحزب الواحد حيال حرب غزة؟

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : انا جزء من التحالف الاوروبي الحر وحزب الخضر جزء من هذا التحالف وكانت مقترحاتنا دائما لصالح وقف اطلاق النار، لكن صحيح هناك بعض النواب الخضر الذين لم يؤيدوا هذا الموقف خاصة من الالمان، ولكن ليس من الخضر في بلجيكا وايطاليا او البرتغال على سبيل المثال. هناك العديد من الاختلافات، لان التاريخ الاوروبي يحدد الوضع ايضا ولهذا السبب يجب ان لا ننسى التاريخ ويجب ان لا ننسى ما حدث في الماضي حتى لا يتكرر. من جانبي كنت دائما مع وقف اطلاق النار واحترام الشعب الفلسطيني وقبل كل شيء ادانة اسرائيل بتهمة الابادة الجماعية امام محكمة العدل الدولية ودائما انادي باحترام القرارات الدولية ولا اتزحزح عن هذا الموقف.

الاعلامي سلامة عطا الله: سؤالي الاخير، حاولت بل ناضلت كي تدخلين الى فلسطين، ما الذي تريدين فعله في فلسطين، ما الذي تريدين قوله للفلسطينيين وانت تحرصين دوما على هذه الزياره التي لم تتم بسبب المنع الاسرائيلي.

“آنا ميراندا” نائبة البرلمان الاوروبي : انه أمر محزن بالنسبة لي، لاني اردت العودة الى فلسطين، انه شعب ناضل كثيرا عبر التاريخ وقاوم كثيرا لكنه عان ايضا كثيرا ونتقاسم معه الكثير من القواسم المشتركة، ولهذا السبب أردت الذهاب الى فلسطين لاننا شعب يدافع دائما عن الدول التي لا دولة لها، الدول التي تطالب بتقرير المصير، لكني لا اعرف اذا كنت ساعود لانها إذا معنتني اسرائيل مرة واحدة، فمن المحتمل انهم لن يسمحوا لي بالذهاب ابدا. وهذا يجعلني حزينة خاصة في الوضع الحالي لغزة. قبل شهر كنت في رفح على الحدود مع مصر بجوار غزة، لقد راينا الوضع من خلال شاحنة المساعدات الانسانية، اردت المساعدة وبذلت قصارى جهدي لحشد الدعم. حتى وان منعتني اسرائيل من دخول فلسطين فانني قادرة على النضال من هنا.. نحن اقوياء وسنناضل حتى نتخد مواقف حاسمة وعادلة للشعب الفلسطيني.

الاعلامي سلامة عطا الله: انا ميراندا النائبة الاسبانية في البرلمان الاوروبي، شكرا جزيلا لك والشكر موصول لكم مشاهدينا الكرام على متابعتكم ولا تزال تغطيتنا مستمرة للحرب على غزة، غزة التي تواجه الابادة.

—————————

د. الحسن اشباني مدير بحث سابق بالمعهد الوطني للبحث الزراعي و صحفي مهني

مقالات الكاتب ذات الصلة :

مع الاستاذ وضاح خنفر: الحرب على غزة أحدثت ثورة في الوعي الجمعي للأمة -الجزء الاول-

مع الاستاذ وضاح خنفر: الحرب على غزة أحدثت ثورة في الوعي الجمعي للأمة -الجزء الثاني-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE