المنبر الحر

مع ذ. ابراهيم أعبيدي : صيد الفكرة الثالثة، في طبيعة الإصلاح-2-

مرآة لإصلاح الحال.(70) -2-.
ابراهيم أعبيدي. أكادير في 06 دجنبر 2022.

ذ ابراهيم أعبيدي

وقبل الانتقال إلى تفصيل الكلام عن هذه الأركان، لا بد أن أقف عند فكرة تأسيس “علم الإصلاح”، التي أشرت إليها في مقدمة كتاب “لنحذر العكاز” الذي صدر قبل عام، وفي الجزء الأول من كتاب “في تدبير حبنا للنفس”، الذي صدرَ آخر هذا العام. فقد أبدو مبالغا في الكلام، فاقدا لما يقتضيه المقام، مِن تواضع واتزان، في طرح هذه الفكرة التي يتضمنها الكتابان، نُتَفاً من مشاريع أفكار، قد تفيد في إثارة شهية مَن أهَّلهم الله لاقتحام الكتابة في هذا المجال. ولئن أنسأ الله لي في العمر، وأبقى من عقلي ما أنا عليه الآن، وبارك فيما قد يكون بقي لي في هذه الدنيا من أيام، لتتبعت تلك النُّتف بالتجميع وبسطتُها بعض البسط بالكلام، مع إضافة ما قد يفتح الله عليّ من أفكار، في هذا المجال.

وإن فكرة تأسيس “علم الإصلاح”، بتجميع معالمه، على مستوى المنهج والمجال، وضبط الكلام فيه بقواعد من روح الشريعة الحافظة لاستمرار الفطرة ومثال الكمال، وبضوابط من علم التاريخ، وعلوم الانسان؛ هي فكرة أشَد ما تكون الحاجة إلى مباشرتها في هذا الزمان، حيث أصبحت وسائل الاتصال، مشاعا امتلاكُها من طرف ايّ كان، فعمت البلوى بدعاوى للإصلاح مُقرفة،ٍ موبوءة بمنكَر الأعفان، يعافها العقّال، وينبهر بها الحمقى من صنف المُهيَّئين لاتباع المسيح الدجال، وفشت الفوضى في صناعة النموذج وتزييف المثال، بألف وجه متنكر، وبأثر واسع الانتشار، وبمجرد كذبة من الأخبار، أبشع من جيفة حمار.

‏فقد أصبح كلُّ باحث على الشهرة، متطلعٍ، كقط جوعان، إلى الحصول على قسط من المال، محبٍّ للترأس والظهور، متمردٍ على الانضباط، ناقم على النظام؛ هو المُفتي الأعلى للديار، في كل شأن من شؤون الإصلاح، مهما بلغ من التعقد والإشكال، بل أصبح هو آية الله العظمى في تصيُّدِ الأتباع، من المعجَبين والأنصار، أولئك السُّوقة الغوغاء، من سقطِ الدهماء، الذين لا يميزون، في الميدان، بين الباء والياء، بله إدراك كيف تعمل سنة الله التي اودعها في الأكوان. والأدهى أن يكون مِن بينهم من نعُدهم من خلصِ المؤمنين من الإخوان، ممن نُكنٌ لهم قدرا من الاحترام. فتراهم، في تعليقاتهم، باسمه يهتفون، وهم بكلامه مُعجبون، ويؤَمِّنون على كل ما قال، ولوكان ذلك مجرد تخرصات أوحى بها إليه إبليس أو أحدُ مساعديه أو مستشاريه في الديوان، أو حتى أحد الوسطاء الصغار، في قطاع من قطاعات المتاجرة مع الشيطان، ممن يتجرأون، باسمهِ، على التخرص في ميدان الإصلاح، على الكلام.

يتبع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE