الصحة

ملف حول نبات “المورينجا Moringa oleifera” الجزء الثاني : احتياجات نبات المورينجا الزراعية و الفوائد الصحية و التغذوية

د. الحسـن اشباني

تناولنا في الجزء الاول من ملف نبات “المورينجا Moringa oleifera” الخصائص البيولوجية والمورفولوجية و الاستخدامات التقليدية والتاريخية و المساحات المزروعة في الدول الرائدة وفي الوطن العربي و المتطلبات البيئية الرئيسية. وفي الجزء الثاني، سنخصصه لاحتياجات نبات المورينجا اثتاء زرعها و الانتاجية في الهكتار و كمية المسحوق و الزيت المحصل عليه والثمن التقديري للكيلو المجفف. ثم نعرج بعد ذلك على المركبات الموجودة في نبات المورينجا و الفوائد الصحية والتغذوية ، ثم نختم هذا الملف ببعض منتوجات نبات المورينجا المتواجدة في الاسواق.

1- الزراعة والاستدامة

نبات المورينجا من النباتات السهلة في الزراعة ويتميز بمجموعة من السمات المستدامة والبيئية، و تشمل بعضها:

  1. التكيف مع ظروف النمو المختلفة: يمكن زراعة المورينجا في مختلف التربة والمناطق المناخية، مما يجعلها قابلة للزراعة في العديد من المناطق حول العالم.
  2. الاحتياجات المائية المنخفضة: يتطلب نبات المورينجا كميات معتدلة من الماء فقط للنمو والتطور، مما يجعله مُلائما للزراعة في المناطق الجافة والمتوسطة الرطوبة، ويساهم في توفير استدامة مائية.
  3. الاستفادة من جميع أجزاء النبات: يُمكن استثمار جميع أجزاء نبات المورينجا، بدءًا من الأوراق والفروع والثمار والبذور، حيث يمكن أن تستخدم في التغذية البشرية والحيوانية، وكذلك في الصناعات العديدة كالغذاء، والدواء، والعناية الشخصية، وصناعة الزيوت والدهانات.

4. تحسين التربة: يُعتبر نبات المورينجا مصدراً طبيعياً للمغذيات والعناصر الغذائية، ويمكن استخدامه كسماد عضوي لتحسين خصوبة التربة وتعزيز الزراعة المستدامة.

5. التكاثر السهل: يمكن زراعة نبات المورينجا بسهولة من خلال البذور أو القلقاسات (البراعم)، ويمكن تكاثرها بسهولة في الحقول والحدائق المنزلية.

2- زراعة نبات المورينجا ومتطلباتها من العناصر المعهودة

زراعة نبات المورينجا، المعروف أيضاً بـ « شجرة العج arbre miracle”، تعتبر سهلة ويمكن القيام بها في المناطق ذات المناخات الدافئة والمعتدلة. فيما يلي الخطوات العامة لزراعة نبات المورينجا ومتطلبات الرعاية الأساسية:

  1. اختيار المكان المناسب: يُفضل زراعة المورينجا في مكان مشمس وجيد التهوية. يجب أن تكون درجات الحرارة في المنطقة التي ستتم فيها الزراعة تتراوح بين 20 و 30 درجة مئوية.
  2. تحضير التربة: يفضل أن تكون التربة غنية بالمواد العضوية ويجب أن تكون قلوية إلى متعادلة من ناحية الحموضة (pH تتراوح بين 6.5 و 8.0). يمكن إضافة سماد عضوي أو مركب عالي الجودة إلى التربة قبل زراعة البذور.
  3. زراعة البذور: يمكن زراعة بذور المورينجا مباشرة في التربة على عمق حوالي 2 سم وعلى بعد 10-15 سم بين النباتات. يمكن زراعة البذور في الأرض أو في أواني زراعة. أما توقيت الزرع فيُفضل أن يكون في الفصل الربيع أو الصيف عندما تكون درجات الحرارة دافئة ومناسبة للنمو.
  4. ري النباتات: يجب ري نباتات المورينجا بانتظام خلال فترة النمو الأولى. يفضل ري النباتات عندما تكون التربة جافة قليلاً، ويجب تجنب تراكم الماء الزائد في التربة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسبب الفطريات. عموماً، يمكن أن تحتاج شجرة المورينجا إلى كميات ماء تتراوح بين 500 ملم إلى 1200 ملم في الموسم الواحد. ويمكن أن تزداد احتياجات الماء في فترات الجفاف والحرارة الشديدة، وتقل في فترات البرودة والرطوبة المرتفعة. يُفضل قياس الرطوبة في التربة واختبارها بشكل دوري لتحديد احتياجات الماء الدقيقة لشجرة المورينجا وتعديل كمية الري وفقاً لذلك.
  5. التسميد: : يمكن استخدام سماد عضوي مثل سماد الدواجن أو سماد البقر أو سماد الحديقة في التسميد الأولي قبل الزراعة. يمكن استخدام سماد مركب بتركيبة متوازنة (مثل 10-10-10) أو سماد مخصص للخضروات أو الفاكهة بمعدل يتراوح بين 100 إلى 200 جرام للمتر المربع كل شهرين خلال فترة النمو النشطة للمورينجا. عموماً، يمكن استخدام الإرشادات العامة التالية كنمط عام لتسميد شجرة المورينجا: – النيتروجين (N): يمكن استخدام النيتروجين لتعزيز نمو الأوراق والساقين. يمكن تطبيق النيتروجين بمعدل يتراوح بين 30 إلى 60 جرام/متر مربع لكل تطبيق، ويمكن تكراره كل شهرين أو ثلاثة شهور حسب حجم الشجرة وحالتها الصحية. – الفسفور (P): يمكن استخدام الفسفور لتعزيز نمو الجذور وتطوير الأزهار والثمار. يمكن تطبيق الفسفور بمعدل يتراوح بين 30 إلى 60 جرام/متر مربع لكل تطبيق، ويمكن تكراره كل شهرين أو ثلاثة شهور. – البوتاسيوم (K): يمكن استخدام البوتاسيوم لتعزيز تكوين الزهور والثمار وتحسين المقاومة للظروف البيئية القاسية. يمكن تطبيق البوتاسيوم بمعدل يتراوح بين 30 إلى 60 جرام/متر مربع لكل تطبيق، ويمكن تكراره كل شهرين أو ثلاثة شهور. يُفضل خلط الأسمدة الكيماوية مع التربة أو توزيعها حول منطقة الجذور ومن ثم سقي الشجرة بالماء لضمان امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد. يُنصح أيضاً بإجراء تحليل تربة لتحديد الاحتياجات الدقيقة للنبات وتعديل جرعات التسميد.
  6. العناية بالنباتات: يجب إزالة الأعشاب الضارة و تقليم الأفرع الزائدة وإزالة الأوراق الجافة والأغصان المكسورة بانتظام لانه يمكن أن تصبح شجرة المورينجا طويلة جداً. كما يجب توفير الدعم الهيكلي، (نظرًا لطولها)، مثل العصا أو القوامة للنباتات الشابة لمساعدتها على النمو بشكل عمودي وتجنب انحناء الساقين.
  7. مراقبة الآفات الحشرية: قد تتعرض شجرة المورينجا للهجوم من قبل بعض الآفات الحشرية مثل الدودة العقربية والحشرات الزاحفة والطائرة. يجب مراقبة النباتات بانتظام واستخدام مبيدات حشرية آمنة وفعالة إذا كانت الآفات تسبب ضرراً.
  8. مراقبة الأمراض أيضا: يمكن أن تتأثر شجرة المورينجا ببعض الأمراض الفطرية مثل العفن الأبيض والمتلازمة البنفسجية. اذا يجب مراقبة النباتات بانتظام واستخدام مبيدات فطرية آمنة وفعالة إذا كانت الأمراض تظهر على النباتات.
  9. الحصاد: يُمكن حصاد أوراق وفروع شجرة المورينجا عندما تكون في مرحلة النمو الجيدة وتكون الأوراق والفروع ذات حجم مناسب. يُفضل قطع الأفرع الجانبية بدلاً من قطع الفروع الرئيسية لتشجيع النمو الجديد.

3- الانتاجية في الهكتار

الإنتاجية المتوقعة لشجرة المورينجا في الهكتار تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك طريقة الزراعة، والتربة، والمناخ، والرعاية الزراعية المطبقة، والاحترافية في إدارة المزرعة. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك بعض التقديرات العامة للإنتاجية تستند إلى التجارب الميدانية والخبرات العملية.

عند زراعة المورينجا في نظام زراعة مكثفة بمساحة زراعية تبلغ حوالي 5000 شجرة في الهكتار، يمكن أن تكون الإنتاجية المتوقعة حوالي 10-20 طن من الأوراق الخضراء الطازجة في السنة. ومن هذه الأوراق يمكن استخراج مسحوق المورينجا الذي يُستخدم في العديد من التطبيقات الصحية والغذائية.

4- كمية المسحوق المحصل عليها

كمية مسحوق المورينجا التي يمكن الحصول عليها تعتمد على الكمية المحددة من الأوراق الخضراء الطازجة المستخدمة وطريقة التجفيف وطريقة الطحن المُستخدمة لإعداد المسحوق. عمومًا، يُعتبر الجزء العلوي من الأوراق الخضراء الشابة في شجرة المورينجا أكثر غنى بالعناصر الغذائية، ويُفضل استخدامه لإعداد مسحوق المورينجا. و باستخدام حوالي 5-7 كيلوجرامات من الأوراق الخضراء الطازجة يمكن الحصول على كيلوجرام واحد من مسحوق المورينجا. بالطبع، يعتمد ذلك على مستوى التجفيف ودرجة الطحن المرغوبة، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل على كمية المسحوق النهائية المنتجة. كما أنه من المهم أيضا اتباع إرشادات الإعداد المناسبة والنظافة الجيدة في عملية إعداد مسحوق المورينجا لضمان الجودة والنضوج الغذائي للمنتج النهائي.

5- كمية الزيت المحصل عليها

تحتوي بذور نبات المورينجا على نسبة من الزيت تتراوح بين 30 إلى 40% من وزن البذرة الجافة. يمكن استخراج الزيت من بذور المورينجا عن طريق العصر البارد أو الاستخلاص بالمذيبات. على سبيل المثال، يمكن الحصول على حوالي 300-400 مل من زيت المورينجا من كيلوجرام واحد من بذور المورينجا، وذلك يعتمد على الجودة والنقاء المطلوبين للزيت وكفاءة عملية الاستخراج المستخدمة.

6- ثمن كليو من الاوراق

أسعار أوراق المورينجا قد تختلف اعتمادًا على السوق المحلية والمكان والوفرة والطلب والموسم والكمية المطلوبة، ويمكن أن تتغير على مر الزمن. عادةً، يتم تقدير سعر كيلوجرام الأوراق الطازجة من المورينجا بين 1 إلى 3 دولارات أمريكية في بعض الأسواق.

ومع ذلك، يمكن أن تختلف أسعار الأوراق المجففة أو المسحوقة من المورينجا، حيث قد تكون أكثر تراوحًا واسعًا بين 10 إلى 50 دولارًا أمريكيًا لكيلوجرام واحد من المسحوق المجفف على سبيل المثال.

7- المركبات الموجودة في نبات المورينجا

يعتبر نبات المورينجا غنياً بالعديد من المركبات الفعالة،نسرد فيما يلي بعض الأمثلة على المركبات الموجودة فيه و كميتها:

  1. البروتين: يحتوي نبات المورينجا على نسبة عالية من البروتين، تتراوح بين 25-30% من وزنه الجاف، وهو أعلى نسبة بروتين موجودة في النباتات.
  2. الألياف: يحتوي المورينجا على كمية كبيرة من الألياف الغذائية، حيث تصل إلى 3.2 جرام لكل 100 جرام من الأوراق.
  3. فيتامين C: تحتوي أوراقه على نسبة عالية من فيتامين C، حيث تصل إلى حوالي 51.7 ملغ لكل 100 جرام.
  4. الحديد: يحتوي على كمية ملحوظة من الحديد، حيث تصل إلى حوالي 9.3 ملغ لكل 100 جرام من الأوراق المجففة.
  5. الأوميغا-3 Omega: تحتوي أوراقه على أحماض دهنية أوميغا-3 مثل حمض الألفا لينولينيك (ALA) بنسبة تصل إلى 0.37 جرام لكل 100 جرام من الأوراق.
  6. البتاكاروتينβ-Carotene: تحتوي أوراقه على بتاكاروتين بنسبة تصل إلى 6.83 ملغ لكل 100 جرام.

يجب الإشارة إلى أن تركيبة المركبات الغذائية والفعالة في نبات المورينجا يمكن أن تتفاوت بين السلالات المختلفة وكذلك حسب ظروف الزراعة والتخزين والتجهيز، ويمكن أن تتغير القيم الدقيقة وفقاً للمصدر المرجعي وطريقة القياس المستخدمة.

8- الفوائد الصحية والتغذوية

نبات المورينجا يُعتبر من النباتات الغنية بالفوائد الصحية والتغذوية، حيث يحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة والمركبات النشطة التي تُعزز الصحة وتساهم في التغذية السليمة. بعض الفوائد الصحية والتغذوية المُعترف بها لنبات المورينجا تشمل:

  1. مصدر غني بالفيتامينات والمعادن: يحتوي نبات المورينجا كما في الصوره اعلاه اختصارا على فيتامينات متنوعة مثل فيتامين C وفيتامين A وفيتامين E وفيتامين K، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المعادن مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك والنحاس، والتي تعزز الصحة العامة وتدعم وظائف الجسم المختلفة.
  2. مصدر غني بالبروتين: تحتوي أوراق المورينجا على نسبة عالية من البروتين، حيث يُعتبر المورينجا مصدرًا ممتازًا للبروتين النباتي، وهو ذو قيمة غذائية عالية ويُعزز بناء الأنسجة ويعزز صحة العضلات.
  3. مصدر قوي للمركبات المضادة للأكسدة: مثل البوليفينولات والفلافونويدات والكاروتينويدات، والتي تساعد في مكافحة التأكسد الضار وتحمي الخلايا من التلف الخلوي وتقوي جهاز المناعة.
  4. تأثير مضاد للالتهابات: تحتوي أوراق المورينجا على مركبات مضادة للالتهابات، مثل الأيزوثيوسيانات والسابونينات والفيتوكيمايكالات، والتي تمتلك خصائص مضادة للالتهابات وتساهم في تخفيف التهابات الجسم وتحسين الصحة العامة.
  1. دعم صحة الجهاز المناعي: تُعتبر المورينجا مدعمًا لصحة الجهاز المناعي، حيث تحتوي على مجموعة من المركبات النشطة التي تعزز نشاط الجهاز المناعي، مثل البيتاكاروتين وفيتامين C وفيتامين E والزنك، والتي تساعد في تعزيز مستويات الأجسام المضادة وتعزيز قوة الجهاز المناعي لمكافحة الأمراض. البتاكاروتين مركب يتحول إلى فيتامين A في الجسم، والذي يعتبر أساسياً لصحة البصر وصحة الجلد والمناعة.
  2. تعزيز الصحة الهضمية: يحتوي نبات المورينجا على مركبات تساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، مثل الألياف الغذائية والأنزيمات الهضمية، والتي تساهم في تحسين عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية وتقليل الاضطرابات الهضمية.
  3. تأثيرات محتملة في مكافحة بعض الأمراض: هناك بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن مركبات المورينجا قد تكون لها تأثيرات محتملة في مكافحة بعض الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وأمراض القلب والشرايين، وبعض أنواع السرطان، ولكن البحوث لا تزال قيد الدراسة والتحقق.

هذه بعض الفوائد الصحية والتغذوية المعروفة لنبات المورينجا، ومع ذلك، يجب على الأفراد استشارة متخصص في الرعاية الصحية قبل استخدام المورينجا كمكمل غذائي أو علاج بديل، وتجنب استخدامه بدون استشارة طبية في حال وجود حالات صحية خاصة أو استخدامه للأطفال و الحوامل أو المرضعات.

9- منتوجات نبات المورينجا في الاسواق

هناك العديد من المنتجات المستندة على نبات المورينجا متوفرة في الأسواق حالياً. ويمكن العثور علىها في مختلف الأشكال، بما في ذلك:

  1. مسحوق المورينجا: وهو شكل شائع لاستخدام نبات المورينجا، حيث يتم طحن أوراق المورينجا المجففة إلى مسحوق ناعم يمكن إضافته إلى الأطعمة والمشروبات كمكمل غذائي.
  2. كبسولات المورينجا: تتوفر كبسولات المورينجا كمكمل غذائي يحتوي على مسحوق المورينجا المجفف في كبسولات سهلة البلع.
  3. مستخلصات المورينجا: تستخرج بعض الشركات مستخلصات خاصة بنبات المورينجا تحتوي على مركبات محددة مثل مستخلص المورينجا النقي.
  4. منتجات التجميل: يمكن العثور على منتجات التجميل التي تحتوي على مستخلصات من نبات المورينجا، مثل مستحضرات العناية بالبشرة والشعر.
  5. منتجات العناية الشخصية: تتوفر أيضاً منتجات العناية الشخصية مثل الصابون ومعجون الأسنان ومزيل العرق والشامبو التي تحتوي على مستخلصات من نبات المورينجا.

يجب التأكيد على أنه من المهم دائماً قراءة المكونات واتباع تعليمات الاستخدام الموجودة على العبوة، واللجوء الى الطبيب قبل استخدام أي منتجات جديدة كمكمل غذائي أو للعناية الشخصية.

ملفات ذات الصلة :

ملف حول نبات “المورينجا Moringa oleifera” الجزء الاول : الخصائص البيولوجية والمورفولوجية و المساحات المزروعة في العالم و المتطلبات البيئية – الموقع العلمي للدكتور الحسن اشباني (dr-achbani.com)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE