الصحة

النخيل القزم الذي يجهل فوائده الكثيرون

د. الحسـن اشباني

النخيل القزم، المعروف أيضًا باسم النخيل الأمريكي القزم، واسمه العلمي هو “Chamaerops humilis cerifera“هو نبتة أصلية من شمال أمريكا. وهو يستخدم منذ قرون من قبل السكان الأصليين لخصائصه الطبية. وقد تم دراسة فوائد ثمار النخيل القزم، المعروفة أيضًا باسم ثمار النخيل القزم، لصحتها، وخاصة بالنسبة للرجال. وقبل التطرق الى فوائده، لا بد ان نتجدث قليلا عن هذه الشجرة التي يرى فيها الانسان نبات الزينة ليس الا.

يستخدم زيت نخيل القزم كبديل لمصادر الزيت النباتي الأخرى التي تحتاج إلى مساحات أكبر للإنتاج، مثل زيت جوز الهند وزيت الصويا. وتستخدم معظم هذه المحاصيل الاخيرة للزراعة الواسعة النطاق وتؤدي إلى إزالة الغابات والإخلاءات الكبيرة للأراضي، مما يؤدي إلى فقدان الموائل الطبيعية للحيوانات والنباتات وتدهور البيئة.

كما أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل النخيل القزم مفيدًا للحفاظ على الغابات هو أنه يحتاج إلى مساحة أقل من المحاصيل الزراعية الأخرى لإنتاج كميات مماثلة من المحصول. وبالتالي، يمكن زراعته على أراضٍ متناهية الصغر وحتى على أراضٍ قليلة الخصوبة.

الدول المهتمة بالنخيل القزم، المساحة، الانتاج، التثمين

العديد من الدول حول العالم تستخدم نخيل الزيت القزم كبديل مستدام لمصادر الزيت النباتي الأخرى التي تحتاج إلى مساحات أكبر للإنتاج، من بينها:

  1. إندونيسيا: تعتبر إندونيسيا أكبر منتج ومصدر لزيت النخيل في العالم، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالنخيل حوالي 14 مليون هكتار، وتنتج حوالي 40 مليون طن من زيت النخيل سنويًا. وتستخدم النخيل القزم في العديد من الصناعات، مثل صناعة الزيوت النباتية والأغذية المعلبة والصابون والمنظفات والوقود الحيوي.
  2. ماليزيا: تحتل ماليزيا المرتبة الثانية بعد إندونيسيا في إنتاج زيت النخيل، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالنخيل في ماليزيا حوالي 5.85 مليون هكتار، وتنتج حوالي 19.5 مليون طن من زيت النخيل سنويًا. ويتم استثماره في العديد من الصناعات، مثل صناعة الزيوت النباتية والشموع والأغذية المعلبة والصابون والمنظفات.
  3. تايلاند: تستخدم تايلاند نخيل الزيت القزم كبديل لزيت الصويا في الصناعات الغذائية، حيث تنتج حوالي 2 مليون طن من زيت النخيل سنويًا.
  4. كولومبيا: تعتبر كولومبيا من أهم منتجي زيت النخيل في أمريكا اللاتينية، حيث تنتج حوالي 1.5 مليون طن من زيت النخيل سنويًا. ويتم استثماره في العديد من الصناعات

هناك أيضًا العديد من الدول الأخرى مثل نجيريا وغانا والكاميرون وكوت ديفوار والبرازيل وغيرها التي تستخدم نخيل الزيت القزم كبديل مستدام لمصادر الزيت النباتي الأخرى.

مكونات النخيل القزم

مكونات النخيل القزم حسب قاعدة بيانات القيم الغذائية الوطنية للولايات المتحدة لكل 100 جرام هي:

  • الكربوهيدرات: 75 غرام
  • الألياف: 13.1 غرام
  • الدهون: 0.5-1.5 غرام
  • البروتين: 2.4 غرام
  • الفيتامينات:
  • فيتامين C: 45 ملغ
  • فيتامين A: 18 مكغ
  • المعادن:
  • الكالسيوم: 26 ملغ
  • الحديد: 0.8 ملغ
  • البوتاسيوم: 220 ملغ

دور كل مكون من مكونات النخيل القزم :

  1. الكربوهيدرات: يحتوي النخيل القزم على كمية عالية من الكربوهيدرات، وهي المادة الأساسية التي يستخدمها الجسم للحصول على الطاقة. تعتبر هذه المادة مهمة جدًا للجسم، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بممارسة النشاط البدني الشديد.
  2. الألياف: يحتوي النخيل القزم على كمية عالية من الألياف، وهي المادة المسؤولة عن تحسين عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء. كما تساعد الألياف على تقليل مستويات الكولسترول في الدم والوقاية من الإمساك.
  3. الدهون: يحتوي النخيل القزم على كمية قليلة من الدهون، وتتراوح نسبة الدهون في النخيل القزم بين 0.5-1.5٪ فقط من الوزن الجاف.
  4. البروتين: يحتوي النخيل القزم على كمية معتدلة من البروتين، وهي المادة المسؤولة عن بناء العضلات والأنسجة الحيوية في الجسم. كما تساعد البروتينات في تقوية جهاز المناعة وتعزيز صحة الجلد والشعر.
  5. الفيتامينات والمعادن: يحتوي النخيل القزم على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك فيتامين C وفيتامين A والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم. تلعب هذه المواد الغذائية دورًا مهمًا في تقوية جهاز المناعة والمساعدة في بناء العظام والأسنان والوقاية من الأمراض المزمنة.

فوائد النخيل القزم الصحية

  • البروستاتا : غالبًا ما يستخدم النخيل القزم لعلاج مشاكل البروستاتا لدى الرجال. تحتوي ثمار النخيل القزم على الفيتوستيرولات، وهي مركبات تشبه الكوليسترول ولكنها من المصادر النباتية. تم دراسة الفيتوستيرولات لقدرتها على تخفيف التهاب البروستاتا وتحسين الصحة البولية. وقد أظهرت الدراسات أيضًا أن استخراجات النخيل القزم يمكن أن تخفف أعراض تضخم البروستاتا الحميدة، مثل الألم وصعوبة التبول.
  • عدم تساقط الشعر: يمكن أن يكون للنخيل القزم أيضًا فوائد للشعر. تم دراسة استخراجات النخيل القزم لقدرتها على تقليل تساقط الشعر وتحفيز نمو الشعر لدى الرجال. وقد أظهرت الدراسات أن استخراجات النخيل القزم يمكن أن تثبط إنزيم 5-ألفا-ريدكتاز، وهو إنزيم مسؤول عن تحويل التستوستيرون إلى الديهيدروتستوستيرون (DHT)، الذي يرتبط بتساقط الشعر لدى الرجال.
  • الرغبة الجنسية : يمكن أيضًا أن يكون للنخيل القزم فوائد للرغبة الجنسية، فقد أظهرت الدراسات أن مستخلصاته يمكن أن تزيد من مستويات التستوستيرون عند الرجال، مما يمكن أن يحسن الرغبة الجنسية والوظيفة الجنسية. كما درست مستخلصات النخيل القزم لقدرتها على تقليل مستويات البرولاكتين، وهي هرمون يقلل من الرغبة الجنسية عند الرجال.
  • صحة القلب: أظهرت الدراسات أن مستخلصات النخيل الصغير يمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول LDL، المعروف أيضًا باسم “الكوليسترول السيئ” في الدم. وقد تم دراسة مستخلصات النخيل الصغير أيضًا لقدرتها على زيادة مستويات الكوليسترول HDL، المعروف أيضًا باسم “الكوليسترول الجيد” في الدم. ويعتبر ارتفاع مستوى الكوليسترول HDL مرتبطًا بتقليل خطر الأمراض القلبية مثل السكتات القلبية والسكتات الدماغية.
  • حب الشباب : يمكن أن يكون للنخيل الصغير فوائد على البشرة، ولا سيما علة “حب الشباب”. فقد تم دراسة مستخلصات النخيل الصغير لقدرتها على تثبيط نشاط إنزيم 5-ألفا-ريدكتاز، الذي يشارك في إنتاج الدهون الزائدة. ويمكن أن تسد المسامات الجلدية الزيادة في إنتاج الدهون وتسبب طفح جلدي مثل حب الشباب. بتثبيط نشاط هذا الإنزيم، يمكن لمستخلصات النخيل الصغير المساعدة في تقليل إنتاج الدهون الزائدة والوقاية من ظهور حب الشباب.
  • التهابات المسالك البولية : أظهرت الدراسات أن مستخلصات النخيل الصغير يمكن أن تثبط نمو بعض البكتيريا التي تسبب التهابات المسالك البولية، مثل الإشريكية القولونية.
  • العدوى البولية : يمكن أن يكون النخيل الصغير مفيدًا أيضًا للوقاية من العدوى البولية. أظهرت الدراسات أن مستخلصات النخيل الصغير يمكن أن تثبط نمو بعض البكتيريا التي تسبب العدوى البولية مثل الإيشيريشيا كولاي. كما يمكن لمستخلصات النخيل الصغير أن تساعد في تقليل الالتهاب في المسالك البولية، مما يمكن أن يقلل من الأعراض المرتبطة بالعدوى البولية.

جرعة اليومية الموصى بها

للاستفادة من فوائد النخيل القزم، يجب تناول جرعة يومية منه. ولكن الجرعة المناسبة تختلف من شخص لآخر وتعتمد على العمر والجنس والوضع الصحي للشخص. بشكل عام، يمكن تناول 2-3 ملاعق صغيرة من زيت النخيل القزم يوميًا، وذلك باستخدامه في الطبخ أو وضعه في السلطات. كما يمكن تناول 1-2 ملعقة صغيرة من مسحوق النخيل القزم يوميًا، وذلك عن طريق خلطه مع الحليب أو العصائر.

ولكن يجب الانتباه إلى أن تناول كميات كبيرة من النخيل القزم يمكن أن يسبب تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن. كما يجب الحذر عند استخدام زيت النخيل القزم للطهي، حيث أنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول في الدم وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

استشارة الطبيب قبل البدء في تناول النخيل القزم واجبة ،

خاصة إذا كان الشخص يعاني من أي حالات صحية معينة أو يتناول أي أدوية.

وفي النهاية، يجب الإشارة إلى أن النخيل القزم ليس بديلاً كاملًا عن الأطعمة الأخرى الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية. لذلك، يجب تناوله كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن، يشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة الطبيعية والمغذية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE