المنبر الحر

مع د. حسناء الشريف الكتاني : لماذا اصيب الغرب بالسعار في محاربة الاسرة الى هذه الدرجة؟

د. حسناء الشريف الكتاني

الغرب أصيب بالسعار، يبدو أنه أصبح يدق نواقيس خطر انتشار الإسلام بشكل غير مسبوق، فأحيا محاكم التفتيش. البلد تلو الآخر يهدد الآباء المسلمين بسحب أبنائهم منهم في حال ثبت أنهم يتدخلون في “أمورهم الشخصية!!!”. وبالفعل قامت إسبانيا بسحب أبناء سيدة مغربية والسويد أيضا قامت بسحب 4 أطفال لعائلة سورية والوليد الخامس سحبته دقائق بعد إنجابه و أيضا سحبت طفلا لمغربية فماتت قهرا والآن كندا فعَّلت نفس القرار وقبلها بريطانيا وأمريكا والنرويج، وليس هذا فحسب بل بعد السحب يقومون بتفريق الأشقاء بين العائلات.

لماذا هذا لا يحدث مع الجاليات الهندوسية مثلا أو أي دين آخر،!!؟

مما لا شك فيه هو أن الجالية المسلمة أبت إلا أن تصبح مجموعة “جاليات” متشرذمة متفرفة يعادي بعضها بعضا وتعلو قومياتها على هويتها الإسلامية العليا ويحارب بعضها بعضا فأصبحت غثاء كغثاء السيل لا يُرفع بها رأس ولا يحسب لها أي حساب.

ولكم حرص شهيد انبعاث الإسلام في الأندلس البروفيسور علي بن المنتصر الكتاني رحمه الله على توحيد صفوفهم وتنبيههم إلى خطر الفرقة إلا أنهم أبوا إلا أن يصبحوا الحلقة الأضعف من بين كل مكونات المجتمع الغربي.

وفي هذا الصدد أصدر عدة كتب وعلى رأسها:
Muslim minorities in the world today
وترجمه إلى العربية تحت عنوان “الأقليات المسلمة في العالم اليوم“.

وكتب أيضا عشرات المقالات في هذا ومن بينها مقال بعنوان Muslim Minorities in non muslim countries opportunities and challenges وقد قمت بترجمته إلى العربية تحت عنوان الأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة تحديات وفرص.

https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/02666959008716166?journalCode=cjmm19

أعرض عليكم فيما يلي بعض المقتطفات من المقال المترجم:

(بينما التعاليم الاسلامية بسيطة، نجد الممارسة أكثر تعقيدا. والواقع أن ” الجالية المسلمة ” في بلد ذي أغلبية مسلمة، حالها كحال الجالية في بلد ذي أقلية مسلمة، تتألف من أفراد أكثر أو أقل تضامنا مع بعضهم البعض، وأكثر أو أقل عرضة للتأثر بالأفكار غير الإسلامية أو المعادية للمسلمين. .

لذلك، فإن ” الجالية المسلمة ” غير المتماسكة والمتضامنة والمحيطة بتعاليم الإسلام، لن تتمكن على المدى البعيد من التبادل الحر للأفكار. ولن تتمكن من الاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات بنجاح.

ومع ذلك، فإن تماسك الأمة ككل، وتضامنها مع أعضائها، له أيضا حدوده. كما أن الأغلبية المسلمة قد تحتفظ أو تتشرب، بالرغم من أنها مسلمة، بأفكار غير إسلامية فتؤدي إلى تقسيم الأمة أو تقطيع أوصالها. وقد تتصرف “أقلية مسلمة” على نحو يضر بمصالحها الخاصة، أو قد تستخدمها للاستفادة من ميزة سياسية قصيرة المدى لا تخدم بالضرورة المنفعة العامة للأمة.

ولذلك، ينبغي على الفرد داخل “أقلية مسلمة”، و”أقلية مسلمة” داخل الأمة، أن يتصرفوا دائما “بتضامن نشط” فيما بينهم وأن يقيسوا كل عمل من خلال مدى فائدته للإسلام و” الجالية المسلمة ” ككل؛ وهذا هو المعنى الحقيقي “للتقوى”. وبعبارة أخرى، لا يمكن ” لجالية مسلمة ” أن تكون صالحة إلا إذا كان تنظيمها قائما على مبدأ الشورى في الإسلام، وعلى احترام الفرد داخلها واحترام فكره. ويجب على “الأغلبية المسلمة” أن تتفهم الوضع الحرج “للأقلية المسلمة” وأن تمتنع عن “استخدامها” كأداة لمصالحها القصيرة المدى.

فإذا لم تكن “الجالية المسلمة” متماسكة وذات دراية برسالة الإسلام، ومحكمة التنظيم، فسينتهي بها المطاف إلى الذوبان في المجتمع غير المسلم، بضياع أفرادها وجماعاتها، وانقسامها، وبمرور الوقت سيمحى جميعهم تماما من المشهد)…انتهى

🕹كلام في غاية الأهمية والخطورة، كم وددت أن يترجم المقال الذي كان قد نشر في صحيفة أسترالية (The Australian Minaret) في غشت من سنة 1990م إلى معظم اللغات الغربية الحية حتى يصل إلى كل جالياتنا في الغرب فتستمر الرسالة التي عاش واستشهد من أجلها والدي رضي الله عنه وأرضاه..

د. حسناء الشريف الكتاني– طبيبة متخصصة في تجميل الأسنان‎/ تخرجت من جامعة أردنية عام 1996، قبل أن تنال دكتوراه طب الأسنان بجامعة محمد الخامس بالرباط،

مقالات الكاتبة :

https://dr-achbani.com/نوابغ-علماء-العرب-والمسلمين-في-الرياض/

د. حسناء الشريف الكتاني : الدارجة بدل العربية dr-achbani.com

من يحارب العربية فإنما يستهدف الإسلام بعينه + dr-achbani.com

لدكتورة حسناء الشريف الكتاني : أمي من مثل أمي dr-achbani.com

لدكتورة حسناء الشريف الكتاني : أمي من مثل أمي dr-achbani.com

ملحق عن د. علي بن المنتصر الكتاني رحمه الله :

حسب موقع : https://ar.wikipedia.org/wiki/علي_الكتاني/

علي بن المنتصر الكتاني (27 سبتمبر 1941، فاس – 10 أبريل 2001، قرطبة) تقني ومؤرخ ورائد في علوم الطاقة الشمسية وباحث في شؤون الأقليات المسلمة. كانت الأندلس أكبر اهتماماته، أنشأ من أجلها عدة مؤسسات وجمعيات، كما كتب حولها عدة مؤلفات، من بينها كتاب انبعاث الإسلام في الأندلس.

ولد علي الكتاني في رمضان بمدينة فاس، وتربى ونشأ في أسرة متدينة، فوالده محدث الحرمين الشريفين سيدي محمد المنتصر الكتاني، الذي كان من أبرز علماء الوقت. والدته هي أم هانيء سليلة العلامة الخطيب سيدي عبد السلام سليل آل الفاسي الفهري من لبلة.

نشأ في هذا الجو وفي هذه البيئة يرتضع معاني الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية، نشأ في فاس، ثم انتقل إلى سلا ثم طنجة، ومنها إلى الرباط. ثم رحل مع والده وأسرته إلى دمشق في سوريا. ومن هناك أنهى دراسته التعليمية المدرسية. أراد والده بعد أن أعده الإعداد الديني، والإعداد الفقهي، والإعداد التثقيفي، أن يرسله إلى دول أوروبا حتى تتلقح أفكاره، ويأتي بجديد الوقت.

انتقل للتدريس في مختلف جامعات أمريكا، خاصة معهد ماساتشوستس للتقنية، والذي يعد أعلى معهد جامعي في العلوم التجريبية، خاصة الفيزياء، والتكنولوجيا، والهندسة في العالم. من هناك أراد له والده أن يخرج من أوروبا وديار الغرب قائلا له: «متى علوت فيهم، ومتى ارتفعت مكانتك بينهم، حتى لو أصبحت رئيسهم؛ فلن تكون إلا عبدا لهم وخادما لهم».

فأوصاه ونصحه بالدخول إلى البلاد الإسلامية والدول العربية حتى يكون علمه ونتاج علمه فائدة ومفيدا لمجتمعه الإسلامي، وحتى تستفيد الدول الإسلامية والعربية من علومه. إذ كان عالما بارزا في الطاقة، اشتهر بكتاب ألفه هو وعشرة من علماء الطاقة في العالم، وكان أول عالم عربي بل مسلم يتخصص في الطاقة الشمسية، ومن مؤسسييه، وتخصص في هندسة البلازما وألف فيه كتابا بقي يدرّس في معاهد أميركا لمدة طويلة، وإلى الآن يعد مرجعا في بابه. وفي المملكة العربية السعودية كان من المؤسسين لـ جامعة البترول والمعادن المسماة الآن بـ جامعة الملك فهد، وبقي فيها مدرسا ومفيدا وناشرا ومبرمجا لمناهجها، وكذلك كان يحضر عشرات المؤتمرات العالمية في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.

كان يتحدث بتسع لغات؛ منها اللغة الإنجليزية، واللغة العربية، واللغة الأمازيغية، واللغة الإسبانية، واللغة الفرنسية، واللغة الإيطالية، واللغة السويدية، واللغة الألمانية، واللغة البرتغالية. ولكن كان يتقن أربع لغات من تلك اللغات؛ وهي: اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، واللغة الفرنسية، واللغة الإسبانية. كان يؤلف بها ويخاطب بها، ويشارك بها، وتستجوبه الإذاعات بهذه اللغات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Radio
WP Radio
OFFLINE LIVE