هل سيكون هناك طوفان عربي بعد طوفان الأقصي: بودكاست الصحفي محمد جمال هلال مع د. محمد المنصف المرزوقي، الرئيس السابق لتونس


د. الحسن اشباني
في بودكاست الطريق ” الموسم الثاني”، أجرى الإعلامي محمد جمال هلال مقابلة شيقة مع الرئيس التونسي الأسبق د. المنصف المرزوقي في أول ظهور ه على البودكاست. في هذه الحلقة التي تحمل عنوان “قراءة في مراجعات وبدائل مشروع التحرر وثورات الربيع العربي بعد معركة طوفان الأقصى”، تناول الحوار العديد من القراءات، وبشكل خاص كتاب المراجعات والبدائل لضيف الحلقة. وهل سيكون هناك طوفان عربي بعد طوفان الاقصى؟
الملخص لما جاء في الحوار
- أن استقبالي لخالد مشعل وأبي العبد إسماعيل هنية في قرطاج كلَّفني كثيرًا، لأن السفارة الأمريكية لعبت دورًا كبيرًا في إقصائي من السلطة في ذلك الوقت.
- لو كان الرئيس الشهيد محمد مرسي ما زال حاكمًا اليوم، لما تعاني غزة كما هي عليها اليوم.
- اليوم، لا يوجد مكان أكثر خطورة على اليهود من إسرائيل.
- ما بعد 7 أكتوبر لن يكون كما قبله، الأمر الأهم بالنسبة لي هو تحطيم صورة إسرائيل نهائيًا وتفكيك سرديتها على الدوام.
- أؤمن أن العقد القادم سيكون حافلاً بتغييرات جذرية، وربما يكون ما حدث اليوم في غزة هو الذي سيحسم الصراع على الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
- النضال الديمقراطي السلمي، رغم تكلفته، هو الحل في كل الأوقات.
- لا بد من تجديد الفكر الإسلامي السياسي.
- أتذكر عندما حدث الانقلاب على الرئيس الشهيد، كان بجانبي رئيس فرنسا أثناء زيارتي الرسمية لفرنسا، فطلبت منه موقفه من هذا الانقلاب، رفض يومها أن يأخذ موقفًا واضحًا إما معي في السيارة أو حتى في المؤتمر الصحفي…
- إذا كنتم ترغبون في حياة بلا كرامة، فالله يعينكم… كان هذا ردي على سؤال المذيع حول مَن ينادي بضرورة التقارب بين التيارات الإسلامية والاعتراف بها والتعايش بسلام معها من أجل إعادة بناءها مرة أخرى.

نص الحوار بعد تصحيحه ليكون مقروءا
محمد جمال هلال:
السلام عليكم، مرحباً بكم في حلقة جديدة من بودكاست الطريق، حيث نستضيف اليوم الرئيس التونسي السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي. نرحب بفخامة الرئيس وبكم جميعًا في هذه الحلقة التي تحمل عنوان “قراءة في مراجعات وبدائل مشروع التحرر وثورات الربيع العربي بعد معركة طوفان الأقصى“. في هذه الحلقة، سنتناول العديد من القراءات، وبشكل خاص كتاب المراجعات والبدائل للرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي.
فخامة الرئيس، نحن دائمًا ملتزمون بتقديم الرأي الموضوعي ومناقشته بعمق في بودكاست الطريق. إذا كنا نرغب في التعليق على الواقع العربي الحالي بشكل موضوعي، فهناك العديد من الأسئلة التي نأمل أن تتسع صدوركم للإجابة عليها. سنتناول أيضًا البدائل والمراجعات في المشروع العربي، إذا كان هناك فعلا مشروع عربي، بحيث يعتبر البعض أنه لا يوجد مشروع عربي كامل، وأن التجربة العربية لم تكتمل بعد. هؤلاء الذين ثاروا لم تكن لديهم رؤية وأهداف محددة. كيف يمكننا قراءة ذلك في ضوء معركة طوفان الأقصى الجديدة التي يعتقد البعض أنها ستغير المنطقة؟
د. المنصف المرزوقي :
بالنسبة للفكرة الرئيسية، فإنها تتمحور حول مفهوم الأزمة. تعتبر كلمة “الأزمة” تلخيصًا شبه شاملًا للعديد من الأمور. يعتقد الناس عمومًا أن الأزمة تتضمن بشكل أساسي الجانب السلبي والتدميري أو الضغط النفسي وما إلى ذلك، ومع ذلك، في الواقع، يكون للأزمة غالبًا وجه إيجابي مهم للغاية. فالأزمة هي نقطة تقاطع تمنحك فرصة لاستغلال تجاربك السلبية لتسلك الطريق الصحيح. حاليًا، يواجه العالم بأسره سلسلة من الأزمات المتتالية، ومن يزعم أن الأزمة مرحلة قصيرة تليها مرحلة استرخاء يخطئ. العالم يتقدم من أزمة إلى أخرى، ويتطور من موقف لآخر، لدينا أزمة المناخ الكبرى التي قد تؤدي بالطبيعة إلى كارثة، ولكنها تعتبر أيضًا فرصة للتجديد. لدينا أزمات الشعوب والدول والنظم السياسية والديمقراطية، ولكن لدينا أيضًا أزمة الديكتاتورية، بالإضافة إلى أزمة الأيديولوجيات التي تعودنا عليها والتي تشمل الإسلام السياسي والديمقراطية التقدمية والليبرالية. تتعرض كل هذه النظم الفكرية لأزمات تكشف كل إخفاقاتها وتجعلها جاهزة للتجديد، لأن الأزمة هي التي تمنح القوة للتجديد. وضعنا العربي ليس فريدًا، إذ نعيش أزمات متعددة تعتبر جزءًا من هذه الديناميكية العالمية. تعني الأزمات العربية، بشكل خاص، اليأس والفقر وتراجع الثورات ومأساة شعبنا في غزة الآن، ولكن الأهم هو ما بعد هذه الأزمة، وما الذي يمكن أن تجلبه من جديد، وما هي القوة التي نحن في طريقها لصنع المستقبل الذي نتطلع إليه. يجب أن نفكر بهذه الطريقة. أنا أرفض دائمًا الانخراط في التشاؤم والسوداوية والبكاء، التي غالبًا ما تركز فقط على الجانب المظلم من الأزمة، وتنسى أن هذه الأزمة في الواقع هي أكبر فرصة للتجديد، وأن العالم يتجدد دائمًا من خلال الأزمات.
محمد جمال هلال:
إذا، تعتبر أن الأزمة التي يمر بها العالم العربي، والتي يُطلق عليها “زجر الربيع العربي” أو “انتكاسة الربيع العربي”، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الثورات المضادة، والانقلابات العسكرية والدستورية كما حدث في مصر وتونس وفي جميع أنحاء العالم العربي، التي نشدت فيها الشعوب الحرية على مدار العقد الماضي، إيجابية ويمكن استثمار الفرص فيها.؟


د. المنصف المرزوقي :
بالطبع، يجب أولاً أن نفهم ما تمثله هذه الثورات من “الربيع العربي”. كانت تعبر عن أزمة في النظام السياسي، ويظهر بوضوح أن هذا النظام الاستبدادي الذي كان موجودا هو الان في نهاية مساره، ولم يعد قادرًا على إقناع الناس أو الحفاظ على مكانته. فقد أفنى كل ما لديه من طاقة. الفترة كانت فترة تغيير لأن الأزمة كانت خانقة. وعلى الرغم مما يقال، إلا أن الناس عادة ما ينظرون إلى الجانب السلبي دون النظر إلى الجانب الإيجابي من هذه الفترة. في تونس، قمنا بوضع أسس لدولة ديمقراطية ودولة قانون، وعملنا على صياغة دستور من أفضل الدساتير. وفي مصر أيضًا، كانت هذه السنة مهمة جدًا للوعي العام. هذه الأزمة ولدت أيضًا شعورًا بالخطر على الوجود، ولذلك استخدمت كل القوة الداخلية لاستعادة مكانة النظام القائم. الحرب ما زالت مستمرة، ومن يعتقد أن الثورة المضادة انتصرت فهو مخطئ. فالثورة المضادة فشلت في هزيمة الثورة، وفشلت بدورها. هل يمكنها تجديد نفسها؟ لا أعتقد، لأن عندما تسيطر السلبيات على الإيجابيات، فإنها تؤدي إلى الدمار. نحن الآن في مرحلة ما بعد الثورة المضادة، وأعتقد أن ثورة الربيع العربي تعلمت من أزمتها وتجربتها، والآن تُجسد كل فرص التجديد.
محمد جمال هلال:
اذا حتى الثورات المضادة تستغل هذه الازمات لتتجدد هي الاخرى كأنظمة استبدادية، فقد رحل زين العابدين وأيضا مبارك ورحلت انظمة القذافي وغيره، لكن حلت محلها انظمة أسوا وأشد استبدادا و قتامة.

د. المنصف المرزوقي :
نعم، تعلمت هي أيضًا، لذلك قلت لك إن النظام الديمقراطي والاستبدادي كليهما في أزمة، فنفس قوانين التجدد والتحرك تلعب على المستويين، ومن هنا فالمعركة ما زالت مستمرة. لكن دعني أقول لك كديمقراطي، أدرك أن الطرف الآخر يتجدد، ولكني أيضًا أتجدد بكيفية تجعلني أواجه تجديده. فالمعركة مستمرة ولن تنتهي.. ومن يتصور أن معركة تحرير الإنسان وتحرير الشعوب ستنتهي فهو مخطئ، لذا ستتواصل الأزمات، ولكن كل أزمة ترفع من منسوب التحدي وتعزز الإيجابيات مثلما تعزز السلبيات، وتلك هي سنة الحياة التي لا مفر منها. لهذا أقول لكل الناس الذين يستسلمون بسهولة لليأس والإحباط، إنكم مخطئون.. يجب عليكم أن تدركوا بالعكس أن هذه الأزمات ستجلب لنا فرصًا لتحقيق بعض الأحلام التي نسعي للوصول اليها.
فإذا كان المجتمع لا يحتاج إلى العدالة والحرية، هل هذا يعني أنه يحتاج إلى الظلم والاستبداد؟ المشكلة هي أن هذه الديمقراطية تواجه أزمة في معظم بلدان العالم، وليس فقط في العالم العربي، وتتمثل هذه الأزمة في النظام والأيديولوجيا.
محمد جمال هلال:
في كتابك “المراجعات والبدائل”، وهو كتاب هام للغاية، أسمح لي أن أُعيد كلامي الذي أقوله دائمًا في غيابك، ألا وهو أن هذا الكتاب قُدِّم بلغة أدبية رائعة وحس مرهف، وبنظرة ثاقبة في النقد، حيث قمت بنقد تيارك ونفسك والديمقراطية بشكل عام. ومع ذلك، يقول البعض أن هذا العالم العربي لا تصلح له الديمقراطية على الإطلاق. والآن نسمع عن “ما بعد الديمقراطية” كمفهوم، وبصراحة، هل لا ترى أننا في عصر “ما بعد الديمقراطية” فخامة الرئيس ؟
د. المنصف المرزوقي :
لا، كيف يمكن أن نقول إننا لا نستحق الديمقراطية وأننا لم ننضج بعد لتبنيها؟ هذا مثل القول باننا لسنا كذلك بالنسبة لمطلب العدالة ولمطلب الحرية وهي مطالب اساسية مثل الشرب والاكل، بمعنى أن الإنسان ليس ناضجًا بما يكفي ليأكل أو يشرب؟ هذه أفكار عديمة الجدوى. إن المجتمعات بحاجة إلى الحرية والعدالة مثل احتياجها للضروريات الأساسية. العدالة تعني توزيع الثروة والسلطة بطريقة عادلة، والحرية تسمح للإنسان بإظهار قدراته بشكل كامل. فإذا كان المجتمع لا يحتاج إلى العدالة والحرية، هل هذا يعني أنه يحتاج إلى الظلم والاستبداد؟ المشكلة هي أن هذه الديمقراطية تواجه أزمة في معظم بلدان العالم، وليس فقط في العالم العربي، وتتمثل هذه الأزمة في النظام والأيديولوجيا. النظام يشمل مؤسسات الدولة مثل الانتخابات والأحزاب، وهذه المؤسسات جميعًا في أزمة بسبب الفساد المالي وقمع حرية التعبير. أما بالنسبة للأيديولوجيا، فالديمقراطية الغربية المبنية على الفردانية تبدو كاذبة، حيث أن الفرد ليس قادرًا على اتخاذ القرارات الأمثل له وحده. في الواقع، الديمقراطية تاريخيًا كانت تقوم على نظام المجالس، وهذا النظام كان موجودًا قبل الديمقراطية الغربية بآلاف السنين، فقد وجد في بلاد ما بين النهرين وفي اثينا وعند القبائل الافريقية، وعند الرومان.
محمد جمال هلال مقاطعا : وايضا عند بلقيس “يا ايها الملا افتوني في امري..”.
د. المنصف المرزوقي : بالتأكيد، عند العرب، يُعتبر نظام المجالس خيارًا مقاومًا للنظام الحكم الفردي، حيث تطوّر ووصل في مرحلة معينة إلى مفهوم الديمقراطية الغربية الحديثة. ومع ذلك، فإن هذا النظام اليوم، كما أظهرت التجارب، يعاني من انحرافات كبيرة. فالحكم ليس فرديا و لكن في ايدي افراد وعصابات تتحكم في المال ووسائل الإعلام. ببساطة، هناك يد خفية تسيطر على كل دواليب الدولة. أنا درست في هارفارد، وكان لدي علاقات وثيقة مع باحثين في الجامعات الأمريكية، التي تعمل حاليًا على تطوير مفهوم “ما بعد الديمقراطية”. يهدف هذا التطوير إلى تحسين النظام الحالي ليتناسب مع متطلبات العدالة والحرية، بحيث أن تحقيقه يتطلب استيعاب الدروس المستفادة من الأخطاء التي ارتكبت في الماضي.

بالنسبة لي، فأنا طبيب قبل أن أكون كاتبًا أدبيًا، وأؤمن بأن التجربة هي أساس النجاح. تضع نظرية أو فرضية ثم تقوم بالتجربة، وتعدل مسار الاهداف استنادًا إلى نتائج التجربة. وهكذا ينبغي أن تكون المنظومة الديمقراطية، حيث تُظهر التجارب العملية أنها تواجه عقبات، كما حدث في تونس، حيث نجح الأعداء في الاستيلاء على وسائل الإعلام وعلى الاحزاب السياسية والتلاعب بالانتخابات. إذا كنت تعتبر الديمقراطية الحل الوحيد ضد الحكم الفردي، فعليك أن تستمر في النضال من أجل تحسين هذه الآليات. فالتطوير عملية مستمرة، بحكم أن الاستبداد جزءً من طبيعة المجتمع. إنها معركة لا تنتهي، وعلى الناس فهم ذلك.


من يعتقد أن الأيديولوجيات، سواءً كانت الإسلام السياسي أو الليبرالية أو الشيوعية، هي الحل الجذري والنهائي للأزمة، فهو مخطئ. فكل أيديولوجية تحتاج إلى تجديد وتقييم مستمر. فالشيوعية، على سبيل المثال، فشلت وتم تركها جانبًا، والتفكير الاشتراكي ايضا فشل يجب ان يتجدد. وبالنسبة للإسلام السياسي، فقد استخدمت بعض الجماعات العنف (بالسلاح كما فعلت داعش)، وهو ما أدى إلى كوارث، و حاول التفاوض مع أنظمة الاستبداد مثلما فعلت النهضة. لذا، يجب تجديد فكر الإسلام السياسي من خلال هذه التجارب المذكورة.
فبناءً على تجربتي كرئيس دولة سابق، أؤكد أن الانظمة الديمقراطية الغربية لا تريد سوى الاستبداد العربي، وهي سعيدة جدًا بالمستبدين العرب الذين تعتبرهم حراسًا لمصالحها.وهم لا يؤمنون إلا بالديمقراطية داخل بلدانهم فقط.
محمد جمال هلال مقاطعا :
طيب، دعنا نناقش هذه المسائل بشكل متسلسل، ولكن قبل ذلك، أود أن أطرح عليك وجهة نظرك في الرؤية التي يتبناها البعض بشأن عدم توافق بعض الشعوب مع مفاهيم الديمقراطية أو فهمها، مثل نظام المجالس، و ان منطقتهم مستقرة وتعيش في رغد، وهي انظمة لا يوجد فيها مجالس ومعروفة بحكم الفرد، بينما يرون الديمقراطية مصدرًا للفوضى وعدم الاستقرار، مثل ما يحدث من واقع قاس اقتصاديا وسياسيا في مصر وتونس وليبيا الخ.. الديمقراطية بالنسبة لهم مؤامرة غربية استعملتها امريكا لتقسيم ليبيا وتمزيق تونس وتزيد الاستبداد في مصر؟ فهل تعتقد أن هذه الحجج تستند إلى وقائع حقيقية؟
د. المنصف المرزوقي :
أعتبر هذه الافتراءات أكبر كذبة سمعتها في حياتي. فبناءً على تجربتي كرئيس دولة سابق، أؤكد أن هذا غير صحيح تمامًا. الانظمة الديمقراطية الغربية لا تريد سوى الاستبداد العربي، وهي سعيدة جدًا بالمستبدين العرب الذين تعتبرهم حراسًا لمصالحها.وهم لا يؤمنون إلا بالديمقراطية داخل بلدانهم فقط. لاحظ كيف يحب الأمريكيون الديمقراطية خارج حدود بلادهم إذا كانت تخدم مصالحهم، وإذا كان العكس، فسيفضلون المستبدين. انظر إلى كيفية تعامل أمريكا اليوم مع المستبدين العرب مثل السعودية والإمارات و هلم جرا… لدي قناعة ان هذه الأنظمة الغربية تفضل الأنظمة الاستبدادية على الأنظمة الديمقراطية، لانه كلما انتجت الثورات كما في مصر و تونس قوة وطنية غير خاضعة للتاثير الغربي، يتخلص منها كما وقع مع د. محمد مرسي ومني شخصيا دون ان يتحرك اي نظام غربي، اتذكر لما وقع الانقلاب على الرئيس الشهيد، كان بجانبي يومها وانا في زيارة رسمية


لفرنسا رئيسها فرانسوا هولاند، فطلبت منه موقفه في هذا الانقلاب، رفض ان يتبنى بوضوح موقفا حين كنت معه في السيارة ولا حين كنا في الندوة الصحفية. بالنسبة لهم، الديمقراطية التي تأتي بإسلامي للحكم، مثلما حدث في الجزائر على سبيل المثال، فهي مرفوضة. ولكن موقفي كديمقراطي علماني هو أن هذه هي لعبة الديمقراطية؛ إذا نجحوا بها فهذا جيد، وإذا فشلوا، فستطردهم صناديق الانتخابات التي جلبتهم إلى الحكم، وهكذا تتواصل اللعبة.. الان في قضية ان بعض الدول الثرية ربما تشير الى السعودية وغيرها الذين يرفضون الديمقراطية، طيب مبروك عليهم، اذا لا تهمهم الكرامة ولا الحرية، لكن بالنسبة لي كإنسان، فأنا أهتم بالحرية والعدالة الاجتماعية، ولو انني لست مقتنعا بان الكثير من ساكنة هذه المجتمعات يؤمنون بهذا الكلام، ربما يقولونه خوفا من الاستبداد، لان طبيعة البشر حب الحرية والكرامة. كيف يمكن ان أعيش في هذه البلد الثري وارى ان قلة من الامراء تتقاسم كل الثروة وتفعل ما تشاء وانا ساكت لانني محافظ؟ الحياة بلا كرامة ليس لها قيمة بالنسبة لي.
يتبع
د. الحسن اشباني مدير بحث سابق بالمعهد الوطني للبحث الزراعي و صحفي مهني
المقالات ذات الصلة :
مع الاستاذ وضاح خنفر: الحرب على غزة أحدثت ثورة في الوعي الجمعي للأمة -الجزء الاول-
مع الاستاذ وضاح خنفر: الحرب على غزة أحدثت ثورة في الوعي الجمعي للأمة -الجزء الثاني-
ملحقات
- محمد المنصف المرزوقي : ولد في 7 يوليو 1945 في قرمبالية (ولاية نابل)، هو رئيس الجمهورية التونسية الرابع، وهو أول رئيس في الوطن العربي يأتي إلى سدة الحكم ديمقراطيا ويسلم السلطة ديمقراطيا إلى المعارض المنافس بعد انتهاء مدة ولايته، وقد اتصل هاتفيا بمنافسه وهنأه بفوزه. وهو مفكر وسياسي تونسي ومعارض سابق لنظام زين العابدين بن علي ومدافع عن حقوق الإنسان، ويحمل شهادة الدكتوراه في الطب، ويكتب في الحقوق والسياسة والفكر. هو مؤسس ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منذ تأسيسه حتى 13 ديسمبر 2011 تاريخ استلامه رئاسة الجمهورية التونسية، ورئيسه الشرفي بعد ذلك. كما أنه رئيس سابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وبعد خسارته الانتخابات الرئاسية التونسية 2014، أسس في نهاية 2014 حراك شعب المواطنين الذي انضوى فيه عدة أحزاب منهم المؤتمر. ثم أسس في 20 ديسمبر 2015 حزب حراك تونس الإرادة. كما أسس مع عدة شخصيات عربية المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية في يوليو 2014 وترأسه. شارك في أسطول الحرية 3 الذي غادر اليونان في 25 يونيو 2015 قاصدًا فك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وعند اقترابه من المياه الإقليمية للقطاع ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه مع مرافقيه في الأسطول واقتادتهم إلى ميناء أشدود. بعد التحقيق معه، قامت إسرائيل بترحيل المرزوقي إلى باريس ثم عاد بعدها إلى تونس في 1 يوليو حيث استقبله المئات من مناصريه. اختارته مجلة التايم الأمريكية في 2013 من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم. وكذلك اختارته المجلة الأمريكية فورين بوليسي من بين أفضل 100 مفكر عالمي لسنتي 2012 و2013 وجاء في المرتبة الثانية في كل منهما. زوجته هي طبيبة فرنسية السيدة «بياتريس راين» التي حملت لقب سيدة تونس الأولى. وتنحدر عائلته من الجنوب التونسي (من قبيلة المرازيق من دوز في ولاية قبلي). والده هو محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بنت كريم، وله أربعة أشقاء وسبعة أخوة غير أشقاء. نشأ في تونس والتحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس. وفي سنة 1961 غادر تونس للالتحاق بوالده، الذي عمل وعاش في المغرب مدة 33 سنة وتزوج من امرأة مغربية ورزق بسبعة أبناء هم إخوة غير أشقاء للمنصف المرزوقي. درس منصف المرزوقي بطنجة حتى عام 1964، حصل خلالها على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) قبل السفر إلى فرنسا ليدرس في جامعة ستراسبورغ في كلية العلوم الإنسانية. في عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، فازت مشاركة المنصف ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر ويتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. في سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب هناك. عاد بعد ذلك المرزوقي إلى تونس عام 1979، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس. شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع. اعتقل في مارس 1994 ثم أطلق سراحه بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا ورئيس جنوب أفريقيا آنذاك. ثم أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات بتونس في 10 ديسمبر 1998 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان بين 1997 و2000. أسس سنة 2001 حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وأعلنه «حزب مقاومة لا حزب معارضة»، وطالب بإسقاط نظام بن علي بدلا عن السعي لإصلاحه لأنه «نظام فاسد غير قابل للإصلاح»، فصدر ضده حكم بالسجن لمدة عام قوبل بضغوط دولية. ثم غادر إراديًا إلى المنفى في ديسمبر 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس. حيث بقي هناك حتى عاد سنة 2006 إلى تونس دون إذن السلطة، ودعا إلى عصيان مدني لإسقاط نظام بن علي، ولكن من شدة المضايقات سرعان ما غادر في نفس السنة إلى فرنسا ومن هناك واصل نضاله الحقوقي ومعارضته بالكتابة والمحاضرات والندوات والمداخلات التلفزيونية في تصريحات وبرامج حوارية. في مداخلة له على قناة الجزيرة في أكتوبر 2006 حول الوضع الراهن في تونس آنذاك، شدّد المرزوقي إلى اعتماد كافة أساليب المقاومة السلمية لفرض الحقوق واستعادة الحرية. ثم أعلن عن عقده العزم على العودة إلى تونس يوم 21 أكتوبر، وذلك لمشاركة التونسيين في نضالهم. وعاد إلى تونس في ال 18 يناير من سنة 2011 بعد اندلاع الثورة التونسية ورحيل بن علي عن البلاد. ثم شارك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 ممثلا عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، حيث حاز على المركز الثاني ب 29 مقعدا بعد حركة النهضة التونسية، وقد حصل الدكتور المنصف المرزوقي على مقعد في دائرة نابل 2. انتخب رئيساً مؤقتاً لتونس في 12 ديسمبر 2011 بواسطة المجلس الوطني التأسيسي بعد حصوله على أغلبية 153 صوتاً مقابل ثلاثة أصوات معارضة وامتناع اثنين و44 بطاقة بيضاء يمثلون 202 عضو من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 217.
- قائمة كتب الدكتور المنصف المرزوقي : لم يتم تحيين الموقع منذ 2014 ليشمل اصداراته الاخيرة مثل كتاب المراجعات والبدائل: أي أسس لفكر سياسي مجدّد؟
- المراجعات والبدائل: أي أسس لفكر سياسي مجدّد؟ : صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب المنصف المرزوقي المراجعات والبدائل: أي أسس لفكر سياسي مجدّد؟، وهو من تقديم فيصل القاسم. يتألف الكتاب من 312 صفحة. ويشتمل على ببليوغرافيا وفهرس عام.حاول الكتاب الإجابة عن أسئلة من قبيل: ما الذي يتميّز به القرن الحادي والعشرون ممّا سبقه من قرون، ومنها القرن العشرون نفسه؟ وبأيّ حقائق نتمسك؟ وهل ما زال لمفهوم “الحقيقة” معنى، حيث إنّ أكبر ما نواجه على الصعيد الفردي من التحديات اليوم هو تسونامي المعطيات وتسارع تغيّرها؟ وعلى الصعيد الجماعي، إضافة إلى جميع الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية المتلاحقة التي عرفتها البشرية على مرّ العصور، فإن أكبر تحدٍّ اليوم هو تفاقم الأخطار البيئية والوبائية إلى درجة أصبحت تهدد وجود الجنس البشري. فكيف نفهم عالمنا؟ وكيف نتعامل معه، مع العلم أنّ الأيديولوجيات الخمس الكبرى التي تتحكم في أفكارنا وأعمالنا، تبدو أن الواقع تجاوزها، وأصبحت خارج الموضوع تمامًا؟