مع د. حسناء الشريف الكتاني: ابعاد اللغة العربية في منظومتنا التعليمية جوهر تخلفنا


“الطبيب الذي يقول لك بأنه يفهم كل ما يدرسه لا يقول الحقيقة…. والذي يقول لك بأنه يستوعب كل ما يدرسه…..لا يقول الحقيقة المرة (بضم الميم)..الكلمات العلمية الطبية كلها لاتينية لا يفهمها لا الأوروبيون ولا الأمريكان فما بالكم بنا نحن،؟؟.“
ناقش الطالب الفلسطيني علي حسن أبو سعدة أطروحته لنيل شهادة الدكتوراة من كلية الطب بالرباط باللغة العربية، وأورد في الأطروحة دراسة بالأرقام عن مزايا التدريس باللغة الأم وكيف أن الدول العربية مثل سوريا والعراق أبدع طلابها في جميع المجالات وأظهروا نبوغا في الدول التي هاجروا إليها مثل ألمانيا. كما تبقى الحقيقة الماثلة أمام الجميع، حسبما توصل اليها الطالب، أنه لا بد من التعريب عاجلا أم آجلا؛ وذلك لوجود وشائج تربط الإنسان المغربي بلغته العربية أكثر من اي لغة، لانها اساسا لغته الروحية والدينية، ولغة القرآن الكريم ولغة العبادة، ..الخ.

لكن الغريب في الأمر هو أن هذه الأطروحة ونتائجها لاقت تهكما من قبل شريحة كبيرة من طلاب الطب في بلدنا، استهزاء واستنقاصا من اللغة العربية.
أنا درست في كلية الطب بالجامعة الأردنية بعمان عاصمة الأردن لمدة 5 سنوات جنبا إلى جنب مع طلاب الطب ودرست حسب النظام الأكاديمي الأردني مواد متخصصة في الطب كالطب الباطني والجراحة العامة.
ثم انتقلت إلى كلية طب الأسنان للتخصص في مجال طب الأسنان باللغة الإنجليزية طبعا، وأستطيع أن أقول من خلال تجربتي الخاصة أنه من الغباء تدريس العلوم بغير اللغة الأولى (أو كما يسميها البعض لغة الأم) والسبب الرئيسي هو أن هناك هوة كبيرة بين الدراسة والاستيعاب….
الطبيب الذي يقول لك بأنه يفهم كل ما يدرسه لا يقول الحقيقة…. والذي يقول لك بأنه يستوعب كل ما يدرسه…..لا يقول الحقيقة المرة (بضم الميم)…
الكلمات العلمية الطبية كلها لاتينية لا يفهمها لا الأوروبيون ولا الأمريكان فما بالكم بنا نحن،؟؟؟ وليست فقط لاتينية بل ومعقدة، وإذا زدنا عليها الكم الهائل من المعلومات والمناهج التي تفرض علينا فإن الأمر يكون أشد تعقيدا. الكثير من الطلاب كانوا يحفظون دون فهم….لا يوجد وقت لمحاولة الفهم فكمية المعلومات مهولة.
على العموم لا غرابة أن يستهزئ بلغته إنسان مسلوب الهوية جاهل بتاربخه مستعمر حتى النخاع، فهو معذور والعيب ليس عيبه بل العيب كله في منظومة تعليمية مستوردة تتعمد تمجيد المستعمر وتتغاضى عن تاريخنا الإسلامي الحافل الذي لولاه لما وصلت أوروبا وأمريكا لما وصلت إليه.
تعال أنت الذي تتهكم على العربية:
من الذي اخترع علم الجراحة وعلم التشريح ANATOMY واخترع الأدوات الجراحية المعمول بها إلى اليوم؟
أوليس العالم الأندلسي المسلم الزهراوي الذي لقب ب”أبي الجراحين”،

من الذي اخترع علم الجبر والصفر اللذان بنيت عليهما كل المعادلات الرياضية؟ أوليس العالم المسلم الخوارزمي!
من الذي اكتشف الجاذبية: أوليس العلماء المسلمين الهمداني، وابن سينا، والبروني،
من الذي اكتشف الدورة الدموية؟ أوليس العالم المسلم ابن النفيس،
من الذي اكتشف عدوى الأمراض في الوقت الذي كانت أوروبا تعدم المجروبين حرقا؟ أوليس العالم المسلم الخطيب البغدادي!!!
من الذي اخترع لكاميرا (تحريف عن كلمة قمرة)؟ أوليس العالم المسلم ابن الهيثم!!!
ومن الذي اخترع الصابون والشامبوان في الوقت الذي كان الغربيون يستحمون ويفرشون أسنانهم ببولهم (أجلكم الله،) في العصور الوسطى؟ أوليس المسلمون!!
من الذي اخترع أدوات الجراحة بما فيها جراحة العيون؟؟ أوليس العالم الأندلسي المسلم الزهراوي !!!

ومن الذي اخترع علم الطبخ والموضة ونوتة العود؟؟ أوليس الفنان الأندلسي زرياب!!!
من الذي اخترع خيوط الجراحة وعلم الصيدلة وغيرها حتى لقب بأبي الطب الحديث؟؟ أوليس العالم المسلم أبو بكر الرازي!!
من الذي اخترع أدوات علم الفلك (الاسطرلاب)؟ أوليست العالمة المسلمة مريم الإسطرلابية!!
من الذي اخترع مضخات الماء والعديد من الآلات الموسيقية، والساعات المائية؟؟ أوليس العالم المسلم ابن الجزري!!

ومن الذي اخترع أول مظلة للطيران؟ أوليس العالم المسلم عباس ابن فرناس!!
من الذي بنى أول مستشفى في التاريخ؟ أوليس الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان في دمشق، وكان المرضى يعالجون بالمجان ويطعمون ويكسون بالمجان في أعظم الظروف وبين يدي عمالقة الطب المسلمين..
من الذي بنى أول جامعة في التاريخ؟ أو ليست امرأة الأعمال المسلمة فاطمة الفهرية بمدينة فاس واسمتها جامعة القرويين!!! وتقاطر عليه الآلاف من الطلبة الأوروبيين.
ومن الذي اخترع علم البيطرة؟ أوليس العالم الأندلس المسلم إبن البيطار!!
☆ وزد على كل هذا ممن يعجز القلم عن حصرهم، أن كل واحد منهم كان عالما موسوعيا: بمعنى أنه متخصص في الفقه والطب والفلك والصيدلة واللغة والشعر والأدب وووووو…

وبأي لغة كان يدرس ويكتب ويخترع كل هؤلاء؟؟ أوليس باللغة العربية الفصحى التي سادت العالم كله ورفعت من ذوقه ومعرفته وإدراكه…وكل هذا بالمجااااااان..
لهذا عندما يحتل أوطاننا المستدمرون يحرقون كتبنا ويسرقون بعضها لمحو ذاكرتنا وكسر هممنا…. وكم من كتاب سرق وغير إسم صاحبه المسلم بإسم غربي لا يد له في العلم غير السرقة…
جامعة السوربون درست باللغة العربية مدة أكثر من 400 سنة….
♧ أنتم معذورون والله والعيب كل العيب على مناهجنا وإعلامنا وصحافتنا ومثقفينا الذي لا يقومون بالواجب..
وإلى الله المشتكى
830سليمان شاهي الدين,
د. حسناء الشريف الكتاني– طبيبة متخصصة في تجميل الأسنان/ تخرجت من جامعة أردنية عام 1996، قبل أن تنال دكتوراه طب الأسنان بجامعة محمد الخامس بالرباط،