بداية نهاية المغتصب الذي لا يقهر بأسلحة “حماس” التي تقهر


د. الحسن اشباني
1 – المقدمة
كما في الأحداث البارزة في الصراع العربي-الإسرائيلي، مثل عام 1948 وعام 1967 وعام 1973 وعام 1982، يأتي تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليكون نقطة تحول أخرى في تاريخ القضية الفلسطينية. ليس ذلك فقط بسبب الهزيمة التي منيت بها إسرائيل على يد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث تمكنت من تحطيم الأساطير الاستخباراتية والعسكرية والأمنية الإسرائيلية في هذا اليوم الفارق. وليس لأن إسرائيل فقدت عددًا كبيرًا من القتلى في يوم واحد، ما يفوق ما فقدته في أي حرب أخرى مع الدول العربية. وليس لأن قطاع غزة يتحمل ثمنًا غير مسبوق نتيجة استمرار وحشية و همجية الكيان الصهيوني في محاولة استعادة “هيبته”. ولكن أيضًا لأن عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها حماس على عمليتها التي استهدفت المستوطنات في غلاف غزة في هذا اليوم المشهود، قد تقلب كل المعادلات في المنطقة.
قد تكون لها تأثيرات دولية مهمة، وستنتج نتائج مختلفة بالتأكيد عن أي مواجهة سابقة بين غزة و “إسرائيل” منذ انسحاب هذه الاخيرة من القطاع أحادياً في عام 2005.
إقليميًا، يصبح واضحًا أن مسار التطبيع الذي كان ترعاه الولايات المتحدة بين”إسرائيل” ودول الخليج، بما في ذلك السعودية في الصدارة، قد تعرض لتوقف حاليًا. هذا الوضع ناتج عن الهجوم العنيف الذي شنته “إسرائيل” على غزة والذي أسفر عن سقوط آلاف المدنيين الأبرياء يتجاوز الى حد كتابة هذه السطور عشرة الاف اغلبهم من الاطفال و النساء، مما يجعل من الصعب على الرياض أو أي دولة خليجية أخرى مواصلة هذا الاتجاه.
بالنتيجة، يمكن أن تنقضي آمال إدارة الرئيس الأميركي بايدن في تحقيق اتفاق “سلام” بين السعودية و”إسرائيل” قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تغير إدارة بايدن تركيزها نحو التحديات المتعلقة بالصين والامتناع عن المشاركة في مزيد من التدخل في منطقة الشرق الأوسط، مع مراعاة دقيقة قبل دخولها في حروب كبرى هناك. وخصوصًا في ضوء التحذيرات التي وجهتها إدارة بايدن لحزب الله اللبناني المحور الاساس للمقاومة بالشرق الاوسط بأنها ستتدخل إذا ما قرر الحزب فتح جبهة جديدة ضد “إسرائيل” من لبنان، وقد تجد نفسها مضطرة إلى شن هجمات ضد إيران أو مساعدة “إسرائيل” في القيام بذلك إذا وجدت أدلة على تورط إيران في عملية “طوفان الأقصى”. هذه التهديدات لا تعني شيئا و لا اي قيمة لها حسب خطاب السيد حسن نصر الله الذي وجهه الجمعة الماضية للعالم كما وعد، والذي قال فيه انه دخل الحرب مند اليوم الثاني من طوفان الاقصى، الامر الذي جعل الكيان الصهيوني يضع ماتي الف من جنوده في جنوب لبنان مما يخفف الضغط على غزة. وان توسعة الحرب مرهون بامرين اولاهما هو شن حرب على لبنان و ثانيهما مسار الحرب الوحشية على غزة، وانه الى جانب محور المقاومة بلبنان و سوريا و العراق و اليمن لن يسمح الا بنجاح حماس.
في هذا السياق، قامت”إسرائيل” بجهود جادة أيضًا لردع حزب الله وإيران من فتح جبهة جديدة، وذلك من خلال تهديد بتنفيذ ضربة قوية ضد النظام السوري، وهذا الإجراء سيكون ذا ثمن باهظ لا يمكن لإيران تحمله كما تدعي. ونتيجة لذلك، ستتجه كافة مسارات التفاوض المفتوحة بين إيران والولايات المتحدة نحو الإغلاق، وذلك بعدما تسارعت هذه المسارات بشكل ملحوظ بعد تحقيق صفقة إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في إيران خلال الشهر الماضي، مقابل دفع ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية. وقد أثارت هذه الصفقة انتقادات حادة ضد إدارة بايدن من قبل خصومها الجمهوريين.
بشكل عام، تكشف هذه التطورات عن انهيار الأجندة السابقة لإدارة بايدن في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت ترتكز على تخفيف التوتر مع إيران وتعزيز التطبيع بين دول الخليج العربية و”إسرائيل”. وبدلاً من ذلك، يتوجب على الإدارة التركيز على التحديات المتعلقة بالصين ومحاولة احتوائها، وذلك بعد التمعن الدقيق في الخيارات المتاحة، وتوخي الحذر قبل الانخراط في صراعات كبيرة في تلك المنطقة. تعني هذه التطورات أن أجندة إدارة بايدن في الشرق الأوسط قد انهارت تمامًا و خصوصا وهي التي تدير الان الحرب مباشرة نيابة عن الكيان الصهيوني المنهار، والتي ترفض وقفا للنار للاباذة الجماعية التي تمارس ضد غزة ، اهلها،
فيما يخص الترسانة العسكرية لحماس، يتحدث عن قلق متزايدا في إسرائيل نتيجة لتطوير حركة حماس لقدراتها الصاروخية المتزايدة. هذا القلق يتزايد في كل مواجهة بين الجانبين، وأصبح موضوع تساؤلات شائكة في الأوساط العسكرية وحتى بين المستوطنين الذين يجدون أنفسهم في أعلى أولويات حكومة الاحتلال. والسؤال الذي يثار هو: كيف ومتى استطاعت حماس تحسين قدراتها العسكرية على النحو الذي نشهده اليوم؟ وذلك رغم الجهود الاستخباراتية والأمنية المكثفة التي تقوم بها إسرائيل والتي تمتد براً وجواً وبحراً، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة على مدار الساعة.
تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من قدرة حماس على إنتاج تقنيات عسكرية تمكنها من إطلاق مئات الصواريخ في آن واحد، مما يمكنها من تعطيل أهداف حيوية رئيسية في إسرائيل. والأمر الذي يثير قلقًا أكبر هو دقة ضربات حماس التي تستهدف أهدافها بدقة، وهذا يشكل تهديداً جدياً لمنظومة القبة الحديدية. كما تقول السلطة العسكرية الإسرائيلية إن لدى حماس حوالي 15 ألف صاروخ بأحجام ومدى متنوعين، بالإضافة إلى نحو 1000 صاروخ بعيد المدى يمكن أن يصل إلى مدن إسرائيل الكبرى مثل تل أبيب وحيفا. وعلى الرغم من هذه الأرقام، إلا أن التقارير الإسرائيلية تشير إلى أن حماس نجحت في تحسين وتطوير قدراتها الصاروخية بشكل نوعي وكمي. وقد بدا هذا جلياً في استخدام حماس للطائرات المسيّرة خلال المواجهات في عام 2019. تلك الطائرات المسيّرة قادرة على حمل رؤوس حربية مضادة للدبابات، مما يشكل تحدياً واضحاً لقدرة منظومة القبة الحديدية على التصدي لها. جاءت عملية طوفان الاقصى لتثبيت في الواقع تخوفات الكيان الصهيوني. سنحاول في التالي حسب المتوفر الحديث عن بعض قدرات التسليح لدى حماس.

2- الأسلحة لدى حماس التي تنتج محليا او تعدل في القطاع:
في البداية، يجب التنويه إلى أن القدرة التحليلية والمعلومات حول هذه الأسلحة والصواريخ تتغير بسرعة، وقد تكون هذه المعلومات ناقصة من حيث الاصدارات الحديثة التي لا تعرف الا بعد ظهورها في المعركة الدائرة رحاها منذ بدء العملية النوعية لحماس طوفان الاقصى في السايع من اكتوبر 2023 كما هو الشان بالنسبة للذي استعمل في غزة يوم 31 اكتوبر الماضي.
صواريخ قصيرة المدى
أكثرها شيوعا من طرازات القسام، قصيرة المدى غير الموجهة يصل مداها إلى 10 كيلومترات، وتصنع بحسب الخبراء، ذخائرها من أنابيب المياه.


- صواريخ “قسام”:
- “قسام” هو صاروخ قصير المدى يتميز بسهولة تصنيعه واستخدامه. تمتلك حماس عدة إصدارات منه، بما في ذلك قسام-1 و في عام 2002 ظهر صاروخ القسام 2، الذي وصل مداه إلى 12 كلم في حده الأقصى وفي عام 2005، ظهر القسام-3 و مداه يصل الى 15ـ17 كيلومتراً. تم تصنيع الصواريخ “قسام” محليًا في غزة، و تستهدف بها الأهداف داخل “إسرائيل”، وتغطي مناطق محددة على الحدود الإسرائيلية.
- صواريخ “فجر”:
- “فجر” هو نوع من الصواريخ المتوسطة المدى التي تمتلكها حماس. يمكن أن تصل مداها إلى مسافات أبعد مما تصل إليه الصواريخ القصيرة النطاق. تمتلك حماس إصدارات مختلفة من هذه الصواريخ، والمدى يمكن أن يصل إلى ما بين 30 إلى 100 كيلومتر تقريبًا. هذه الصواريخ تستخدم لاستهداف مواقع أبعد وأكثر تعقيدًا.
- صاروخ “قسيس”:
- “قسيس” هو صاروخ يعتبر من فئة الصواريخ المتوسطة المدى وكان يمكنه الوصول إلى مدن “إسرائيل” الكبرى على حدود غزة. هذا الصاروخ يمثل تهديدًا خطيرًا بسبب اولا مداه الأطول الذي يقترب من 100 كيلومتر تقريبًا وقدرته ثانيا على الوصول إلى مستوطنات إسرائيلية أبعد.
- قذائف الهاون:
- قذائف الهاون هي ذخيرة قصيرة المدى تُطلق من مدافع هاون، وتُستخدم عادة في هجمات قريبة المدى. تتراوح من بضع مئات من الأمتار إلى عدة كيلومترات تقريبًا، اعتمادًا على نوع الهاون وزاوية إطلاقها. استخدمت هذه القذائف في العمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين داخل وحول قطاع غزة.
- صواريخ أم-75 : مثل صواريخ فجر 5 الإيرانية، استعملتها المقاومة لاول مرة عام 2012، خلال عدوان “عمود السحاب”استهدفت بها “تل أبيب”. الفارق بينها و بين صواريخ القسام الأولى هو تكبير حجم الرأس المتفجر، اذ زاد من عدة كيلوغرامات في القسام الأولى، إلى عشرات الكيلوغرامات في صواريخ فجر وأم 75.
- صواريخ جي-80 : (وسُمي باسم القيادي الشهيد أحمد الجعبري) : مثل صواريخ أم-75 و صواريخ فجر 5 الإيرانية. وقد اطلق هذا الصاروخ لأول مرة و بعدد كبير في حرب “العصف المأكول” عام 2014 في اتجاه “تل أبيب”، و فشلت انذاك القبة الحديدية من اعتراضهم.
- صواريخ “الإي -120” : (تيمناً بالقائد في المقاومة رائد العطار) تحمل الصواريخ رؤوساً متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية، ويصل مداها إلى 120 كم، وأنها دخلت الخدمة بشكل معلن لأول مرة في الضربة الصاروخية التي وجهتها للقدس سنة 2021. .
- صواريخ “أس أتش-85” : التي استُخدمت في “سيف القدس” في ضرب كل من “تل أبيب” ومطار “بن غوريون”، معطلةً الملاحة فيه.
- صاروخ “قدس 3” : المطور عن صاروخ “غراد” الروسي، والمعروف لدى أغلبية الناس باسم “كاتيوشا”، الذي منح المقاومة القدرة على ضرب مدينتي عسقلان وأسدود المحتلتين، ووسع دائرة الخطر لتشمل أيضاً مستعمرتي “نتيفوت” و”أوفاكيم”.
- صاروخ “الكورنيت” : هو صاروخ مضاد للدروع، روسي الصنع، مُوّجه ومُصوّب بأشعة ليزر، وبشكل نصف أوتوماتيكي، بحيث يُصوّب الرامي الصاروخ نحو الهدف، ويوجه علامة تصويب الصاروخ حتى الإصابة، ويمكن إطلاقه من خلال منصة تُثبت على الأرض أو الكتف مباشرة. ويتم توجيه الصاروخ عبر موجّه بصري من خلال الرامي الذي يتابع توجيهه حتى يصل إلى هدفه، ويمتلك قدرة على المناورة من خلال الالتفاف في حلقات دائرية أثناء تحليقه باتجاه الهدف حتى المرحلة الأخيرة، التي يطبق فيها على الهدف ويتوجه إليه بشكل مباشر. وقد أسهم استخدام المقاومة الفلسطينية للكورنيت في الضغط على قوات الاحتلال التي تُسيّر دورياتها العسكرية على حدود غزة، لأنه يحقق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف قواتها ومستوطنيها.
- صاروخ “الراجمة” : صاروخ يبدو أنه صُنع محليًا وشبيه بصاروخ كاتيوشا بعيار 107 ملم. تم نشر مقاطع فيديو تُظهر استخدام هذا الصاروخ للمرة الأولى، وتُظهر الصاروخ بأنه من النوع قصير المدى بعيار 114 ملم. كما تبين أن الراجمة التي تُستخدم لاطلاق هذا الصاروخ تحتوي على 15 فوهة، مما يعني أنها قادرة على إطلاق 15 صاروخًا متتاليًا. في طوفان الاقصى استخدمت “القسام” عدة راجمات لانتاج كثافة نيرانية كبيرة لتحييد بطاريات القبة الحديدية التي تقل فاعليتها بشكل معبر، و في نفس الوقت لإبقاء الجنود في المعسكرات الملاصقة لحدود قطاع غزة داخل ثكناتهم ومخابئهم حتى وصول المهاجمين.
- قذيفة ياسين 105 : تُعَدّ ياسين 105 محلية الصنع، قذيفة ترادفية، أي نوع من الأجهزة المتفجرة التي تحتوي على مرحلتين من التفجير أو أكثر. وتطلق هذه القذيفة من مدفع RPG محمول على الكتف، وصُممت لاختراق أنواع مختلفة من الدروع أو الهياكل، بما في ذلك المدرعات والدبابات الإسرائيلية. وتتمتع بقدرة اختراقية تصل إلى 60 سم من الفولاذ. ومع إطلاق الهجوم الإسرائيلي البري على غزة، قامت القسام بتدمير عدداً كبيرا من المدرعات الإسرائيلية باستخدام 5000 من هذه القذيفة في نفس الوقت.


الصواريخ الباليستية؟
حماس تملك بعض الصواريخ البالستية من مختلف الأنواع التي تمتلك القدرة على الوصول إلى مدن”إسرائيل” الكبرى وتمثل حسب المختصين تهديدًا خطيرًا للكائن الصهيوني. ما هي خاصيات هذه الصواريخ؟ يمكن تلخيصها في خمس:
- تتخذ مسارا قوسيا بين منصة الاطلاق و الهدف.
- جزء من مسارها يكون خارج الغلاف الجوي للأرض.
- يمكنها ضرب أهداف تبعد آلاف الكيلومترات عن نقطة إطلاقها.
- تعمل بمحرك صاروخي.
- تنطلق بسرعات تصل إلى 24 ألف كلم/ ساعة.
- تمتاز بالقدرة العالية على التدمير والموت.
من بين هذه الصواريخ البالستية الشهيرة التي تمتلكها حماس واستخدمتها في الهجمات تجاه إسرائيل، يمكن ذكر:
- صواريخ “رقائق” (Raqeem): هذه الصواريخ تعتبر جزءًا من ترسانة حماس وتمتلك القدرة على الوصول إلى مدن إسرائيل الكبرى. و يُعتقد أن مداها يتراوح بين 100 و200 كيلومتر. وقد استخدمت في هجمات متعددة تجاه مدن إسرائيل وفي حربها الحالية.
- صواريخ “إسكندرون”: تعتبر إسكندرون من الصواريخ البالستية التي تمتلك حماس إصدارات مختلفة منها، ومداها يمكن أن يتراوح بين 40 و120 كيلومتر تقريبًا والتي يمكن أن تصل إلى مدن إسرائيل الواقعة على حدود غزة.
- صواريخ “جيبها”: هو نوع من الصواريخ القصيرة المدى التي تمتلكها حماس. ومداها يعتمد على الإصدار والنموذج الدقيق للصاروخ. و يمكن أن تصل إلى مدى يتراوح بين عدة كيلومترات وحتى عدة عشرات من الكيلومترات. قد تكون مخصصة لاستهداف أهداف قريبة المدى داخل إسرائيل.
- صواريخ “شهاب” : هو نوع آخر من الصواريخ التي تمتلكها حماس. بعض الإصدارات من “شهاب” يمكن ان يصل مداها إلى العشرات من الكيلومترات، مما يسمح لحماس بضرب أهداف على مسافات بعيدة في إسرائيل.
- صواريخ “بدر”: هو نوع آخر من الصواريخ التي تمتلكها حماس. مدى هذه الصوارخ يمكن أن يتراوح بين مدى قصير إلى متوسط ويعتمد على النوع المحدد.
- صاروخ ” R160″ : أو “رنتيسي 160” محلي الصنع، الحامي لرأس تفجيري بوزن 60 كيلو و مداه 160 كيلومترًا، الذي أطلقته المقاومة صوب مدينة حيفا الساحلية. و ينعت بحرف R نسبة إلى أحد مؤسسي حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي، المغتال اثتاء غارة للاحتلال الصهيوني سنة 2004. و قد تم استخدام صاروخ R160 لأول مرة خلال حرب تموز/يوليو 2014، مما أدى إلى تحطيم توازن القوى وتحقيق اختراق هام، حيث وصل صاروخ المقاومة إلى أعمق مناطق الكيان الاحتلالي في الشمال الغربي. و تمت تسميته ب “يوم القيامة” في تل أبيب، وذلك نسبةً لقوته التدميرية الكبيرة ونطاق تأثيره الواسع إلى جانب مدى تأثيره الجغرافي.
- صواريخ عياش 250″ : والتي سُميت تيمناً بالشهيد المهندس يحيى عياش و تشكل قوة ضاربة لحركة حماس في الحرب الجارية، حيث تمكنت من تطوير أنواع متقدمة منها، بما في ذلك “عياش 250” الذي يعد تطوير ا للصاروخ الإيراني فاتح 10، لكن بخبرة فلسطينية الذي استخدمته لاستهداف أهداف بعيدة المدى، ووصلت به حتى تل أبيب. إلى جانب ذلك، استخدمت منظومات أخرى تم تطويرها محلياً، مما أدى إلى إرباك منظومات الدفاع الإسرائيلية. يشير اللواء الزيات إلى أن حماس أصبح لديها الآن ترسانة من الصواريخ المتطورة، بما في ذلك هذا الصاروخ، وتم استخدامه بنجاح في استهداف مركز قيادة المنطقة الشمالية في صفد. عندما نتحدث عن تطوير حماس لهذه المنظومة، يقول الزيات: “منذ 2005 وانسحاب إسرائيل من غزة، لم تكن حماس تملك شيئا ثم طورت صواريخ القسام 1، 2، ولم يكن مداها يتجاوز 19 كيلومتر، ثم جاءت مواجهات عملية “الرصاص المصبوب” في 2009 وما بعدها من مواجهات وعمود السحاب في 2012 وحارس الأسوار في 2021، لتشهد تطوير منظومات تسليح أخرى”.


إضافةً إلى ذلك، تشمل التحسينات ليس فقط المنظومة الصاروخية بل أيضًا تطوير تقنيات استخدامها لإحداث إرباك لإسرائيل. يتم تصنيع وتوجيه هذه الصواريخ من داخل الأنفاق الضخمة التي تحتوي على منصات صواريخ وورش لتصنيعها. القصف يتم من أسفل الأرض، وذلك عبر بوابات تفتح لإجراء الإطلاق وتُغلق مرة أخرى، مما يجعل من الصعب اكتشاف موقعها. وفي الوقت الحالي، تعمل حماس على برنامج تطوير تكنولوجي لأنظمة التشويش والاستشعار، وإذا تم تحقيق ذلك، فإنه سيمثل تهديداً مباشراً لإسرائيل، حيث سيمكنها من الكشف عن الرادارات والتضليل والضرب بفعالية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المعلومات تكون محدودة بسبب الطبيعة السرية المحيطة بالقضية وعدم وجود تفاصيل دقيقة متاحة للجمهور بشكل واسع.
السلاح الجوي
- سرب صقر – سلاح الجو او الطائرات الشراعية : أما في السياق الجوي، فقد قدمت المظلات التي تساقطت من السماء فوق بعض المستوطنات مشهدًا غير مألوف، وكان ذلك واحدًا من أبرز المشاهد في هجوم “الجوي” المباغت. في هذا الهجوم، استخدمت “كتائب القسام” لأول مرة ما أُطلِق عليه اسم “سرب صقر – سلاح الجو”، وهي وحدات جوية محمولة بالأسلحة والمتفجرات تتنقل بواسطة مقعد يحمل فردين وترتفع في الهواء بمساعدة مروحة كبيرة ومظلة. ووفقًا لتقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، من الصعب للرادار الإسرائيلي اكتشاف هذه الطائرات بسبب بصمتها الردارية الضئيلة وقدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة. وأشارت الشبكة إلى أن هذه الطائرات تستفيد من الرياح للدفع إلى الأمام وصعوداً، كما يمكنها أيضًا استخدام مظلات تعمل بالطاقة تحتوي على محرك. عادة ما تُستخدم هذه الأجهزة لأغراض الترفيه، ولكن حماس نجحت في تحويلها إلى سلاح فعّال في سياق الصراع. وعن مدى فاعليتها يقول اللواء الزيات، إنها حققت عنصر المفاجأة والانتقال السريع لمقاتلي حماس من غزة إلى أهدافها بعيدا عن العوائق المختلفة مثل السياج العازل أو حقول الألغام، فضلا عن تحديد مواقع محددة للسيطرة عليها داخل البلدات الإسرائيلية لحين عبور بقية المقاتلين.


- صواريخ دفاع جوي “متبر 1” : نشرت حماس فيديو لمنظومة صواريخ دفاع جوي “متبر 1” لاستهداف الطيران الإسرائيلي، وكذلك لمجموعة من عناصرها تحمل صواريخ على الكتف للدفاع الجوي، وعمليات التصدي لطيران إسرائيل عن طريق صواريخ محمولة على الكتف، وأخرى أُطلقت من منصات أرضية. ويقول الخبراء إن نظام متبر 1، نسخة من “شهاب ثاقب” الإيراني المطور على أساس منظومة “إتش كيو 7” الصينية، لكن صواريخ حماس من دون أي أجنحة للمناورة، مما يضعف قدرتها على الاستهداف، وهي مخصصة أكثر للمروحيات والمسيرات ولا تتعامل مع الأهداف المرتفعة والسريعة.

- المسيرات
كانت المسيرات، سواء كانت قاذفة أو انتحارية، إحدى المفاجآت التي أبرزتها حماس خلال هذه المواجهة. نشرت الحركة مقاطع فيديو توثق عملية استهداف جنود إسرائيليين باستخدام قنبلة من صنع محلي أسقطتها مسيرة، وأخرى توضح استهداف أبراج مدافع رشاشة في موقع إسرائيلي على طول الحدود.

أشار اللواء صفوت الزيات إلى أن الطائرات بدون طيار في أحد الفيديوهات تبدو وكأنها تستهدف أجهزة الاستشعار المثبتة لمراقبة السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل، مما يشير إلى وجود تحضير مسبق قبل الهجوم. كما أوضح إلى أن حماس دخلت في عصر منصات القتال غير المأهولة وتطورت في مجال المسيرات باستخدام تكنولوجيا بسيطة ومواد متاحة بسهولة كقطع الغيار من الدراجات النارية والسيارات، مما يشبه كيفية تصنيع إيران للمسيرات باستخدام تقنيات بسيطة.

وأوضح اللواء سمير راغب، الخبير العسكري والمتخصص في التسليح، أن حماس استفادت من تكنولوجيا إيران، وأن المسيرات الفلسطينية من طراز “الزواري” تصنع من مواد بسيطة مثل المعادن والفايبر جلاس. وأشار إلى أنها تكلفة منخفضة للغاية ويمكن تصنيعها بسهولة باستخدام مواد بسيطة.
بالنسبة للمحركات والأجزاء المعقدة، أوضح راغب أن المحركات بسيطة جدًا وغير معقدة ويمكن العثور عليها في دراجات نارية أو قطع غيار بسيطة من السيارات، مما يسمح لحماس بسهولة الوصول إليها. وفيما يتعلق بالتوجيه، فإنه يعتمد على أجهزة بسيطة تتوفر في الأسواق وتباع للمستهلكين العاديين، بما في ذلك أجهزة توجيه من ألعاب الأطفال المصنوعة في الصين وغيرها من الدول. هذه الأجهزة تظهر فعالية كبيرة في المسيرات الانتحارية.


مسيرات زواري

في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع بداية عملية طوفان الاقصى، استخدمت كتائب القسام مسيّرات من طراز “زواري” لتأمين التمهيد الناري للهجوم المفاجئ واستهداف نقاط المراقبة الأمامية للجيش الإسرائيلي. تم تطوير هذا السلاح في عام 2008 على يد المهندس التونسي محمد الزواري، الذي اغتالته وحدة الموساد في عام 2016.
تُستخدم مسيّرات الزواري لأغراض الاستطلاع والرصد بفضل خفة وزنها وسهولة حركتها. ويُمكن استخدامها أيضًا لتنفيذ هجمات انتحارية مباشرة. و تتميز طائرات الزواري بحجم صغير وبصمة حرارية قليلة، مما يجعل من الصعب على أنظمة الرادار اكتشافها ويمنحها القدرة على الاقتراب من الأهداف وتدميرها. و كان أول ظهور قتالي لمسيّرات الزواري في 19 مايو/أيار عام 2021 خلال معركة سيف القدس. تم استخدامها في معركة طوفان الأقصى لتأمين التمهيد الناري للهجوم المفاجئ واستهداف نقاط المراقبة الأمامية للجيش الإسرائيلي.
السلاح البحري :
دخل سلاح بحري جديد عالم المعارك مع الكائن الصهيوني، الذي كشفت عنه حركة القسّام بفخر. يتعلق هذا السلاح الابتكاري بالطوربيد المحلي الصنع الذي يُسمى “العاصف”، وأظهر للمرة الأولى أثناء معركة “طوفان الأقصى” و يعد اختراعا رائعا و تقدمًا هامًا في تكنولوجيا الأسلحة البحرية.


تظهر التفاصيل الفريدة لهذا السلاح البحري الجديد والذي يعرف أيضًا بأسماء مثل الرعّاد والنسّاف والطوربيل.و يُستخدم هذا السلاح القوي لاستهداف السفن، ويمكن إطلاقه من غواصات تحت الماء أو حتى من طائرات في السماء. ميزة ملحوظة لهذا الاختراع هي قدرته على العمل تحت سطح الماء، مما يجعله أداة فعالة في معارك المحيطات والبحار.
ترجع جذور هذا الاختراع البارز إلى الحضارة الإسلامية، حيث قدمت الحضارة الإسلامية هذا الابتكار الرائع للعالم. وقد قام عالم إسلامي مبدع يُدعى حسن الرماح (كان رائد تصنيع الأسلحة في زمانه، عاش حسن الرماح في بلاد الشام وألف العديد من الكتب والرسائل في المكائد والأسلحة الحربية) بتطوير الطوربيد. يجدر بالذكر أن حسن الرماح لم يُطلق عليه “طوربيد”، بل سُمي ببساطة “البيضة التي تطفو وتحرق” أو “البيضة الطافية الحارقة”. تمثل هذه البيضة فكرة الطوربيد الحديث الذي نعرفه اليوم.
يتم تشغيل الطوربيد عادةً بحيث ينفجر تحت السفينة المستهدفة بدلاً من أن ينفجر فيها مباشرة. تعتمد عملية الاستهداف والتحكم في الهجوم على تقنيات كهرومغناطيسية معقدة. ينتج عن انفجار الطوربيد موجة قوية تحت الماء تهز السفينة وتسفر عادة عن انقسامها أو غرقها. هذا السلاح يمثل تطورًا هامًا في مجال التكنولوجيا البحرية ويشكل تهديدًا جديدًا في المعارك البحرية.

يُعد الطوربيد بطيئًا بمقارنة سرعته بالصواريخ، حيث يحمل رأسًا ثقيلًا من المتفجرات، مما يؤدي إلى سرعته المعتادة التي تتراوح بين 100 و 500 كيلومتر في الساعة. وتم تطوير الطوربيدات الحديثة بواسطة البحرية الألمانية لتصل سرعتها إلى 800 كيلومتر في الساعة، مما يجعلها الأسرع على الإطلاق بين الطوربيدات.

يعتمد تصميم الطوربيد الحديث على فكرة مستوحاة من سلوك سمكة الباراكودا (Sphyraena barracuda)، وهي سمكة تنتمي إلى فصيلة سمك الكركي السهمي، وتوجد في المحيط الأطلسي وبالقرب من سواحل اليابان وأستراليا. تُميز هذه الأسماك بسرعتها الكبيرة نتيجة لشكل جسمها المدبب ورأسها، بالإضافة إلى قدرتها على إطلاق فقاعة هوائية تساعدها على الاحتكام في الماء.
فكرة تطوير الطوربيد مستمدة من سلوك هذه السمكة، حيث ينطلق الطوربيد بسرعة داخل فقاعة هوائية، مما يجعله يتحرك بشكل سريع ويصعب اكتشافه. يمثل هذا الاختراع الرائع نقلة نوعية في تكنولوجيا الحروب البحرية ويُظهر لنا كيف يمكن للعلم والابتكار أن يغيروا مجريات التاريخ.
خلاصة : هذه بعض الاسلحة التي تستعملها المقاومة الفلسطينية وخصوصا حماس في استعادة ارضها المغتصبة من طرف الكائن الصهيوني بحماية الدول الغربية، هذه الحماية العمياء المتوحشة التي فضحت تلاوينها المختلفة عملية طوفان الاقصى. بعض المصادر تتحدث عن اسلحة اخرى في حوزة حماس والتي لم يتبين مصدرها بعد.
د. الحسن اشباني مدير بحث سابقا بالمعهد الوطني للبحث الزراعي المغرب و صحفي مهني علمي
بعض مقالات الكاتب ذات الصلة :
https://dr-achbani.com/الذكاء-الاصطناعي-و-محاربة-الاعشاب-الض/
https://dr-achbani.com/روبوت-ينوب-في-الفصل-عن-فتاة-مصابة-بسرطا/